تعددت الأساليب شكلاً ومضموناً لكن الجريمة هي واحدة ونتيجتها المأساوية واحدة، على الرغم من عدم وجود دماء فيها لا يمنع ذلك من إعتبارها "مفجعة"، لا سيّما لو تعلقت تلك الجرائم بالنصب والإحتيال التي تخرب منازل أشخاص نتيجة هفوة بعدما تعبوا كثيراً في جني أموالهم. وخلال ثوانٍ معدودة وعلى غفلة عين يطير كل شيء.

على الرغم من سماعنا يومياً بقصة نصب أو جريمة قتل جديدة، وعلى الرغم من الإحتياطات التي يأخذها الفرد منّا كي لايقع في فخ لكن هناك من يقع، تماماً كما حصل مع "ميشال.ح" الذي عرض على أحد المواقع الإلكترونية المتخصصة في الإعلانات بلبنان، إعلاناً عن رغبته ببيع دراجته النارية من نوع "atv/ canam"، وبعد يومين فقط تلقّى إتصالاً من أحدهم يخبره فيه بأنه قنصل دولة "الإكوادور" في لبنان وأنه يرغب في شراء الدراجة لإبنه بمناسبة عيد ميلاده، وسيرسل لهذا الغرض شاباً من قبله لمعاينتها ومن ثم الإتفاق على شرائها مقابل السعر المعروض وهو "15 ألف دولار أميركي".

وكأي بائع أو عارض للإعلان على هذا الموقع فرح "ميشال" معتبراً أنه وجد الزبون المناسب الذي سيدفع له مبلغاً ممكن إضافته إلى المبلغ الموجود معه لدفع عربون الشقة التي يحلم بها.

وفي صباح اليوم التالي، وتحديداً بتاريخ 12 نيسان 2017، حضر الشاب من قبل "القنصل" وكشف على الدراجة مبدياً إعجابه بها وحتى بالسعر المعروض كونها تستحق أكثر من ذلك. وبعد شرب القهوة والتحدّث مع البائع لمدة ساعة، قام الشاب بصرف شيكاً بقيمة المبلغ المطلوب، وأخذ الدراجة ماضياً بطريقه.

بعد يوم واحد توجه "ميشال" إلى المصرف ليقبض قيمة الشيك، هنا بدأت بوادر عملية ما تظهر لا سيّما أن موظف "الكونتوار" بدا عليه الإستغراب وكان يقوم ويذهب ويدخل من غرفة إلى غرفة حتى ساد القلق على "ميشال" ليفهم بعد نصف ساعة بأن الشيك "مزوّر" وأن لا حساب لقنصل الإكوادور ولا لأي أحد تربطه صلة به في هذا المصرف.

الخبر كان ضربة موجعة بالنسبة له، وتوجه في اليوم التالي إلى النيابة العامة في بعبدا ليقدّم شكواه وبعد أيام قليلة إكتشفت الشرطة القضائية من وراء هذا الشيك المزيّف، وتم القبض على شخصين هما : "أنترانيك.أ" و "علي.ع"، الأول هو من إنتحل صفة القنصل فيما الثاني هو الموظف المنتدب في فحص الدراجة وشرائها.

وخلال التحقيقات وبعد عرض صورهما على الوسائل الإعلامية للتعرّف عليهما من قبل من وقع في فخ عمليات النصب التي قاموا بها، تبيّن أنّ لهما تاريخ حافل في السرقة والتزوير وقد جنيا مئات آلاف الدولارات نتيجة السرقات وأعمال النصب، وكانا يصرفان المبالغ على المخدرات وليالي السهر في المرابع الليلية.

وكان "علي" المعروف في وسطه بإسم "جيمس" كان دوره تمثيل دور سائق القنصل وإستخدام إسمه في عملية تزوير ما دفع الأخير لإدعاء عليه في جرم إنتحال صفة.