أحبَّ التخصص في الطب، ولكنه عاد وتخصص في مجال إدارة الأعمال وأسس شركة تدريب على تطوير الأعمال للشركات والأفراد في لبنان، معتمداً على طريقة التعليم التفاعلي كي تصل المعلومة إلى المتلقّي بطريقة بسيطة ومقنعة.

وحول تجربته الفريدة، كان لـ"الإقتصاد" مقابلة مع صاحب شركة "Strategic Asset Management" سامر منتوفة.

ما هي أبرز المحطات التي مررت بها في حياتك على الصعيد الاكاديمي والمهني؟

في بادئ الامر، درست في المجال الطبي لمدة خمس سنوات في جامعة البلمند، ولكنني قررت التوقف عن متابعة هذه الدراسة بشكل مفاجئ لأن أحد الدكاترة نصحني بأنه إذا أردت أن أبدأ بالعمل لا تكمل في الدراسة خاصة أنني كنت اخطط للحصول على الماستر ودرجة الدكتوراه في هذا المجال، وقال لي إنه إذا قررت أن أعمل و لم أجد نفسي مرتاحاً في هذا العمل فعلي ألا أكمل الدراسة، وهذا ما حصل معي بالفعل فبعد عملي لمدة سنتين في حقل الطب لم أجد نفسي مرتاحاً فيه، بل برعت في الإدارة وبكل ما له علاقة بالكمبيوتر والتكلنولوجيا، وأصبح لدي الفضول لأطورها، فقررت أن أتوقف عن متابعة الدراسة في عالم الطب، وانتقلت إلى عالم إدارة الأعمال حيث حصلت على MBA من جامعة سيدة اللويزة وحصلت على ماسترز بعلوم إدارة الأعمال الدولية من جامعة "Kedge" الفرنسية. وبقيت في المجال الطبي حيث كنت أعمل في إطار الإدارة والطب في الوقت نفسهوحصلت على خبرة كبيرة، وبدأت أميل إلى التدريب واقرأ الكثير من الكتب. وبعد فترة استلمت إدارة مركز للعيادات الخارجية في أحد المستشفيات، وفي هذه المرحلة بدأ الطلب على التدريب وإقامة ورش العمل يرتفع،ووجدت أنني أحصل على ردود فعل إيجابية، ومن هنا بدأت أقرأ كثيراً وأعمل كثيراً ولا أتأثر بما حولي، ولا أتطلع الى محيطي، بل أعمل من تلقاء نفسي، وأسافر كثيراً إلى بلدان مختلفة وأحصل على كل المعرفة منها. ومن هنا أتت فكرة Strategic Asset Manangement وهي الشركة التي أديرها حالياً، كما أنه لدي عمل آخر،وهو عن شركة "Plug and Play". وبالعودة إلى "Strategic Asset Management"، فكانت الفكرة بأن Asset أو الأصول هي كل شيء له قيمة مادية، فالكرسي في الشركة هي من الأصول ولها ثمن مادي. وبالنسبة لنا فإن الأصول للشركات هي الأفراد من خلال قيام هذه الشركات بتطوير موظفيها، حيث نقوم بإعطائهم صفوفاً وورش عمل تدريبية، وبدأنا بشكل مختلف عن غيرنا كثيراً، وهي من خلال استخدامنا للتعليم التفاعلي المتسارع والذي أشك بأن يكون موجوداً بالطريقة نفسها التي نعتمدها في أمكنة أخرى. ونحن، من خلال هذه الطريقة، نحاول تطوير نمط حياة الأشخاص المشاركين في الصفوف، من خلال جعل ورش الأعمال هذه أكثر عمليّة وتفاعليّة، وعلى المدرّب أن يكون خبيراً بما يقوم به، وأن يكون قادراً على التواصل مع مستوى الشخص الذي يحضر ورش العمل، الأمر الذي يسهل عملية التواصل، ويجعل الشخص المتلقي يقتنع بما يقوله المدرّب. عملت لمدة ثمان سنوات بشكل حر، حيث كنت أدرب، ولكن منذ سنة ونصف قررت أن يكون لمفهوم هذا التدريب شركة فكانت شركة "Strategic Asset Management". كما لدي شركة اخرى وهي "Plug And Play" وهو برنامج "Electric muscle stimulation" (EMS) وهو يعطي تقنية ألمانية لتحفيز العضلات بشكل صحي.وكذلك أقوم بالتعليمفي جامعة البلمند مادة الإقتصاد الصحي.

ما هي أبرز الصعوبات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية؟

من أبرز الصعوبات التي واجهتهاهي عندما البدء بمشروعي من الصفر ولم أجد دعماً مادياً كبيراً لي،ولم أستطع أن أبدأ خطوة بخطوة،وحاولت أنأستقر في العمل، وأشكر الله لانني استطعت أن أدخل في مرحلة الإستقرار بشكل سريع، لأن العمل فيالشركة مفيد جداً، والناس تتفاعل معه. وكما أن تكون مختلفاً وأن تقدم شيئاً جديداً ومختلفاً إلى الناس هو من الصعوبات التي نواجهها أيضاً، والصعوبة تكمن مثلاً عند إعطاء ورش عمل عن طريقة كتابة البريد الألكتروني لعشرة أشخاص بأن يكون هؤلاء كلهم قد أُعجبوا بهذا العمل وتفاعلوا معه، وهذا ما يشكل تحدي لنا.

ما هي الصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على تخطي هذه الصعوبات؟

في السابق كنا نسمع عبارات "كن صادقاً"، و"اعمل بجد" وغيرها وكنا نعتبرها من الكليشيهات في حياتنا، ولكنني اكتشفت في مواقف عدة تعرضت لها بأن هذه الكلمات كانت محقة، ويجب على الإنسان أن يكون صادقاً في أعماله مع الآخرين، ويحصل الشخص على مردود إيجابي وكبير كنتيجة التعامل بصدق مع الآخرين ولو كلفته خسارة في ماله. وعلى الشخص أن يكون صريحاً مع الآخرين، وكل ذلك يساعده على حل هذه الصعوبات.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

ساقوم بورشة عمل في لندن حول طريقة كتابة البريد الألكتروني، مهارات العرض، وكل ما يتعلق بلغة الجسد لمهارات العرض الخاصة للإجتماعات والأعمال، وهناك خطة لتوسيع ورش العمل الخاصة بتعليم اللغة الانكليزية وإدارة الأعمال، ونحن نقدم كل ذلك بطريقة تطبيقية وغيرها من المشاريع. وهناك شخص سيحضر من لندن ليعطي ورشة عمل حول فن الإلقاء والخطابة.

ما هي كلمتك للشباب اللبناني؟

في كثير من الأحيان يعتقد الشباب بأن ما حصلوه في الجامعة من دروس وصفوف وشهادات قد أوصلتهم إلى حيث يريدون ويتوقفوا عند هذا الحد، ولكن تطوير الأعمال وتطوير الذات ترتكزان على الإستمرارية في التعليم، وذلك من خلال قراءة الكتب التي تمثل قيمة مضافة كبيرة، إضافة إلى المحيط من الأشخاص المتعلمين الذين يملكون الخبرة الكافية في العمل، وقد وصلت إلى هذه المرحلة بعد التنوع في الصفوف، ومن خلال استفادة الأفراد من تجارب بعضهم البعض. أنصح الشباب بألا يفكروا بأنهم اكتفوا بما حصلوا عليه من الجامعة وحسب، بل عليهم أن يطوروا أنفسهم وأعمالهم.