في ثقافة اليوم التي تملأ حياتنا بالإزدحام، يعتقد الناس أن النوم لوقت قصير أمرٌ يمكنهم التباهي به لأنهم ليسوا بحاجة إليه. هم يعتقدون أن طاقة منتصف الليل هي السبيل الوحيد للمضي قدما والتطور. لكن في الواقع، هذه الطاقة تحرقهم فقط.

يقول الخبراء أن الضغوط في ​العمل​ يمكن أن تتطور إلى مشكلات خطرة للصحة النفسية، مثل الإكتئاب، فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بالأمراض الجسدية كأمراض القلب .

ويشدد الخبراء على أهمية التعرّف إلى أعراض الإجهاد في وقت مبكر، لأنه يُساعد على تحديد طرق التعامل معها ويمنع اعتماد أساليب غير صحية للتأقلم معها مثل التدخين أو تناول الكحول.

ويضيف هؤلاء، إن الناس لا يتمكنون كثيراً من الفصل بين حياتهم العملية وحياتهم المنزلية "وقد اتضح أيضاً أننا لا نستطيع التمييز أو الفصل بين حياتنا العملية وصحتنا" .

في ما يلي سبع طرق لضمان حصولك على الراحة التي تحتاجها للعمل في ذروة الأداء.

إستمع إلى الإشارات التي يبثها جسدك لتحذيرك

الإرهاق الشديد يمكن أن يسبب لك التحطم "حرفياً": قبل عشر سنوات، وقعت سيدة الأعمال اليونانية الأميركية أريانا هافينغتون وكسرت عظم الوجنة، وذلك لأنها دفعت نفسها بصعوبة جداً على العمل، دون أخذ قسط من الراحة والنوم. كنتيجة للإرهاق، عانت أريانا من القلق الشديد ونوبات الذعر. من الصعب جداً تحمل الإجهاد ونقص النوم لأكثر من اللازم.

والحقيقة هي، إذا كنت تشعر بالإنهيار أو تعاني من التحولات المزاجية الكبرى، فهذا يعني أن جسمك يتسول منك لتدوس على الفرامل. قم بما هو لمصلحتك واستمع لما يقوله جسدك.

كل شخص لديه إحتياجات مختلفة عندما يتعلق الأمر بالنوم. حيث يمكن لشخص أن يكتمل تخزين الطاقة لديه بخمس ساعات فقط في الليل، وقد يحتاج آخر الى قيلولة يومية تمتد لساعة ونصف خلال النهار للبقاء في أعلى مستوى لهم.

يقول براين سكودامور، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "O2E Brands": "بالنسبة إلي، العدد السحري لساعات النوم هو 7.5 ساعة؛ وإذا تعذر ذلك، فإنني أنام لستّ ساعات. أي شيء أقل فإنّه لا يمكننيمن العمل بإمكاناتي الكاملة. إبحث عما تشعر أنه يناسبك وقم بوضع جدول نومك على أساسه.

حاول السيطرة على جدول أعمالك

قد تدفعك الضغوط الوظيفية والطموحات الشخصية إلى قضاء وقت أكثر في العمل لا يكون متوافقاً مع رغباتك .

ويرى الخبراء أن الحفاظ على أكبر قدر ممكن من السيطرة والتحكم على جدول أعمالك، قد يكون أحد أفضل الوسائل التي يمكن بواسطتها تقليل القلق والضغط النفسي .

أفصح عن مشاعرك لصديق

التعبير بالكلام يعد من آليات التأقلم المهمة في أي نمط من أنماط القلق والضغط النفسي، ولذلك لن يكون مفاجئاً إدراك أن الحديث مع صديق بشأن المشكلات التي تواجهك في العمل يمكنه تقليل مستويات القلق والضغوط . ويرى الخبراء أن الكلام عن مشكلة يمكنه تقليل الضغط النفسي، لأنه قد يعينك على إيجاد طريقة جديدة للتغلب على المشكلة.

تحدث مع رئيسك في العمل

يشير الخبراء إلى أن قدراً كبيراً من النصائح يركز على معالجة أعراض قلق الوظيفة، ولا تستهدف التغلب على أسباب هذا القلق . ولمعالجة ضغوط العمل، ينبغي النظر لجذور المشكلة، وإذا كنت تملك المصادر، تباحث مع رئيسك في العمل، ويمكنك على سبيل المثال أن تقول: هنالك أوجه معينة في عملي تسبب لي ضغوطاً نفسية، هل توجد وسائل يمكنني بواسطتها تقليل هذه الضغوط؟

ولسوء الحظ قد لا يكون هذا ممكناً في بعض مواقع العمل، ولذلك حاول على الأقل أن تجد حليفاً في مكتبك .

إبحث عن الوقت للتمارين الرياضية

لقد ثبت بالإجماع أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يحسن نومك - ولكن التعرق في بداية اليوم ليس للجميع، فالبعض يفضّل القيام بذلك بعد مغادرة المكتب لأنهم يعتبرون أنه يحرق الطاقة الزائدة ويساعد على الإسترخاء بعد يوم طويل.

ورغم الإعتقاد الشائع، فإنه على العكس من ذلك، فإن التدريبات المسائية لا تمنعك من النوم.

قم بالتمارين الرياضية اللازمة ثم اخلد إلى النوم، هذا سيساعد قلبك أيضاً.

إقضِ وقتك أو حياتك الشخصية بالإسترخاء

ينصح الخبراء بعدم الخروج إلى الأماكن المزدحمة أو الإستسلام للتلفزيون، إستخدم جزءاً من وقتك الشخصي لتجربة تقنيات الإسترخاء. أنصت لموسيقى تساعد على الراحة النفسية والإسترخاء، إحصل على تدليك مساج، أو حاول التركيز على مشهد بصري يبعث على الهدوء والراحة.

ويرى الخبراء أن الأبحاث أثبتت أن كل هذه الأنشطة تقلل مستويات القلق والضغوط النفسية . والمساج اليومي قد لا يكون مجدياً من الناحية المالية لكثير من الناس، ومع ذلك ينبغي عليهم أن يجدوا طرقاً يتخلّصون بها من الضغوط النفسية دون أن يرهقوا جيوبهم.

خذ استراحة ولا تشعر بالذنب

يقول براين سكودامور أيضاً أنه ونتيجةً لضغط العمل في نظام حياته السابق، اضطر لمواجهة انهيار زواجه ونوبات سيئة من الهلع، ما اضطره إلى إعادة تقييم النواحي التي يكرّس طاقته إليها "تعلمت أنه عندما تبدأ بالإعتناء بنفسك أولاً، ستتمكن من الإعتناء بالأشياء الأخرى في حياتك، مثل عائلتك وأصدقائك والأعمال التجارية.

ويضيف: "الإعتراف بأنك تحتاج إلى التمهّل قليلاً، وإعادة الشحن صعب على أي شخص طموح، وخاصة رجال الأعمال. وأنا أعلم أنه كان كذلك بالنسبة إلي: خلال تأسيسي لعملي التجاري، شعرت أنه يجب أن أكون الأول في المجال، والأخير الذي يخرج منه. أخذ إستراحة هو أصعب جزء من هذه العملية - ولكن الإعتراف بأنك على مقربة من الإرهاق هو الخطوة الأكثر أهمية لتجنب ذلك تماما".