تضيف الحرية الكاملة للأنظمة الذكية الآلية، بالتصرف في حياتنا اليومية سواء الشخصية أو العملية، حالة من التنظيم التي تجعل حياتك مرتبة بشكل يشعرك بأنها تسير تلقائيًا دون أي عناء أو تدخل من جانبك، لكن في بعض الأوقات ستشعر بالملل وقد يختل النظام، لأننا بشر ونحتاج عادة إلى التجديد والتحديث على جميع مستويات حياتنا.

فمثلاً على مستوى الحياة الشخصية، إذا تعلم النظام الذكي لإدارة منزلك أنك بمجرد عودتك في تمام التاسعة مساء، ستحتاج إلى مشاهدة مسلسلك الدرامي المفضل، ومن ثم تقوم بأخذ حمام دافئ قبل أن تتناول قهوتك في غرفة المكتب، لتبدأ في قراءة بعض الكتب على إضاءة خافتة.

فسيقوم النظام كل يوم بتهيئة أجواء منزلك لتقوم بكل ذلك بسهولة، لكن في حال رغبت في يوم من الأيام أن تغير هذا الروتين، فإن النظام سيختل وسيحتاج إلى تدخلك يدويًا لتعلمه الروتين الجديد الذي تريده، ومن ثم ستحتاج إلى إعادته للنظام القديم إذا رغبت في ذلك، فهو لن يقوم بالتصرف من تلقاء نفسه.

كذلك الحال في العمل، فقطاع الموارد البشرية الذي يعمل بشكر مستمر على اجتذاب الكوادر المدربة، التي تتوافق مع احتياجات الشركة ومجهزة بأحدث المهارات، التي يحتاج إليها السوق وتواكب متطلباته أولا بأول، إذا اعتمد على نظام ذكاء اصطناعي في اختيار الموظفين الجدد، فسيكون ملتزمًا لدرجة التعنت بجميع المهارات التي يدخلها الموظفون البشريون أول مرة.

ومن ثم سيقوم تلقائيا باختيار الكفاءات الجديدة على أساس تلك المهارات، حتى وإن ظهرت مهارات جديدة في السوق لابد من مواكبتها، فحينها سيحتاج الموظفون إلى التدخل من جديد لتعديل معايير الاختيار.

لكن الملياردير العبقري إيلون ماسك له رأي مخالف، حيث يرى أن الذكاء الاصطناعي يتطور بشكل سريع ومخيف، وسيأتي الوقت الذي تتمكن فيه أنظمة الذكاء الاصطناعي من التدخل في حياتنا وإعاقتها بشكل مخالف لما نريد، ولن تظل طوال الوقت منصاعة وملتزمة بأوامرنا ورغباتنا، بالإضافة إلى أنها قد تتمرد علينا.