ها هي المناسبة المنتظرة تعود من جديد.. تكريماً للأرزة ولبلاد الأرز، ولكن بعيداً عن رونق هذه المناسبة الخاطفة، تتناثر في الأرجاء أفكار حائرة عن قدرة مهرجانات الأرز الدولية مع سائر المهرجانات التي تعم المناطق اللبنانية لهذا العام على انتشال لبنان من الجمود، السياحي والإقتصادي. لعلّ هذه المناسبة تُجيب عن أسئلة عدة تدور في بال المواطن اللبناني، فهل عاد لبنان إلى مكانته السياحية؟ هل عاد المغتربون؟ وهل سيتمكن لبنان من استعادة مكانته السياحية لدى الأجانب بأجوائه الصاخبة وطبيعته المميزة؟؟ وهل ستشكل المهرجانات والحفلات خلال هذا الصيف دفعة "ولو بسيطة" لعجلة الإقتصاد اللبناني لا سيما حركة إشغال الفنادق.

ولنجيب عن هذه الأسئلة التي تُهم المواطن بالدرجة الأولى قامت "الإقتصاد" بتحقيق عن الأثار الإقتصادية والسياحية المتوقعة من مهرجانات الأرز الدولية لهذا العام على أن نستكملها باستطلاع وضع المهرجانات في مناطق أخرى.

وفي تصريح مُبشّر، كشفت المسؤولة الإعلامية في مهرجانات الأرز الدولية منى سكر في مقابلة خاصة مع "الإقتصاد" أنه تم زيادة عدد المقاعد، وتوسيع خشبة المسرح، وأكدت أن هذه الزيادة تعود لخطةٍ متفائلة كانت إدارة المهرجان قد خططت لها مسقباً، وبالتالي تم زيادة عدد المقاعد من 2670 إلى 3000 مقعد في الليلة الواحدة.

وأشارت إلى أن كل ما يُستخدم في المهرجان هذا العام، خاصة التقنيات منها، يُستخدم لأول مرة في لبنان، وقد تمت الإستعانة ببعض التقنيات التي صُممت خصيصاً للمهرجان من الخارج.

وشرحت عن مبادرة وزير المال علي حسن خليل الذي أُعجب بفكرة المهرجان، وقام بخطوة مشجّعة تكمنُ في إصدار طابع مالي من فئة 100 ليرة يحمل رمز "logo" مهرجانات الأرز، سيتم توزيعها في ليلة إفتتاح المهرجان في 29 تموز، وسيتم التداول بها رسمياً إبتداءا من 1 آب، أي بالتزامن من عيد الجيش اللبناني.

وكشفت سكر أن شركة "الميدل إيست" قدّمت مبلغاً قدره 250 ألف يورو لإنارة غابة الأرز، بمواصفات لا تتعارض مع المعايير البيئية، وبتعاون مع كل من وزارة الثقافة، والبيئة والـ"يونيسكو".

وفي المقابل كشف مصدر مسؤول في شركة طيران الشرق الأوسط "MEA" أن المؤسسة شاركت في كل المهرجانات القائمة في لبنان، الأرز، بعلبك، بيت الدين، صور، بيروت وستشارك في أي مهرجان يُشجّع على السياحة. معتبراً أن الرسالة التي تود الـ"MEA" إيصالها من هذه المبادرة هي دعم أي نشاط يُشجع السياحة ويُحفّز الإقتصاد اللبناني.

وتابع المصدر:" قدمت شركة طيران الشرق الأوسط أسعار تشجيعية بغية تحفيز أكبر عدد ممكن من الأشخاص للمشاركة وحضور المهرجانات." ولفت إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها هذا التعاون المشترك مع مهرجانات الأرز.

ولمتابعة الحركة السياحية بالتزامن مع مهرجانات الأرز كان لـ"الإقتصاد" حديث خاص مع مسؤول في فندق "Le Cedrus Suites Hotel" في الأرز الذي أكّد أن نسبة الإشغال في هذا الموسم "أكثر من ممتازة"، لافتاً إلى أن الحجوزات تستمر إلى ما بعد أيام المهرجان.

من جهة أخرى كشفت مسؤولة في مجمّع شاليهات "Saint Michel Chalets – Cedars Lebanon" أن نسبة الحجوزات خلال أيام المهرجان سجّلت 100%، ولكنها أوضحت أن الحجوزات مقتصرة على ليالي المهرجان فقط. ولكنّها أكدت أن الحجوزات لا تقتصر على اللبنانيين فقط بل على المغتربين أيضاً.

تجدر الإشارة إلى أنه وبحسب موقع مختصص بالحجوزات، بلغت نسبة الحجوزات في فنادق الارز بين 29 و30 تموز أي بالتزامن مع ليلة إفتتاح مهرجانات الأرز 80%، إلا ان النسبة لا تقتصر فقط على ليلة الإفتتاح، إذ سجلت نسبة الحجوزات المسبقة 70% بين 5 و 6 آب.

اما صاحب مطعم "‪Cedars Heaven" فقال لـ"الإقتصاد" أن مهرجانات الأرز تقدم دفعة إيجابية للسياحة مضيفاً:"عاماً بعد عام نشهد إزدهاراً سياحياً في منطقة الأرز، في نهاية المطاف المهرجان محصور في عطلة نهاية الأسبوع لكننا نشهد إقبالاً حتى في منتصف أيام الأسبوع، وقد إستفادت المنطقة من الحملة الإعلانية للمهرجان. " وكشف أن الزوّار هم من المغتربين اللبنانيين.

ولكن صاحب مطعم "الأرزة" أكد لنا أن المطاعم غير المجاورة لموقع المهرجان تُعاني، مستشهداً بتجارب من الاعوام الماضية. مؤكداً ان المطاعم التي تنعم بموقع قريب لمكان الحفل حجوزاتها سجلت 100% مسبقاً.

في المحصلّة تبقى الأنظار كُلها متجهة نحو مهرجانات الأرز الدولية، ليس فقط لجانبه الثقافي والجمالي، وإنما للإطمئنان على "صحة" لبنان السياحية...