قمة النجاح هي أن تبدأ من الصفر، ثم ترتقي بنفسك لتصل إلى مستوى عال في مسيرتك المهنية، و​كريستينا عطيه​ خير مثال على ذلك. فهي إحدى أولئك النساء اللواتي استطعن الوقوف في وجه المصاعب والتحديات، والوصول إلى أكبر النجاحات.

كان لـ"الإقتصاد" مقابلة خاصة مع مؤسسة شركة "Blossom" لتنظيم الحفلات والأعراس الموجودة في منطقة الزلقا، كريستينا عطيه، للتعرف إلى مسيرتها المهنية، وطموحاتها المستقبلية، ورؤيتها لواقع المرأة في لبنان.

من هي كريستينا عطيه؟ وما هي المراحل التي مررت بها حتى قررت تأسيس شركة "Blossom"؟ 

تخصصت في هندسة الديكور (interior design) في "جامعة سيدة اللويزة"، "NDU"؛ ومن هنا كانت الإنطلاقة، لأن فكرة الأعراس تتجه بأكملها في الوقت الحاضر نحو التزيين والديكورات، وكيفية تقديم الأفكار الخلاقة والإبداعية في عملية الإعداد. لذلك نحن نرسم الخرائط، ونعرضها على الزبائن، ومن ثم نبدأ بالعمل على هذا الأساس.

أما بالنسبة الى تأسيس "Blossom"، فلم يكن بالأمر السهل، إذ كان علينا التعرف على الخدمات الموجودة من حولنا أولاً، وعلى الجمهور المستهدف ورغباته، لكي ندخل إلى سوق يضم عدداً كبيراً من الشركات المنافِسة.

ولهذا السبب ركزنا على وسائل التواصل الإجتماعي، وعلى التقرب من الناس من خلال المشاركة بالمعارض، الأمر الذي أتاح لنا التعرف إلى الزبائن على الأرض. وبالتالي بدأت الشركة بالتوسع والإنتشار أكثر فأكثر من خلال الأصداء الإيجابية.

- ما الذي يميز "Blossom" من غيرها من الشركات العاملة في مجال تنظيم الحفلات؟

من العوامل التي تتميز بها "Blossom" هي وجودي كمهندسة ديكور، فنحن نرسم الخطط، والزبون يرى النتيجة مرسومة على برنامج "Autocad" وعبر تقنيات ثلاثية الأبعاد "3D"، قبل أن نبدأ بالتنفيذ.

وبالإضافة إلى ذلك، لدينا متابعة متواصلة مع جميع المورّدين، كما نرافق الزبائن في كل مرحلة.

- هل تعتبرين المنافسة عاملاً إيجابياً في مجال الأعمال؟

المنافسة هي سيف ذو حدين، فمن الناحية الإيجابية تشجعنا على العمل أكثر من أجل تطوير أنفسنا، وتحقيق إنجازات أكبر، وتوسيع نطاق رؤيتنا وخدماتنا لكي نتميز من غيرنا.

أما من الناحية السلبية، فالمنافسة مخيفة إلى حد ما، لأن السوق باتت مشبعة بالشركات المتخصصة بتنظيم الحفلات والأعراس، والخيار أصبح واسعاً، ما سيؤدي إلى حيرة لدى الزبائن.

- من هم زبائن "Blossom"؟

"Blossom" تتوجه الى جميع الميزانيات، فنحن نسعى إلى محو فكرة الخوف من الأجر المرتفع لخدمات منظم الأعراس، ونحاول تقسيم طلبات كل شخص بحسب ميزانيته، لكي نتمكن من إعطائه النتيجة الأفضل.

- هل تمكنت من إيصال خدماتك إلى خارج لبنان؟

نعم، فخلال السنة الجارية وصلنا إلى الكويت والأردن.

- أين ترين مشروعك بعد خمس سنوات؟ وما هي طموحاتك المستقبلية؟

نسعى إلى التوسّع أكثر فأكثر في لبنان، وإلى توسيع قاعدة زبائننا، ورفع مستوى خدماتنا، كما نطمح للوصول إلى العالمية.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك في عملك؟

نحن نعمل بشكل مباشر على الأرض مع الزبائن والمورّدين، وليس من مكتب إلى آخر، أو من بريد الكتروني إلى آخر. وهذا الأمر يؤدي في بعض الأحيان إلى حصول توتر أو ضغط علينا، من أجل إرضاء جميع الأطراف.

لكننا نسعى دائما إلى أن نكون على مسافة جيدة من كل الناس، والى إثبات قدراتنا ومهاراتنا.

- ما هي الصفات التي ساعدتك على التقدم والنجاح؟

أولاً، أنا أحب عملي إلى أقصى الحدود.

ثانياً، لقد بدأت بالعمل دون اكتساب أي خبرة، وبالتالي تعلّمت من نفسي، ومن أخطائي، ومن تجاربي الخاصة.

ثالثاً، أنا امرأة عنيدة ومثابرة، لذلك أرافق الزبائن بشكل دائم، وأهتم بأدق التفاصيل.

- هل شعرت يوماً بالتقصير تجاه حياتك الخاصة بسبب انشغالك بالعمل؟

أنا أشعر بالتقصير كثيراً، فإذا أردنا "التطرّف" في حدّة العمل، سنفتقد إلى الحياة الخاصة والاجتماعية حتماً. وبالتالي يحصل عملي على الكثير من وقتي، إذ يجب أن أكون موجودة دائماً، وحاضرة في كل الأوقات من أجل الإهتمام بمتطلبات الزبائن.

لكنني أسعى حالياً إلى التنسيق أكثر بين مسيرتي المهنية وحياتي الخاصة، فمع الوقت يتعلم الإنسان كيفية تحقيق التوازن، مع العلم أن هذا الأمر صعب للغاية، خاصة في مجال تنظيم الأعراس.

- من قدم لك الدعم الأكبر في مسيرتك؟

أشكر الله على وجود والدي دائماً إلى جانبي، فهو يدعمني مادياً ومعنوياً، لأنه بالأساس يعمل في هذا المجال، لذلك أنا أرسم وهو ينفّذ.

ما رأيك بالتقدم الذي حققته المرأة في لبنان من ناحية الحقوق ودورها في المجتمع وسوق العمل؟

المرأة تقدمت حتماً، لكن هذا التقدم غير كاف. فأنا أجد أننا لا نزال بعيدين كل البعد في لبنان عن رؤية المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة. مع العلم أن هناك العديد من النساء الناجحات، لكن هذا العدد لا يكفي، ونحن بحاجة إلى المزيد من الإنجازات.

- نصيحة إلى المرأة.

أولا، أنصح المرأة قبل كل شيء أن تؤمن بنفسها وبقدرتها على التغيير.

ثانياً، أنصحها أن لا تخاف من أي نوع من المهن، ومن الصور النمطية التي يفرضها المجتمع. فإذا أحبت مجالاً ما، يجب أن تسعى بكل ما لديها من طاقة وقوة للنجاح فيه، وأن ترمي الخوف والتردد وراءها.

ثالثاً، لا يجب أن تنسى المرأة حياتها الخاصة بسبب مسيرتها المهنية، وبالتالي عليها أن تسعى دائما إلى تحقيق التوازن.