إرتفع منسوب التفاؤل بمسار الوضع الإقتصادي المحلي خلال المرحلة القصيرة المقبلة وذلك على إيقاع الوفاق السياسي السائد للبلد منذ فترة وتوجّه أركان الحكم وقيادات البلاد إلى طرق باب الملفات الإقتصادية والمالية المعقدة والمكلفة للإقتصاد ال​لبنان​ي بغية إيجاد الحلول المناسبة لها في أقرب فرصة. وعليه سجل منسوب ثقة المستهلك بالإقتصاد اللبناني إرتفاعاً ملحوظاً بالأسابيع القليلة الماضية وتمثلت هذه الثقة بإرتفاع أعداد السياح المرتقب قدومهم إلى لبنان هذا الصيف من لبنانيين وعرب وأجانب، وهذا الترقب أضحى بحكم الواقع مع إعلان نقابات القطاع السياحي عن إرتفاع نسبة إشغال فنادق لبنان في فترة عيد الفطر إلى 80 و 90% وهي نسبة لم يعرفها القطاع منذ أكثر من 5 أعوام.

وأشارت إحصاءات المديرية العامة للطيران المدني إلى إرتفاع عدد المسافرين عبر مطار بيروت الدولي بنسبة 5.27% على صعيد سنوي إلى 2.842.380 خلال الأشهر الـ5 الأولى من العام 2017 مقارنة مع 2.700.062 مسافر في الفترة نفسها من العام السابق.

ومن ناحية ثانية أظهرت الإحصاءات تحسناً في حركة الشحن عبر مرفاُ بيروت على صعيد شهري الى 740.6 ألف طن في شهر أيار مقارنة بـ680 ألف طن في شهر نيسان. أما على صعيد تراكمي فقد إنخفضت حركة الشحن العام بنسبة بلغت 1.55% سنوياً إلى 3.600 ألف طن حتى شهر أيار من العام الحالي.

في مقلب آخر، سجّل ميزان المدفوعات رصيداً تراكمياً بلغ نحو 233.9 مليون دولار في الاشهر الـ4 الأولى من هذا العام وبحسب الإحصاءات الصادرة عن مصرف لبنان فقد حقق هذا الفائض على الرغم من تسجيل ميزان المدفوعات عجزاً في شهر نيسان وحده بقيمة 320.9 مليون دولار وهو ما خفّض الفائض التراكمي من نحو 554.8 مليون دولار حتى آذار إلى 233.9 مليون دولار حتى نيسان.

وتظهر الإحصاءات أن فائض ميزان المدفوعات المسجّل في شباط بلغ نحو 341.8 مليون دولار وهو نَجَم عن إرتفاع الموجودات الخارجية للمصارف ومصرف لبنان معاً (35.8 مليون دولار و 306 ملايين دولار على التوالي) إلا أن الفائض المحقق في آذار (46.3 مليون دولار فقط) نجم عن إرتفاع موجودات المصارف الخارجية بقيمة 1204.4 ملايين دولار في مقابل تراجع الموجودات الخارجية لمصرف لبنان بقيمة 1158.1 مليون دولار.

وبعيداً عن الأرقام والإحصاءات يشهد القطاع المصرفي اللبناني نهاية شهر تموز الحالي معركة إنتخابية شديدة التعقيد على رئاسة جمعية مصارف لبنان حيث يتنافس على هذا المركز رئيس الجمعية الحالي ​جوزيف طربيه​ الذي يرأس لائحة إنتخابات مجلس إدارة الجمعية تضم المصارف الكبرى وينافسه على هذا المنصب رئيس "بنك بيروت" سليم صفير الذي يخوض الإنتخابات بلائحة غير مكتملة.

في المحصلة الأداء السياسي المسجّل حتى الساعة يحظى بثقة الناس ويراكم من أمالهم وقرار الحكم وولوج الملف الإقتصادي والمالي أمر مهم وضروري لكن المهم أولاً وأخيراً التصدي لعمليات الهدر والسرقة في القطاع وهذا لن يكون إلا من خلال العودة إلى الأصول في التلزيمات، بمعنى العودة إلى آلية إجراء المناقصات تأكيداً على الشفافية وللحؤل دون تمكين البعض من سرقة المال العام.