بدأ ​لبنان​ في مطلع شهر تموز يشهد موسماً حافلاً بمهرجانات تضمّ فعاليات فنية من حفلات غنائية إلى حفلات موسيقية ومسرحيات أوبرالية، تشمل كافّة المناطق اللبنانية.

وصل عدد هذه المهرجانات في المناطق كافة إلى ثلاثة عشر مهرجاناً دولياً، أبرزها بعلبك وبيت الدين ثم تأتي مهرجانات : صور الدولية، إهدن، القبيات، بيروت الثقافية وأعياد بيروت، الضبية، مهرجان صيدا، البترون وجونيه وجبيل وغوسطا وكفرذبيان، ومهرجان زحلة.

إضافة إلى مهرجانات الأرز وبشري وتنورين، والعديد من المهرجانات الأخرى، في سابقة تعتبر الأولى على لبنان خاصة هذا العام بعدما اقتصرت سابقاً على بعض المهرجانات المعروفة تاريخياً.

في معلومات خاصة لموقع "الإقتصاد" من مصادر داخل وزارة السياحة اللبنانية، فإنه رغم عدم استقرار الوضع السياسي والإقتصادي في لبنان غير أن هذه المهرجانات تلاقي إقبالاً كبيراً يذكرنا في حقبة السلام والهدوء التي مرت بها البلاد سابقاً.

وبحسب المصدر الذي لفت إلى أنه "يمكننا معرفة انتعاش هذه المهرجانات وبدورها إنعاش الإقتصاد اللبناني ، من خلال نسبة حجوز الفنادق على جميع الأراضي اللبنانية ".

وأضاف المصدر" فقد تخطّت الحجوز 85% مع تسجيل رتفاع نحو 12% زيادة عن عدد الحجوز في موسم عيدي الميلاد ورأس السنة الماضيين".

وأشار المصدر إلى مسألة مهمة، وهي أن عدد الشركات الراعية لكل مهرجان كان ضخماً جداً، ومن المعروف في عالم الإقتصاد أن توجه الشركات والمصارف الضخمة نحو رعاية مشروع ما يكون مدروساً تماماً ولا يتم عن عبث، وهذه السنة لاحظنا العدد الكبير للشركات التي قامت بتمويل ورعاية جميع المهرجانات.

مهرجانات "بعلبك" توقعات فاقت الحدود والفنادق انتعشت:

في هذا السياق أكّد مدير لجنة مهرجانات "بعلبك" غي يزبك في حديث خاص مع موقع "الإقتصاد" أن "نسبة الإقبال على مهرجانات بعلبك الدولية التي بدأت في 7 تموز وتنتهي في 15 أب المقبل كانت حتى الساعة ممتازة جداً".

وأضاف "صراحة لم نتوقع الإقبال الكبير على سهرات بعلبك لا سيما أن الوضع الأمني في البقاع غير مطمئن كما يعلم الجميع، ولكن رغم ذلك فقدت جميع البطاقات من الأسواق، وهناك ضغط كبير من قبل السواح العرب للحصول على بطاقات في الصف الأول لحضور حفلة المطربة العربية العالمية سميرة سعيد".

ولفت إلى أنه منذ اليوم الأول لانطلاق المهرجان لم يبق أي بطاقة، ناهيك عن أن فنادق بعلبك وجوارها وصولاً إلى زحلة لم يعد فيها أي غرف شاغرة ، الأمر ذاته ينطبق على المطاعم والمقاهي إذ يتم الإتصال بهم لحجز طاولة قبل المجيء لعدم توفر أماكن شاغرة".

وشدد على أن موسم المهرجانات رغم أنه لا يتعدى الشهر لكنه أثرى المنطقة إقتصادياً فأنعش حياة المطاعم والفنادق وسوق البيع، حتى أن محلات الهواتف ازدادت مبيعاتها في هذا الموسم .

وفي هذا السياق قال إن "مبيعات البطاقات تبدا من أربعين دولاراً أميركياً وتصل إلى مئة وثمانين دولاراً أميركياً، مع العلم أن بطاقات الدرجة الأولى قد فُقدت تماماً حتى قبل تاريخ الحفلات المقبلة.

وبحسب حايك فإن عدد المقاعد التي تم نوزيعها على مدرجات بعلبك وصلت إلى ثلاثة ألف مقعد، ورغم ذلك لم تكن كافية ويتم أحياناً وضع كراسي إضافية وهنالك من يطلب الحضور ولو واقفاً.

مهرجانات "زحلة": الفنادق إمتلاءت والبطاقات نفذت

للسنة الثالثة على التوالي تشهد مدينة "زحلة" الحضور الكثيف لمهرجانتها الفنيّة، والتي بدات في تاريخ 15 تموز وستتنتهي في 21 منه.

بحسب مصادر مقربة من مكتب ميريام سكاف، رئيسة لجنة مهرجانات زحلة الدولية، أكّدت لموقع "الإقتصاد" أن نسبة الإقبال هذه السنة كانت مرتفعة جداً لا سيما أن هنالك مشاركة لعدد من نجوم الفن اللبناني منهم راغب علامة ونانسي عجرم وعاصي الحلاني.

بالنسبة إلى البطاقات فقد تم بيعها خلال شهر حزيران ولم يبق إلا عدد محدود جداً تم بيعه قبل أسبوع من كل حفل، وترواحت الأسعار من خمسين ألف ليرة لبنانية إلى مئتي ألف ليرة، والبطاقات الأغلى ثمناً تم بيعها أولاً.

وبحسب المصدر فإن أغلبية الحاضرين أتوا في الدرجة الأولى من مناطق البقاع كافة، وهنالك من أتى من بيروت والشمال، ولهذا السبب فضل معظم الحضور النوم في فنادق زحلة التي امتلاءت ولم يبق أي غرفة شاغرة، وهذا طبعاً انعكس تلقائياً على المطاعم والمقاهي.