"الطموح اللامحدود هو الوقود الذي يساعد الإنسان على الوصول إلى طريق النجاح"، وأكثر ما يمكن أن يُقال عن ليا حسيني هو أنها امرأة طموحة، تسعى الى التميز والتفوّق في مجال عملها.

"الاقتصاد" تحدثت مع المخرجة والمنتجة اللبنانية ليا حسيني، للتعرف الى بداياتها المهنية، وطموحاتها وأهدافها، بالاضافة الى رؤيتها لواقع المرأة على الأصعدة كافة.

من هي ليا حسيني؟

تخصصت في مجال الإخراج (audiovisuel) في "جامعة سيدة اللويزة"، "NDU"، كما حصلت على شهادة الماجستير في صناعة الأفلام من "Kingston University" في لندن، وعملت لبعض الوقت في "BBC News" و"BBC Drama" كمنتجة، وعدت بعدها الى لبنان. وأنا أسعى اليوم الى نيل شهادة الدكتوراه.

كما عملت في مجال الاعلانات، والأفلام الوثائقية، والأفلام القصيرة.

برأيك، ما الذي ساعدك على التقدم في مسيرتك المهنية؟

الشغف تجاه الأفلام، فأنا أحب كثيرا مجال عملي، ولم أفكر يوما في الانسحاب، أو في إيجاد وسيلة سهلة للخروج، بل على العكس، أسعى دائما الى تعلم المزيد من الأمور والتعمّق أكثر فأكثر في هذا العالم الرائع من الفن.

ولا بد من الاشارة الى أنني أحب الدراسة عن هذا الموضوع، وبالتالي لا أريد أن أكون موجودة من الناحية العملية فحسب، بل على الصعيد النظري أيضا، فأنا أهوى كثيرا الجزء الأكاديمي من هذا المجال؛ ولهذا السبب قررت استكمال الدراسة للحصول على شهادة الدكتوراه في السينما.

ما الذي يميز عن غيرك من العاملين في مجال الإخراج والإنتاج؟

كل شخص يتميز بأسلوبه الخاص والمختلف في العمل، وبرؤيته أيضا. وبالتالي لا لا يوجد أحد أفضل من الآخر، لكنني لا أزال صغيرة بالمقارنة مع غيري لكي ألتمس الأمور التي تميزني، كما أن الطريق أمامي طويل جدا.

ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال العمل؟

الصعوبات كثيرة، حيث أنه ليس من السهل إيجاد المشروع الذي نريده، خاصة اذا كنا لا نريد العمل من الناحية التجارية. فأنا دخلت الى هذا المجال لأنني أحب الفن والسينما، وأريد القيام بالأمور بحسب ذوقي الخاص. وهذا الأمر من الممكن أن لا يرضي كل الناس وكل المشاهدين، وهنا تكمن المعضلة والصعوبة الأكبر، وبالتالي أضيع ما بين ارضاء نفسي وتقديم ما أنا مقتنعة به، وبين الاهتمام بما يعجب الناس.

هل تعرضت الى أي تمييز في اطار العمل لمجرد كونك امرأة؟

خلال فترة عملي في لندن، لم أشعر أبدا بهذا النوع من التمييز. ولكن في لبنان، وفي العديد من الأماكن، هذا التمييز موجود، مع العلم أنه ليس ظاهرا الى حد كبير؛ فالنظرة الى المرأة اللبنانية في سوق العمل تكون مختلفة في الكثير من الأحيان، وخاصة عندما تتواجد في مواقع القيادة والمسؤولية في أي مجال كان، اذ أن البعض يعتقدون أن هذه الأعمال مخصصة للرجال فقط.

ولكن بالنسبة لي، أنا لا أفرّق بين رجل وامرأة، لأن كل انسان هو متساوٍ مع أخيه الانسان في جميع الحالات.

ما هي مشاريعك وطموحاتك المستقبلية على الصعيد المهني؟

طموحي الأكبر في الوقت الحاضر هو الحصول على شهادة الدكتوراه في السينما. ومن ناحية أخرى، أسعى الى العودة للعمل في مجال الأفلام القصيرة، وأنا أحضّر حاليا لمشروع جديد سيتم الاعلان عنه قريبا.

كيف تحققين التوازن بين عملك وحياتك الخاصة؟

عملي يتطلب مني الكثير من الجهد والتعب، بالاضافة الى الوقت والساعات الطويلة؛ فأنا أعمل لحوالي 14 ساعة في اليوم، لذلك أجد أحيانا بعض الصعوبة في التنسيق بين العمل والحياة الخاصة.

ولكن من خلال تنظيم الوقت، أتمكّن من الحصول على بعض أوقات الفراغ للاهتمام بالأمور الشخصية والعائلية والاجتماعية.

ما رأيك بالتقدم الذي حققته المرأة في لبنان على كامل الأصعدة؟

المرأة اللبنانية تقدمت الى حد كبير، لكن الطريق أمامها لا يزال طويلا ووعرا. حيث أنه لا يجب أن تتقدم في سوق العمل فحسب، بل من الناحية القانونية أيضا. واذا لم تحصل على حقوقها الكاملة، لن تتمكن من التقدم والظهور وتحقيق المزيد من النجاحات. فالمرأة في لبنان لا تزال منتهكة ومذلولة وضعيفة قانونيا، وهذا أول ما يجب التفكير به.

ما هي نصيحة ليا حسيني الى المرأة اللبنانية؟

أنصح المرأة بأن تقوم بكل ما تحبه، ولا تستمع الى الآراء السلبية والمحطّمة، لأنها قادرة على تحقيق كل ما تريده بسبب قوتها وصبرها وعنادها وإصرارها؛ فهي الأم والأخت والابنة والزوجة، وكل شيء في الحياة.

وأنا لا أعني بذلك أنها أفضل من الرجل، لكنها مثله تماما، واذا وضعت هدفا في رأسها، ستتمكن من الوصول اليه، وتحقيقه بمفردها، ودون الحصول على الدعم من أي شخص. فالمرأة قادرة على أن تكون قوية ومستقلة، وليست بحاجة الى المساعدة من أحد.