ربيع دمج

نجحت "وفاء.ح" الشابة العشرينية في مخططها وإستطاعت بعد أشهر من رسم السيناريو المناسب بإحكام من الحصول على 36 ألف دولار أميركي. ولكن كيف كانت الطريقة؟

لدى وفاء ( 23 سنة) محلاً لبيع الملبوسات في منطقة الجاموس – سان تيريز ( ضواحي بيروت الجنوبية)، وهي كصاحبة مصلحة لديها الكثير من التجار الذين تتعامل معهم، ومن بين هؤلاء "محمد.ص" التاجر المعروف في المنطقة والذي يجلب معظم بضائعه من الصين.

تعرّفت وفاء من خلال صديقتها على محمد حين زارته للإطلاع على البضائع المرصوفة في مستودعه في حي المريجة.

في أول زيارة لها إختارت من عنده كميات من الملابس ودفعت قيمتها نقداً وقد بلغت (بحسب التحقيقات معها) 10 ألف دولار أميركي.

الأمر تكرر بعد زيارة ثانية وثالثة، الزيارة الأخيرة كانت كفيلة بتأجيج نار الحب لدى محمد الذي حاول التقرّب منها وإخبارها بذلك.

رفضت الفكرة بداية كونه يكبرها بـ15 سنة وهي لا تزال صغيرة ولا تفكر بالإرتباط، لكن بعد مشورة من صديقتها التي أقنعتها بأن تدخل في علاقة عاطفية مزعومة مع محمد دون أن تتزوجه بل تخدعه لتحصل منه على الدعم المالي فكرت وفاء بالأمر ووافقت.

إنطلقت علاقة الحب الاحتيالية بين الطرفين في شهر كانون الثاني من العام 2017، كانت تحاول قدر المستطاع إستغلال عاطفته وكانت تأخذ منه الملبوسات بكميات كبيرة وفواتيرها كانت كبيرة لكنها كانت تدفع 20% من قيمتها وتحاول تقسيط الباقي وقبل الإنتهاء من التقسيط كانت تدخل في طلبية جديدة.

في شهر حزيران الماضي وصلت علاقة وفاء مع محمد إلى شبه نهائية بعدما شعر الطرفان أن لا إنسجام واضح بينهما لكن وفاء قررت الإستفادة من وقت الضائع فقصدت مستودع محمد في المريجة، وطلبت منه تحضير طلبية لكمية من الملبوسات النسائية والرجالية والولادية.

بعد تحضير الطلبية تم إحتساب قيمة الفاتورة فبلغت حوالي 36 ألف دولار أميركي، حينها أعلمت وفاء صاحب المستودع بأنها لا تحمل هذا المبلغ حالياً ولكن سوف تأتي بعد يومين فقط كي تعطيه 10 ألف دولار أميركي كدفعة على الحساب ومن ثم تكمل له الباقي.

مرّ يومان ومرّت أيام ولم تأت وفاء كذلك رقم هاتفها أصبح طي النسيان وعدم وجوده في الخدمة، قصد محمد محلها في الجاموس لكن وجده مقفلاً وحين سأل عن صاحبته أخبروه بأنها منذ فترة وهي لا تأتي إلى المحل.

تأكد محمد هنا أنه "اكل الضرب" وهناك كارثة تحيط به، فلم يتوانى عن تقديم شكوى أمام النيابة العامة في بعبدا، فصدرت مذكرة بحث وتحر بحقها وبعد أسبوعين فقط وقعت وفاء في قبضة الأمن وتم إحضارها إلى مخفر بعبدا للتحقيق معها.

أثناء التحقيقات إعترفت بكل شيء لكنها عزت هروبها من الدفع وإقفال خطها بأنها تمر بضائقة مالية الأمر الذي إعتبره قاضي التحقيق أنه غير منطقي فكيف تأخذ كمية من الثياب بمبلغ كبير وهي تعلم أنها تمر بضائقة مالية فطلب لها من خلال قراره الظني عقوبة الجناية بتهمة النصب والإحتيال وتم إحالتها إلى القضاء لمتابعة جلسات الحكم الخاصة.