إنسان نشط في مختلف ميادين الحياة العملية، تنقّل بين الكويت ونيجيريا، وتنوّع عمله بين القطاع المصرفي ومعامل المفروشات إلى أن قرر العودة إلى لبنان بعد فترة طويلة ليؤسس فندقاً في عروس المصايف مدينة عاليه التي تعتبر من أهم المناطق التي تجتذب السواح العرب والأجانب إليها على مر السنين.

عمل بجهد وهو يؤسس لمستقبل مشرق وواعد في حياته واستطاع أن يرسم خطه المميز في العمل حتى وصل إلى مبتغاه.

وللإضاءة على تجربته الطويلة في المجال الأكاديمي والمهني، كان لموقع "الإقتصاد" لقاء مع صاحب فندق "داينستي سويت أوتيل" في عاليه فوزي مكارم.

ما هي أبرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك الأكاديمية والمهنية؟

تلقّيت دروسي الإبتدائية في معهد "أوليفر" في منطقة رأس المتن و من ثم انتقلت إلى مدرسة "الجامعة الوطنية مارون عبود" في عاليه، و تخصصت في مجال المحاسبة. و بعد هذه الفترة، سافرت إلى الكويت حيث عملت في "بنك الكويت الوطني" لمدة خمسة عشر عاماً و أصبحت مديراً فيه. و من ثم انتقلت إلى نيجيريا حيث استقريت في لاغوس وعشت فيها مدة سبع وعشرين سنة عملت خلالها في مجال الصناعة والتجارة، وتحديداً في صناعة القساطل والصفائح. و في وقت لاحق، أسست شركة تصنيع لمفروشات المؤسسات والمستشفيات والمنازل وغيرها، إضافة الى شركة أخرى لتصنيع المسامير وغيرها. بعد انتهاء الحرب اللبنانية، عدت إلى بيروت و بنيت فندقاً في منطقة عاليه في موقع مميّز وأطلقت عليه اسم "دايناستي أوتيل" وعملنا فيه لمدة سنتين، ولكن للأسف تم اغتيال الرئيس رفيق الحريري سنة 2005 فتراجع الوضع في لبنان إلى الوراء حتى حصلت الأحداث في سوريا التي كانت الضربة القاضية علينا و نحن نعمل في خسارة منذ خمس سنوات، لأن الوضع برمّته قد تغيّر. و آمل أن تتحسّن الأمور.

ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك في الكويت ونيجيريا ولبنان خلال مسيرتك المهنية؟

مررنا بصعوبات كثيرة في الخارج ولو تكلمت عليها بالتفاصيل المملة لكنا قد صورناها على طريقة الفيلم السينمائي. تعرّضت في الخارج للسرقة لثلاث مرات، وفي إحدى المرات انقطعنا في إحدى الغابات بين بنين وغانا وواجهنا صعوبات كثيرة، واللبناني يعاني الأمرّين في بلاد الإغتراب كي يستطيع أن يؤسس نفسه ومن يعمل في الخارج من الصعب أن يتأقلم في العمل بلبنان لأنه يكون قد اعتاد العمل في الخارج بطريقة تختلف عن العمل في بلده الأم. ولكن رغم خسارتنا في العمل في لبنان لا تزال الاخلاق موجودة والحمدالله.

ما هي الصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على تخطي هذه الصعوبات؟

من أهم الصفات التي يمكن أن تساعد الإنسان على تخطي الصعوبات؛ هي الإيمان بالله، وأنا أقوم بالذي أستطيع القيام به وما لا يمكن أن أفعله أسلّمه ادعه بين يدي ربنا. كما علمّني والداي محبة الآخرين ولا يوجد زبائن لدينا في الفندق بل كل من يدخل إلى هنا يكون وسط عائلة "دايناستي أوتيل" و نتعامل معه كفرد منا و ليس كزبون عادي. ونحن نتمتع بجو عائلي واسع، و الكثير من النزلاء يأتون مع عائلاتهم وأصدقائهم، , ورغم كل الأوضاع التي تعصف بلبنان أقول الحمدالله أننا لم نغلق هذا الفندق أبداً. و عندما نحب الناس من خلال معاملتنا معهم فهم سيحبوننا بدورهم.

هل تعتبر أن حققت ذاتك؟

لم أحقق ذاتي بعد مع ان عمري اليوم يبلغ 77 عاماً، وكنت آمل في أن يتحسّن الوضع في لبنان، وخاصة بعد انتهاء مرحلة الحرب اللبنانية وأن يتطلع المسؤولون إلى الشعب لتحسين وضعه وعيشه، ولكن للأسف هناك مشكلات كثيرة تواجه اللبنانيين مثل الإنقطاع في المياه والكهرباء، وخاصة في منطقة عاليه لأنها تعتبر مدينة ومصيفاً، ونقوم بشراء المياه يومياً، وتنقطع الكهرباء كل ست ساعات وهذا الأمر لا يمكن تحمّله، وهذه المشكلة لم تعد موجودة في أفريقيا.

هل أثر عملك على علاقتك بعائلتك؟

لدي عائلة رائعة ولدي أربعة أولاد شابان وفتاتان، وكلهم من خريجي الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية، وهذا ما يجعلني مرتاحاً وسعيداً في حياتي من خلال أسرتي، أبعدني العمل عنها عندما كنت أعيش في أفريقيا وكان صعباً علينا حيث كان العمل أربعاً وعشرين ساعة متواصلة في ثلاث دوامات عمل حيث كان في معمل المفروشات هناك ثلاث مئة موظف، وكنت أشرف عليهم كلهم، الأمر الذي كان يبعدني عن عائلتي. أما في لبنان فالوضع يختلف من خلال قربي من العائلة، وهذا الأمر يريحني. كما أني أدعو إلى تحسين هذا البلد.

ماذا تقول للشباب اللبناني الذي يعاني من أزمة إقتصادية وإجتماعية ؟

"الله يكون بعون الشباب" والأهل يتحملّون أعباء تعليم أولادهم ويسافرون إلى الخارج، لأنه يوجد انعدام للمستقبل على الصعيد الاعمال والوظائف في لبنان، وأدعو الشباب إلى البقاء في لبنان، والثورة على الواقع المرير الذي يمرون به، وهناك مثل يقول "إذا كان العلم باهظاً فجرّب ثمن الجهل"، ونحن لولا الجهل المستشري فينا هل كنا نرضى بالوضع الذي نحن فيه الآن؟ رغم كل الصعوبات التي نمر بها.