ربيع دمج

دأبت الشابة العشرينية "رانيا.غ" لفترة أشهر على التردد إلى سجن "روميه" لزيارة شقيقها "حسين" الموقوف منذ سنة ونصف بجرم تحرير شيكات دون رصيد و أعمال نصب آخرى، إذ كان الشقيق المسجون ينتحل صفة رجل أعمال يستورد الملابس من الصين وأنه يعتزم إفتتاح محلات في لبنان وكان يتعاطى مع تجار كبار في لبنان، وكان في كل مرة يبتكر طريقة جديدة للنصب على الناس إلى أن وقع في فخ أعماله.

وفي إحدى زيارات "رانيا" لشقيقها "حسين" عندما تعرّفت إلى نبيل.ح، وهو أحد نزلاء السجن حيث تناولت مع شقيقها والمدعو الغداء سوياً في ساحة السجن المخصصة لزيارة الأهل، وبعد زيارات متكررة وأسبوعية نشأت بينهما علاقة عاطفية تكللت بالخطوبة، وكان نبيل في صدد الخروج من سجنه بعد شهرين من إنتهاء محكوميته.

وتحضيراً لمصاريف الزفاف المستقبلية وبما أن الزوج لا يملك من المال شيئاً قرر مع خطيبته التخطيط بوسائل ذكية تدرّ الأموال عليهما، ومن داخل السجن، كان "زوج المستقبل"، وبالاتفاق مع شقيقها يعمدان الى الاتصال بأهالي السجناء، منتحلين صفة رجال دين، إمّا مطراناً او كاهناً، ويطلبان تحويل أموال باسم المدعى عليها "رانيا" التي كانت تستولي عليها احتيالاً.

أُدخلت المدعى عليها السجن انفاذاً لحكم غيابي صادر بحقها في هذه القضية، فيما"خطيبها" الذي لا تزال مرتبطة به، اصبح خارجه، وقد مثلت أمام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن حسين عبدالله نافية التهمة الموجهة اليها وزاعمةً ان «حوالات مالية كانت تُرسل باسمها مقابل شراء طعام لمريض في السجن واغراض اخرى لها»، لتضيف "بان ذاك السجين كان مريضاً بالسرطان".

وواجه رئيس المحكمة المدعى عليها باقوال خطيبها الذي اعترف وحوكم سابقاً في القضية نفسها بانه كان يدعي بانه "الاب حنا"، فنفت ذلك ايضا وقالت بان جلّ ما فعلته هو مساعدة المريض ولم تكن على علم بأي امر يتعلق بمسألة انتحال صفة، وقد علمت بذلك اثناء التحقيق معها.

وبعدما قللّت من قيمة الحوالات المالية التي كانت عبارة عن مبلغ مئة الف ليرة او مئة دولار اميركي، افادت بانها لم تكن تعلم بان خطيبها كان يتقاضى عن كل حوالة 50 دولارا "وانا فوجئت بهذا الامر ولا أعرف السجين ر.ر. الذي اشتكى علي، كما ان اي من السجناء لم يدّع علي". كذلك نفت ان يكون خطيبها قد اخبرها بهذا الموضوع.