أصبحت عمليات النصب والإحتيال والسرقات والتزوير هي قوت لبنان اليومي، المحاكم اللبنانية تزدحم بمئات الشكاوى أسبوعياً لتتخطى الـ3 ألف قضية شهرياً معظمها ضمن إطار التزوير والنصب.

في هذا الإطار ومن بين تلك القضايا الكثيرة، أصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان زياد مكنّا منذ يومين قراره الظنّي بحق المواطن اللبناني "فيكين.ت" (54 سنة)، الذي خان صداقة العمر مع المدّعي "فاسكين.ج" وبعد صداقة بدأت منذ 15 سنة بحكم الجيرة ورابط العرق الذي يجمعهما، قرر بساعة شيطانية التخلّي عن كل شيء مقابل عملية سرقة قام على إثرها بمحاولة قتل "فاسكين" لولا قيام الأخير بتقديم بلاغ ضده حالت دون قتله في ساعة ما.

بحسب حيثيات القرار الظني فإن فاسكين يعمل في صياغة الذهب وتركيب المجوهرات كما يصمم قطعاً ذهبية داخل محله الكائن في برج حمود.

طبيعة عمله خاصة مع زبائنه الذين يثق بهم تفرض عليه أن يعرض بعض القطع عليهم قبل شرائها لو خارج محله، وفي هذا الإطار كان فاسكين برفقة صديقه فيكين في برج حمود حين إتصل به المدعو "جان.ب" طالباً منه إرسال العقد الذي أخبره عنه "فاسكين" في وقت سابق بعد أن طلب جان أن يختار له عقداً "على ذوقه" لكي يهديه إلى زوجته في عيد ميلادها وهذا ما فعله "فاسكين" وأرسل الغرض المطلوب مع "فيكين" الذي توجه إلى سيارة "جان" و أعجبه العقد وأرجعه كي يعود لاحقاً لشرائه.

لم يعد "فيكين" إلى المحل وإتصل بصديقه يخبره بأن "جان" أخذ العقد وذهب، ثم عاد وقال له بأنه لم يرجعه له وأدار سيارته وفرّ به.

لم تنطل الحيلة على "فاسكين" وشك بالأمر فإتصل فوراً بجان الذي أنكر الأمر مؤكداً أنه أعاد العقد إلى "فيكين" وما عزز ذلك أن الأخير لم يعدّ يرد على هاتفه وإختفى ليعود مساءّ ويتصل بصاحب العقد ليقول له "لن أعيد العقد وسأكسّر رأسك".

طريقة "فيكين" ولهجته الفظّة صدمت صديقه الذي لم يصدق ما يحدث معتبراً أن الامر مجرّد مزحة، لكن أيقن في اليوم التالي أن ما يحصل هو حقيقة وأن بعد محاولة إتصاله بالسارق عاد وهدده بالقتل وأنه سيفعل ذلك في أي لحظة ولن يعيد العقد البالغة قيمته فوق الـ1500 دولار أميركي كونه مرصعاً بحبوب الألماس والأحجار الكريمة.

القيمة المالية الزهيدة للعقد مقارنة بجريمة قتل ستقع بحق إنسان أصدمت صاحب الحق، وبدأ يأخذ إحتياطاته وخاف بداية من تقديم شكوى كي لا يتعرض للقتل.

وبعد أيام علم "فاسكين" ان صديقه اللص قام بتصوير مدخل البناء حيث يسكن الأول، ويرسل له صور تحركاته وأنه يراقبه وسيقتله في أقرب فرصة في حال إشتكاه للشرطة.

وبعد أسبوعين قرر "فاسكين" الخروج عن صمته بناء على نصيحة محاميه وأقاربه الذين أكدوا له بأن في حال سكت عن حقه سيستمر اللص بإبتزازه ومطالبته بالكثير وما عليه في هذه الحالة سوى تبليغ الشرطة بما حصل معه.

هنا قرر الضحية التوجه إلى النيابة العامة في بعبدا وتسطير دعوى ليتم القبض في غضون ساعات على "فيكين" الذب إعترف فوراً بما نسب إليه وأعاد العقد لصاحبه. وقد طالب القاضي مكنّا بقراره تجريم المتهم وسجنه 6 أشهر بتهمة التزوير والتهديد بالقتل.