بدأت بالتخصص في مجال مختلف تماما، لكنها سرعان ما تبعت شغفها، وقررت بناء مسيرة مهنية في المجال الذي يستهويها، لتثبت بذلك أن الانسان يبني النجاح من خلال تركيز جميع قواه على ما يتحرّق رغبة في تحقيقه.

كان لـ"الاقتصاد" مقابلة خاصة مع مؤسسة العلامة التجارية "Rapture"، ندى رواس، للحديث عن بداياتها المهنية، وطموحاتها المستقبلية، ورؤيتها لواقع المرأة اللبنانية في سوق العمل.

- من هي ندى رواس؟ وكيف قررت تأسيس علامتك التجارية؟

تابعت دراستي الجامعية في الإدارة العامة (public administration)، لكن تصميم المجوهرات بدأ كهواية في نهاية العام 2004، فقررت التخصص في هذا المجال في "Gemological Institute of America"، "GIA"، وحصلت على شهادة في دراسة الأحجار الكريمة، وماجستير في اللؤلؤ.

بدأت بالمشاركة في المعارض منذ العام 2004، وأسست العلامة التجارية "Rapture" بشكل رسمي في العام 2012. وأنا أشارك حاليا في المعارض بين لبنان والخارج بشكل شهري.

- ما هي البلدان التي تمكنت من إيصال "Rapture" اليها؟

وصلت الى دول الخليج، وفرنسا، والمكسيك.

- هل تتوجه علامتك الى النساء من جميع الفئات الاجتماعية والميزانيات والأعمار؟

نعم بالطبع، فالفكرة وراء "Rapture" هي أن ترتدي المرأة قطعة مناسبة من المجوهرات، وتكون هذه الأخيرة خالدة من ناحية التصميم. فنحن نبحث عن طريقة لكي تجد كل امرأة ما تريده وما يناسب شخصيتها.

- ما الذي يميز علامتك التجارية عن غيرها؟

أنا أعمل بالأحجار الكريمة التي أستوردها على حسابي الخاص من جميع أنحاء العالم. وبات لدي اليوم علاقة جيدة مع تجار الجملة في الخارج.

من جهة أخرى، أبحث دائما عن القطعة الغريبة والنادرة لكي أعمل بها، كما أن معظم تصاميمي هي قطع ذات إنتاج محدود. فأنا لا أسعى الى بيع المجوهرات بشكل تجاري، بل الى تقديم القطع المميزة والفريدة من نوعها.

ولهذا السبب أحب شراء الأحجار الأصلية، فالقطع التي نقدمها تشبه المجوهرات المصنوعة من الذهب والألماس، لكننا ننفّذها بأسعار معقولة، لكي تكون في متناول الجميع.

كما أتعاون كثيرا مع كل امرأة زبونة، فاذا كانت تمتلك مثلا قطعة قديمة من المجوهرات، نعمل على تجديدها معا، من خلال استخدام الأحجار القيمة الموجودة فيها.

- هل تعتبرين المنافسة عاملا ايجابيا في مجال عملك؟

المنافسة ايجابية حتما، فالأحجار الكريمة التي نستخدمها، وطريقة عملنا، ونظافة منتجاتنا تميزنا عن غيرنا.

في النهاية، الأسواق مليئة بالمنتجات المستوردة من الصين وتركيا وغيرها من البلدان، وهناك أيضا منافسة محلية، لكن كل مصمم مجوهرات يتميز بأسلوبه وذوقه الخاص، وزبائنه.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

افتتحت مؤخرا متجرا في المجمع التجاري الموجود في ردهة فندق "Le Royal"، ونعمل حاليا على افتتاح فرع آخر في الحديقة المائية (Water park) الخاصة بالفندق.

كما نسعى الى زيادة مشاركتنا في المعارض، والى اطلاق موقع الكتروني من أجل بيع القطع عبر الانترنت الى جميع البلدان، بطريقة احترافية عبر بطاقات الائتمان.

ما هي الصفات الشخصية التي ساعدتك على التقدم في مسيرتك؟

الصفة الأهم هي أنني أحب المجوهرات والأحجار الكريمة، وأشعر بالشغف تجاه عملي. فقد اهتميت كثيرا بصقل مهاراتي وتطوير خبراتي، وانتقلت للعمل في هذه المهنة لأنني أحبها، وأردت التقدم فيها، ودراسة تقنياتها كافة.

- كيف تنجحين في تحقيق التوازن بين عملك وعائلتك؟

لطالما أردت أن يكون عملي حرا لهذا السبب بالتحديد، فهذا النوع من العمل يعطي بعض الحرية للانسان، والقليل من الوقت الخاص لكي يتمكن من تنظيم أوقاته. ولكن الأهم أن يعرف كيفية تحديد أولوياته.

كما أن عائلتي لطالما كانت مساندة وداعمة لعملي، لأن كل فرد من العائلة يعي أهميته بالنسبة لي، ويتفهم أيضا أهمية عملي بالنسبة لي. لذلك تمكنت مع الوقت من خلق التوازن في حياتي.

- من قدم لك الدعم خلال مسيرتك المهنية؟

زوجي دعمني كثيرا في بداية الطريق، بالاضافة الى أصدقائي وعائلتي.

من ناحية أخرى، أنا عضو في "Lebanese league of women in business"، "LLWB"، وبالتالي تلقيت الدعم منهم لكي أحقق طموحاتي المهنية.

- كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟

المرأة تناضل كثيرا من أجل نيل حقوقها كافة، ونحن في "LLWB" عملنا على هذا الموضوع من حيث الحضانة والعمل مع السيدة الأولى وفاء سليمان.

وأنا شخصيا أعتقد أن المرأة اللبنانية تتميز في مجال الأعمال عن الرجل، ونلاحظ وجود عدد كبير من النساء في المعارض، اللواتي يثابرن من أجل بناء مسيراتهن الخاصة.

ولا بد من الاشارة الى أن الرجل اللبناني بالاجمال يحب مساعدة المرأة، وهو منفتح ومختلف عن غيره من هذه الناحية.

- نصيحة الى المرأة.

أنصح المرأة أن تفرح بنفسها وبإنجازاتها، وتسعى دائما الى تعزيز قدراتها. ولكن عليها أن تكون مقتنعة 100% بما تقوم به، وحينها لن يؤثر عليها شيئا.

كما أنصحها أن تبحث عن هويتها الخاصة وأسلوبها الخاص، ولا تسعى الى أن تكون مثل غيرها، بل على العكس يجب أن تثابر لكي تكون رائدة، وتعمل على تحقيق طموحاتها وتنميتها. فالفرص موجودة في كل مكان، انما عليها معرفة كيفية استغلالها.