إستطاع رائد الأعمال اللبناني جوزيف سعد بجهده وإصراره وتخطيطه العمليّ أن يجعل طموحه حقيقة واقعة، وخلال سنوات أصبح مركزه من بين الأفضل في مجال الأطعمة الصحية والخاصة بالحميات الغذائية على مستوى البلاد.

كان لـ"الاقتصاد" مقابلة خاصة مع سعد للتعرّف إلى مسيرته الطويلة والغنية بالأحداث، ورسالته لجيل الشباب بالإستناد إلى تجربته المهنية الخاصة:

- من هو جوزيف سعد؟ وكيف تبلورت مسيرتك المهنية حتى وصلت إلى ما أنت عليه اليوم؟

حصلت على إجازة في الشؤون المالية من "جامعة القديس يوسف"، "USJ"، وعلى ماجستير في إدارة الأعمال من "الجامعة اللبنانية الأميركية"، "LAU".

بدأت العمل في العام 1997، في مجال الأطعمة المتخصصة بالحميات الغذائية، حيث كنت موظفاً في أحد المراكز الموجودة في بيروت. فاكتسبت خبرة عشر سنوات، وأحببت هذا المجال الذي كان يزدهر أكثر فأكثر في ذلك الوقت.

ثم اندلعت حرب تموز 2006، ما أثر على أداء معظم الشركات في لبنان، فاضطررت للسفر إلى الخليج العربي، وبقيت هناك لمدة سنة واحدة، عدت بعدها إلى لبنان، لأن طموحي كان تأسيس عملي الخاص.

وبالتالي أتتني الفكرة أن أؤسس مطبخاً لأخصائيي التغذية الذين يمتلكون عيادة، لكنهم يفتقدون إمكانية التشغيل، فبدأنا أولا بمطبخ يتعامل مع الأخصائيين من أجل تقديم الطعام لمرضاهم، بحسب التوصيات الخاصة بالنظام الغذائي. وبقينا على هذه الحال حوالى أربع سنوات. ومن هنا ولدت "Kcateries" في العام 2008.

وفي السنوات الخمس الأولى كنا نعتمد على زبائن أخصائيي التغذية، ولكن بعد ذلك، أي في العام 2013، قررنا أن نحصل على قاعدتنا الخاصة من العملاء، لأننا أردنا أن نتموضع أكثر، ونحجز مكاناً لأنفسناً في السوق. وذلك لأن خدمات مراكز التغذية مرتفعة الثمن، وبالتالي قررنا أن نحصر تكاليفنا، لكي نقدم خدماتنا بأسعار بمتناول الجميع، وبجودة عالية.

فأنا المالك والمدير العام ومدير العمليات على الأرض أيضاً، وبالتالي أهتم بجوانب العمل كافة، وأنجح في القيام بعدد من المهمات دون الحصول على المساعدة. كما أنني خلقت إدارة ديناميكية في الشركة لكي يكون كل موظف متعدد المهام.

- لماذا اخترت العمل في هذا المجال بالتحديد؟

بدأ الأمر بالصدفة، حين توظفت في شركة متخصصة في التغذية والحميات الغذائية، وأحببت هذا المجال، لكن شاءت الظروف أن أترك العمل.

وفي ذلك الوقت، شعرت بوجود فجوة ما بين أخصائيي التغذية والخدمات الخاصة بتوصيل الأطعمة والمطبخ الصحي، وبالتالي أقدمت على هذه الخطوة وافتتحت شركتي الخاصة "Kcateries".

هل تمكنت من إيصال "Kcateries" إلى خارج لبنان؟ وما هي الإستراتيجيات المتبعة من أجل تحسين وتطوير الأعمال.

حصلنا على عدد كبير من العروضات للتوجه إلى الخارج، وعندما افتتحنا الشركة لاقينا تجاوباً كبيراً من السوق اللبناني، وفي الوقت الحاضر نحن نقود هذا السوق.

من جهة أخرى، أنا أحبذ كل ما هو جديد في مجال التكنولوجيا، والذي من شأنه تحسين الأعمال، وتسهيل الأمور، وتوفير الوقت؛ لهذا السبب نركز كثيراً على الـ"واتساب" ومواقع التواصل الاجتماعي.

- ما هي الصفات التي تتمتع بها وأسهمت في نجاحك المهني؟

أنا قائد، وأتمتع بالعديد من صفات القيادة، كما أن خلفيتي وخبرتي وإرادتي هي عوامل ساعدتني على التقدم. إذ إنني على دراية كاملة بالسوق ومتطلباته، وأصبحت قادراً على إدارة العمل وفريق العمل. بالإضافة إلى ذلك، لدي خبرة طويلة في السوق اللبنانية وفي مجال الحميات الغذائية.

والأهم من ذلك كله، أنني لا أقف عند نقطة معينة، بل أفكر دائما بالمشاريع والأفكار الجديدة، وأسعى إلى تطويرها من خلال الأبحاث والتجارب، ومن ثم أعمل على تسويقها عبر "انستغرام" و"فيسبوك".

- ما هي مشاريعك وطموحاتك المستقبلية؟

وصلنا إلى مرحلة، تمكنّا فيها من تأمين شريحة كبيرة من السوق اللبنانية. لذلك من الممكن أن نبدأ بالقيام بخطوة إلى خارج لبنان، لأننا نحصل على طلب كثيف من الدول العربية والخليجية.

- هل شعرت يوماً بالتقصير تجاه عائلتك وحياتك الخاصة بسبب انشغالك بالعمل؟

الإنسان قادر على تنظيم أوقاته، وبالنسبة لي فإن عطلة نهاية الأسبوع "مقدسة" ومخصصة للعائلة فقط.

فأنا شخص مخلص لعمله وعائلته إلى أقصى الحدود، وأعتبر أنني أب لثلاثة أولاد، وطفل اسمه "Kcateries"، لأن شركتي هي بمثابة ولد من أولادي.

- ما هو سر نجاحك ونجاح شركتك؟

هناك تحديات كبيرة في الحياة، وفي بداية مسيرتي اصطدمت بالعديد من الصعوبات، وتمت محاربتي من جهات عدة، كما واجهت منافسة كبيرة.

لذلك حاولت أن أحجز مركزاً لنفسي، فركّزت على نقاط ضعف بقية المراكز، وعملت على تحسينها، لكي أتمكن من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص؛ وبالتالي عملنا على خلق منتج يريده الناس، ويستفيدون منه، وفي الوقت ذاته، ويراعي ظروفهم.

- ما هي نصيحة جوزيف سعد إلى جيل الشباب اللبناني؟

على الإنسان أن يتجه نحو الفرص والأبواب المفتوحة أمامه، فكل شخص عنده طموح معيّن، وهو قادر على دعم هذا الطموح وتحويله إلى حقيقة، لكن عليه إيجاد سبل معينة من أجل تحقيق هذه الغاية.

فليس على كل متخرج مثلا أن يتجه نحو افتتاح عمله الخاص، بل عليه اكتساب خبرة طويلة، والانطلاق من أول درجة في السلّم، لكي يتفّهم الموظف ويراعي ظروفه، ويتمكن من التواصل معه.

فإذا لم يكن الإنسان موظفاً في يوم من الأيام، لن يكون قادراً في المستقبل على فهم أفكار الموظفين، ومساعدتهم، والتواصل معهم بشكل مفيد من أجل إنجاح مؤسسته.

لذلك يجب أن ينهي تعليمه الجامعي أولا.

ثانيا، أن يتوظف في شركة أو أكثر، من أجل اكتساب الخبرات.

ثالثا، أن لا يفكر كثيراً بالأرباح المادية في بداية الطريق.

رابعا، أن لا يكرّر الأفكار ويقلّدها، بل يسعى إلى تقديم قيمة مضافة إلى عالم الأعمال، لكي يخلق الطلب على منتجاته وخدماته.

خامساً والأهم، أن يبقى دائماً مخلصاً لعمله.