يُقال أن "سر النجاح على الدوام هو أن تسير إلى الأمام"، وهذه هي الوجهة التي تتبعها لينا الراعي في مسيرتها المهنية.

فمنذ سنوات عدة، كانت لينا شابة حالمة بحلم بسيط: أن تخلق المجوهرات المميزة والمختلفة. وهذا الطموح كان مجرد امتداد لشغف طفولتها الموروث من عائلتها، فهي لطالما أرادت العمل في مجال فني، تطلق من خلاله العنان لمخيلتها الخصبة وأفكارها الفريدة من نوعها.

كان لـ"الاقتصاد" حديث خاص مع مؤسسة العلامة التجارية "Lina Rai Jewelry Couture"، لينا راعي، للتعرف الى بداياتها، ومشاريعها المستقبلية، والرسالة التي تسعى لإيصالها إلى المرأة اللبنانية والرجل أيضاً.

من هي لينا راعي؟ وكيف وصلت إلى ما أنت عليه اليوم؟

تخصصت في إدارة الأعمال في "الجامعة اللبنانية الأميركية"، "LAU"، وبعد التخرّج حاولت العمل في مجال الأعمال، لكنني لم أجد نفسي فيه، وشعرت أنه لا يشبهني على الإطلاق، لذلك لم أتمكن من العطاء والإستمرار.

فأنا ولدت في منزل فنّي بامتياز، حيث أن والدي هو مهندس كهربائي، ووالدتي رسامة. وبالتالي كانت أعمال والديّ مطبوعة في رأسي منذ أن كنت طفلة صغيرة، لذلك نما معي حب الأشياء المصنوعة يدوياً.

وعندما لم أرغب بالإستمرار في العمل في مجال إدارة الأعمال، فكرت في مشروع فنيّ أكثر، لذلك اتجهت أولا نحو تصميم الأزياء، لكن التجربة كانت متعبة أكثر من ممتعة. وبالتالي بدأت بعد فترة في تصميم مجموعة خاصة بي من المجوهرات وتنفيذها، لأني كنت أكتنز كثيرا ً من الأفكار المميزة، وكنت أرغب في تطبيقها كي أرتديها بنفسي.

ومن هنا بدأت خطوة بخطوة في العام 2004، أما في العام 2005، فكانت البداية الأولى مع أول متجر يعرض تصاميمي. وانطلقت العلامة التجارية باسم آخر، وكنت أرسل المجوهرات إلى الخارج، وبالتالي كنت مشهورة في بلدان آخرى، قبل أن يعرفني الناس في بلدي لبنان. وبعد إفريقيا والسعودية ودبي، قررنا العودة إلى لبنان من أجل تقوية العلامة التجارية أكثر؛ ومن هنا ولدت "Lina Rai Jewelry Couture".

إلى من تتوجه علامتك التجارية "Lina Rai Jewelry Couture"؟

علامتي التجارية تتوجه إلى جميع الأعمار، لأن قطعي مخصّصة وحسب الطلب (customized). كما أن كل المجوهرات التي أقدمها، هي مصنوعة يدوياً، وتتم صياغتها لكل زبونة بحسب ذوقها وطلبها من ناحية الأحجار الموجودة والمقاسات والألوان والأحجام.

من ناحية أخرى، "Lina Rai Jewelry Couture" هي علامة راقية، فنحن نعمل بالألماس والأحجار الكريمة مثل الزمرد والياقوت، ونقدم في الوقت ذاته القطع المرحة وغير التقليدية، ونستخدم فيها الأحجار شبه الكريمة مثل اللؤلؤ.

ما الذي يميز علامتك التجارية عن غيرها؟

علامتي التجارية مليئة بالحياة، وتشبه كل زبونة تقصدنا، فنحن لا نقدم المجوهرات لكي نبيعها فحسب، بل نسعى للتركيز على التفاصيل الموجودة كافة.

كما أنني أحاول دائماً الوصول إلى ما تحبه الزبونة، وتطبيقه عليها شخصياً. حيث أنه لدينا مجموعاتنا الخاصة، ولكن حوالي 40% من زبائننا يطلبون القطع المخصصة لهم.

هل تعتبرين المنافسة عاملاً إيجابيا في مجال عملك؟

المنافسة مع المصممين الذين يقدمون تصاميمهم الخاصة هي منافسة إيجابية وممتعة، وتشجعني على أن أكون خلاقة أكثر، وعلى تقديم الأفكار الجديدة والمبتكرة.

ولكن عندما يتم تقليد تصاميمنا، لا يكون الأمر متعلقاً بالمنافسة حينها، بل تصبح الأمور مزعجة وغير إحترافية.

ما هي الإستراتيجية المتبعة من قبلكِ لكي تنشري تصاميمك أكثر بين الناس؟

أسعى دائماً إلى تطبيق الأفكار الجديدة، لكي يبقى الزبائن متحمّسين على العلامة التجارية، ولا يملّون منها. فأنا أطبّق على الذهب كل ما يخطر ببالي، وبالتالي يمكن لأي شيء من حولي في الحياة أن يلهمني. لكنني لا أستلهم أبداً من أفكار المصممين الآخرين.

كما أن وسائل التواصل الإجتماعي هي سيف ذو حدين، لأنها الطريقة الأفضل لبيع تصاميمنا، ولسرقتها أيضاً.

ما هي صفاتك كسيّدة عاملة؟

أنا مصمّمة جدية ومثابرة، واعتمدت على نفسي كثيراً في البداية، وليس على أي شخص آخر، مع العلم أنني كنت حينها أم لثلاثة أولاد، وكنت أعمل منذ منتصف الليل وحتى السادسة صباحاً. واستمريت على هذه الحال لمدة حوالى أربع سنوات، وعندما بدأت بالتوسع، حصلت على بعض المساعدة، وأحضرت أول موظف. وبعد فترة، عمدت إلى زيادة عدد المساعدين حتى أصبحنا ثلاثة.

وبالنسبة لي، أرى دائماً أنه لا يجب أن تعمل المرأة لكي تمارس نشاط ما فحسب، بل عليها القيام بما تحبه. ففي أيامنا هذه، بات من الأسهل إيصال هذه الرسالة إلى الأولاد والفتيات، لأن المدارس والجامعات تحاول توجيه الطلاب نحو المجالات التي يحبونها.

فتخصصي في إدارة الأعمال ساعدني كثيراً في عملي، ولكن لو حصلت على التوجيه نحو المجوهرات والتصميم والموضة من قبل، لكنت استفدت بشكل أكبر. وبالتالي أنا أحاول اليوم المشاركة في الدورات الدراسية بشكل دائم لكي أوسّع معلوماتي ومهاراتي، لأن الإنسان لا يجب أن يقف في مكانه.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أطمح للوصول إلى جميع أنحاء العالم، فأنا أحب تصاميمي إلى أقصى الحدود، لذلك أعمل بجدية مع فريق العمل لكي نصل إلى العالمية في المستقبل القريب.

وقد أطلقنا منذ فترة موقعاً ألكترونياً، وسنطلق قريباً تطبيقاً خاصاً بالهواتف الذكية، لكي يكون خط المجوهرات الخاص بنا أقرب أكثر إلى الناس. وبالتالي عمدنا إلى توسيع العمل بطريقة منظمة وجدية أكثر من قبل، فأنا تعبت وثابرت لكي تصل هذه العلامة التجارية إلى ما هي عليه اليوم، وبالتالي أريد أن يكبر هذا الاسم ويتناقل من جيل إلى آخر.

كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟ هل تعتبرين أنها تقدمت؟

يجب أن يشجع الرجل المرأة دائماً على العمل، لأن الفراغ الموجود لدى المرأة غير العاملة قد يؤثر سلباً على حياتها، وقد يوصلها إلى مكان تصبح فيه مملة وتفتقد إلى التطلعات في الحياة، وهذا الأمر مؤسف للغاية. فالمرأة تمثل نصف المجتمع، وعندما تكون منتجة، ستسهم في إيصال رسالة مهمة إلى أولادها، وستكون بذلك قدوة لهم. وهذا الأمر كنا نسمعه في الماضي، لكننا نطبقه فعلياً في الوقت الحاضر.

فالرجل الذي يساعد المرأة ويدعمها ويشجعها على العمل، يساعد في الوقت ذاته منزله وأولاده أيضا.

ما هي نصيحة لينا راعي إلى المرأة؟

أنصح المرأة أولا، أن تحب نفسها.

ثانياً: أن يكون كل ما تقدّمه نابعاً من داخلها، وذلك لكي تبرع فيه.

ثالثا: والأهم، أن لا تنسى أبداً أن دورها في المجتمع قد يؤثر كثيراً على محيطها وعلى عائلتها ومنزلها وأولادها.

رابعاً، أقول للجيل الجديد اعملوا بجدية وثابروا ولا تفقدوا الأمل بلبنان بلد المواهب والإبداع، وبمستقبلكم فيه.

خامساً: أنصح كل شخص يتابع دراسته، أن يبحث عمّا يحبه ويستثمره في مشروع ناجح أو فكرة ناجحة.