ماجدة كالو هي شابة لبنانية متحدّرة أبا عن جدّ من عائلة متخصصة في صناعة الصابون. فجدّ والدها محمد كالو، الملقب بـ"العربي"، بدأ بهذه المهنة في العام 1935 في مدينة صيدا في جنوب لبنان، وقد أورثها الى أولاده، الذين أسسوا معملاً لصناعة الصابون عُرف بـ"صابون العربي".

لكن الابنة كالو عملت على تحويل الصابون التقليدي الى تحف فنية، واهتمت بالارتقاء بنفسها بشكل كبير في المجال الذي اختارته وخطّته لنفسها وبنفسها. فكل فترة تبهرنا بجديدها وبأفكارها المتميزة والناجحة.

كان لـ"الاقتصاد" حديث خاص مع مؤسسة "PinkLeaves"، ماجدة كالو، للحديث عن مسيرتها المهنية وبداياتها وطموحاتها المستقبلية، بالاضافة الى رؤيتها لواقع المرأة في لبنان، ودور الرجل في نجاح المرأة المهني.

من هي ماجدة كالو؟ ومن أين انطلقت مسيرتك المهنية؟

أنا شابة لبنانية من مدينة صيدا، تخصصت في مجال التأمين في "جامعة القديس يوسف"، "USJ"، وعملت في هذا المجال خلال فترة الدراسة.

وفور عودتي الى مسقط رأسي صيدا، التحقت بالشركة العائلية "معمل الصابون العربي"، وأطلقت مفهوما جديدا "PinkLeaves".

لو لم تكن عائلتك تعمل في هذا المجال هل كنت لتختارين الانخراط به؟

أعتقد أن دخولي الى مجال الصابون كان بمثابة حظ! اذ أنني انطلقت في العمل منذ منتصف العام 2014، وبدأت بالبحث عن طريقة لتطبيق أفكاري، وذلك من خلال المختبر المتواجد في معمل الصابون.

كيف قررت تأسيس "PinkLeaves"؟

أجرينا بعض التجارب من أجل ضمان جودة الصابون، لأنني كنت أسعى في البداية الى أن يكون شفافا. وبعد فترة، عملت على تحويله الى أشكال وروائح وألوان مختلفة.

ولا بد من الاشارة الى أنني أسست "PinkLeaves" فعليا على مواقع التواصل الاجتماعي في أوائل العام 2016، وكان بمثابة متجر عبر الانترنت. وأطلقت الفكرة على أساس تقديم باقة من الورود المصنوعة بالكامل من الصابون، أو من أغراض الصابون مثل المناشف والاكسسوارات؛ وهذه الباقات تناسب جميع المناسبات، ويمكن وضعها في الحمامات، والصالونات، والعيادات،... وبالتالي قدمت مفهوما جديدا كليا.

من ساعدك في التمويل من أجل اطلاق أعمالك؟

تلقيت الدعم من معمل الصابون، ومن عائلتي التي شجعتني على القيام بهذا المشروع.

الى من تتوجه "PinkLeaves"؟ ومن هم زبائنك اليوم؟

منتجات "PinkLeaves" تناسب جميع الميزانيات، لأنه باستطاعة الزبون أن يختار فكرة الباقة، والسعر المناسب له، والألوان والروائح التي يفضلها.

وبالتالي فإن منتوجاتي تتوجه الى جميع الناس، وتناسب كل الأعمار والأذواق والمناسبات.

هل تمكنت من ايصال "PinkLeaves" الى خارج لبنان؟

نعم، بفضل مواقع التواصل الاجتماعي وصلت الى الخليج العربي، وأوروبا، والولايات المتحدة.

كيف تواجهين المنافسة الموجودة في مجال صناعة الصابون؟

"معمل الصابون العربي" يقدّم الصابون العربي التقليدي، وبالتالي هو تاريخ بحد ذاته، وثبّت نفسه في السوق. أما من خلال "PinkLeaves"، فأنا أواجه منافسة نفسي، لأن عملي مميز وفريد من نوعه.

ولا بد من القول أن هناك العديد من الأشخاص الذي قلّدوا عملي بعد أن طرحت فكرتي، وهذا أحد أسباب وصولي الى ما أنا عليه اليوم. فالصابون موجود من العصور القديمة، لكن فكرتي الجديدة أوصلتني الى مكاني الحالي.

هل تعتقدين أن المنافسة والتقليد والنسخ هي عوامل ايجابية في مجال الأعمال؟

نعم بالطبع هي ايجابية، فالمصممة الفرنسية العالمية كوكو شانيل قالت: "if you want to be original be ready to be copied"، أي "اذا أردت أن تكون مميزا، عليك أن تكون جاهزا ليتم تقليدك". لذلك أنا سعيدة للغاية بالتقليد، وأعتبره فخرا بالنسبة لي.

ما هي الصعوبات التي تواجهك في عملك؟

عملي بحاجة الى وقت طويل، وبالتالي يأخذ كامل وقتي، لأن اسمي ومنتجاتي هي مسؤولية بحد ذاتها، وأنا أحترم وظيفتي الى أقصى الحدود.

من ناحية أخرى، أواجه بعض الصعوبة في ايصال المنتجات الى يد المستهلك بشكل ممتاز، في حين أن شركات النقل الموجودة في لبنان تصعّب هذا الأمر، لذلك أضطر أحيانا الى تسليم الأغراض بنفسي للمحافظة على الجودة.

ما هي الصفات والمؤهلات التي ساعدتك على التقدم؟

أولا، موهبتي التي أعطاني إياها الله، وقدرتي على ابتكار مفهوم جديد غير موجود في الأسواق، وتنفيذه مهما احتاج الأمر من تعب وجهد؛ فالحاجة هي أم الاختراع.

ثانيا، الدعم الذي أتلقاه من العائلة والمقربين، لأنني جزء من شركة عائلية، وبالتالي لطالما حصلت على الدعم المعنوي، والمادي، واليدوي أيضا.

ثالثا، مثابرتي على تحقيق حلمي، فأنا كنت أحلم دائما بتقديم منتج جديد، أتميز به عن غيري، ويكون بمثابة تاريخ يبقى حيّا من بعدي.

رابعا، صبري وإصراري على ابتكار الأفكار الجديدة، فأنا لا أكرر نفسي أبدا، بل أسعى دائما الى تقديم المنتجات المبتكرة والحديثة.

ما هي مشاريعك المستقبلية على الصعيد العملي؟

أسعى الى اطلاق مشغل يقدم مفهوما جديدا، ويكون تابعا لـ"معمل الصابون العربي". كما أطمح أن يكون إنتاجي وفني صفة تتميز بها منطقة صيدا، أو بمثابة رمز لصيدا. وأتمنى أن يتمّ توارث هذا المفهوم مع الأجيال القادمة، ويصبح فنا متداولا بين يدين الناس.

كيف تحققين التوازن بين عملك وحياتك الخاصة؟

يتحقق التوازن من خلال تنظيم الوقت، لكن هوايتي تغلبني في بعض الأحيان وتأخذ كامل وقتي؛ فعندما ألتمس ردة فعل الناس على عملي، وأرى مدى حبهم لمنتجاتي، أنسى التعب والجهد والوقت الطويل.

كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟

المرأة هي نصف المجتمع، ووراء كل رجل عظيم امرأة. لكن المعوقات التي تقف في طريق تقدمها، تكمن في عدم الوثوق بها وبقدراتها، والاستهتار بمقوماتها.

كيف تقيمين دور الرجل في لبنان بشكل عام وفي مسيرتك المهنية بشكل خاص؟

الرجل هو سند، ومن المفترض أن يكون الداعم الأول للمرأة. ورجال عائلتي ساندوني الى أقصى الحدود، وقدموا لي كل ما أنا بحاجة اليه، كما دعموني ووثقوا بي.

من ناحية أخرى، لا بد من الاشارة الى أن الانسان، أكان رجلا أم امرأة، سينجح حتما اذا أحب شيئا من كل قلبه، لأن لا أحد يأخذ مكان غيره.

ما هي الرسالة التي ترغبين في ايصالها الى المرأة اللبنانية؟

أنصح المرأة أن لا تيأس من حياتها، فطالما أنها لا تزال على قيد الحياة، ستجد الفرص والأمل في تحقيق طموحاتها.

وأقول لها: "أنتِ الحياة، ثابري على تحقيق طموحاتك وأحلامك". فحتى لو كانت المرأة زوجة وأم، عليها أن تحقق التوازن بين حياتها الخاصة والعملية، لأن المجتمع بدون امرأة هو مثل أرض بدون حياة.