خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 1980، وصف رونالد ريغان ​الانكماش الاقتصادي​ الذي عانت منه الولايات المتحدة في ذلك الوقت بأنه "كساد"، ليهاجمه منافسه الجالس في البيت الأبيض جيمي كارتر بسبب الاستخدام غير الدقيق للمصطلح.

ليرد عليه ريغان وقتها بسخرية قائلاً "حسناً إذا كان ما يريده كارتر هو التعريف الدقيق للمصطلح، سأعطيه واحداً: ​الركود​ هو عندما يفقد جارك وظيفته أما الكساد هو عندما تفقد أنت وظيفتك، بينما الانتعاش هو عندما يفقد كارتر وظيفته".

وفي الحقيقة، لا يوجد تعريف موحد للركود أو الكساد، وهناك اعتقاد معاصر مقبول مفاده أن الكساد هو مجرد ركود حاد طويل الأجل، ينخفض خلاله الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بأكثر من 10% أو ينكمش خلاله الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي مدة قد تصل إلى ثلاث أو أربع سنوات.

ولكن، توجد هناك الكثير المعتقدات الخاطئة المحيطة بموضوعي الكساد والركود، ومن أجل فهم أفضل سيتم التعرض لهذين المصطلحين ودلالتيهما.

ما الفارق بين الركود والكساد؟

الركود

- ما هو الركود؟ هناك تعريفان مشهوران للركود، أحدهما يُعرفه بأنه ربعان متتاليان من النمو الاقتصادي السلبي. والثاني (وفقاً للمكتب الوطني الأميركي للبحوث الاقتصادية) يصف الركود بأنه تراجع كبير في النشاط الاقتصادي الوطني يستمر لأشهر.

- يعتقد العديد من الاقتصاديين أن الركود هو جزء طبيعي من الدورة الاقتصادية التي تشهد ارتفاعات وانخفاضات.

-كيف يحدث: يعتمد نمو أي اقتصاد على التوازن بين إنتاج واستهلاك السلع والخدمات. وكلما نما الاقتصاد يرتفع بالتبعية حجم الدخل والإنفاق الاستهلاكي. ولكن لأن العالم ليس مثالياً، في مرحلة ما يبدأ النمو الاقتصادي في التباطؤ، وقد يكون هذا التراجع ناجماً عن عامل بسيط مثل زيادة المعروض، بمعنى أن المصنعين ينتجون بمعدلات تفوق حجم المطلوب.

- عندما يحدث ذلك، ينخفض الطلب على تلك السلع، وهو ما يؤدي إلى تباطؤ الأرباح وانخفاض الدخل وتراجع أسواق الأسهم.

- أمثلة تاريخية: منذ منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر، مرت الولايات المتحدة بـ32 فترة ركود، وفقاً لبيانات المكتب الوطني الأميركي للبحوث الاقتصادية، وتباين طول معظمها، ولكن متوسط الركود خلال تلك الفترات اقترب من 10 أشهر.

- استمرت أقصر فترة ركود لمدة 6 أشهر بينما استمرت أطول فترتي ركود لمدة اقتربت من 16 شهراً.

الكساد

- ما هو الكساد؟ هو ببساطة عبارة عن كارثة اقتصادية حادة ينخفض خلالها الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة لا تقل عن 10%. والكساد أشد بكثير من الركود، وآثاره من الممكن أن تستمر لسنوات، وهو في الحقيقة يكون بمثابة الكابوس بالنسبة للأعمال التجارية والمصرفية وأنشطة التصنيع.

- كيف يحدث: يحدث الكساد عندما تجتمع عدة عوامل مع بعضها البعض في نفس الوقت. هذه العوامل تشمل الإفراط في الإنتاج وانخفاض الطلب، وهو ما يخلق حالة من الخوف يعززها ويوسع رقعتها ذعر المستثمرين والشركات. وتؤدي تخمة المعروض والخوف الذي يعاني منه المستثمرون إلى تراجع الإنفاق لدى الشركات بشكل حاد، ليبدأ الاقتصاد في التباطؤ وترتفع البطالة وتقل الأجور وتتآكل القوة الشرائية للمستهلكين.

- أمثلة تاريخية: وفقاً للتعريف المذكور أعلاه هناك الكثير من الحالات التي يمكن اعتبارها حالات كساد، مثل: انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الإندونيسي خلال عام 1998 بنسبة 18%، وتراجع الناتج المحلي الإجمالي لتايلاند بنسبة 15% خلال العامين المنتهيين في الربع الأول من عام 1998.

- ينطبق الأمر أيضاً على ماليزيا حين انخفض ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 11% في العام المنتهي في كانون الأول عام 1998، وفنلندا التي انكمش اقتصادها بنسبة 10.6% في الفترة ما بين عامي 1990 و1993، والذي يرجع إلى سقوط شريكها التجاري الرئيسي في ذلك الوقت، الاتحاد السوفيتي.