لا شك أن قطاع صناعة المعرفة في لبنان يعد من القطاعات الأكثر نموا على الرغم من أنه مازال قطاعا ناشئاً ويحتاج الى الكثير من التطور والتقدم... إلا أن وجود حاضنات أعمال مهمة مثل "بيريتك"، "بادر"، "Speed" وغيرها، إضافة الى الدعم الكبير الذي يقدمه المصرف المركزي لهذا القطاع، والموارد البشرية المبدعة والمميزة التي يمتلكها لبنان .. تجعلنا نتفاءل بمستقبل هذا القطاع.

وقد أولى القطاع المصرفي والمؤسسات الخاصة والمستثمرين في لبنان خلال السنوات الأخيرة أهمية كبيرة للمؤسسات الناشئة الصغيرة والمتوسطة، ودعموا المبادرات الفردية الجدية والواعدة، لأن هذا النوع من الشركات أصبح ركنا أساسيا من أركان الإقتصاد الوطني، ويؤمن 90 إلى 95% من فرص العمل المتاحة في لبنان، كما تساهم في الحد من هجرة اللبنانيين، وبخاصة فئة الشباب المتعلم.

"CloudyPRO" واحدة من الشركات اللبنانية الناشئة التي تعمل في مجال الـ "Web Services"، والتي إستطاعت خلال 6 سنوات من العمل والجهد ان تبني إسماً لامعاً في السوق المحلي ... ولأن "CloudyPRO" نموذجا للشركات التكنولوجية القادرة على التوسع في السوق الإقليمي والعالمي، كان لـ "الإقتصاد" مقابلة خاصة مع المدير التنفيذي للشركة هادي الزغبي.

بداية أخبرنا عن شركة "CloudyPRO"... ما هي طبيعة عملكم؟

"CloudyPRO" هي شركة متخصصة بكل ما له علاقة بخدمات الويب "Web Services" ... وتخصصنا الأبرز هو بالاعمال المتعلقة بالـ "Servers"، حيث نمتلك مجموعة من السيرفرات (Servers) في مدينة فلوريدا الأميركية، مما يسهل عملية التواصل، ويزيد نسبة الأمان.

ولدينا قسم خاص بأعمال الـ "Web development"، حيث نقوم بتطوير مواقع إلكترونية وشبكات الإنترنت (Online Systems)، كما نقوم بتطوير التطبيقات الذكية الخاصة بالهواتف.

ولأن الـ "Web development" تحتاج إلى "Graphics" والتصاميم ، فنحن نملك قسم خاص بتصميم الشكل وإنجاز كافة الأمور المتعلقة بالـ "Graphics".

أما القسم الأخير فهو قسم متخصص بالـ "Web Marketing" و "Online Marketing"، ويهتم هذا القسم بالأمور التسويقية على الـ "Social Media" وغيرها.

في أي عام إنطلقت "CloudyPRO"؟ ومن كان صاحب الفكرة؟

"CloudyPRO" إنطلقت في العام 2012، وهي نتيجة لجهد شخصين، حيث أسست الشركة بالتعاون مع صديق لي كان يعيش في قطر ويعمل في مجال الـ "Web Services".

وبعد عودته إلى لبنان قمنا بتأسيس الشركة الناشئة "CloudyPRO"، بمجهود وتمويل شخصي عبر قروض من المصارف.

ومع الوقت بدأت اعمالنا تتوسع محليا، وإنتشر إسم الشركة بشكل أوسع وبطريقة لم نتوقها .. فإنتقلنا من مركز الشركة الأول الذي كان عبارة عن مكتب صغير في كورنيش المزرعة، إلى مركز اكبر في منطقة قريطم – بيروت.

والسبب وراء نجاح الشركة، هي ملاحقة اعمالنا، فنحن لا نترك الزبون بعد الإنتهاء من تطوير الموقع الخاص به أو التطبيق الذكي .. إذ نقوم دائما بتزويده بالتحديثات "Updates" دون أن يطلب ذلك، وهذا يزيد من ثقة الزبائن بالشركة.

كم يبلغ عدد الموظفين في الشركة اليوم ؟

في البداية كان عدد الموظفين قليل جداً، وكنا نقوم بالعمل بمفردنا إجمالاً .. ولكن اليوم أصبح لدينا حوالي 15 موظف، 8 منهم ثابتين، و7 أخرين "Freelancers".

ما هي الصعوبات التي واجهتكم في السوق اللبناني؟

السوق اللبناني جيّد، ولكن الصعوبة تكمن في إقناع الزبائن بالخدمات التي نقدمها، وإقناعه بدفع الأموال مقابل تلك الخدمات .. فالشركات اللبنانية بمعظمها مازلت تعمل بالطريقة القديمة وغير مقتنعة بضرورة إمتلاك موقع إلكتروني وصفحات على مواقع التواصل الإجتماعي للتسويق من خلالها.

من جهة أخرى نعاني أيضا من مشكلة الشركات التي تعمل في مجال الـ "Web Services" في السوق اللبناني بطريقة غير إحترافية .. مما يساهم في تراجع ثقة الزبائن بالشركات المحلية العاملة في هذا المجال.

أضف إلى ذلك أن هناك مشكلة في الدفع وتأمين السيولة، فالشركات اللبنانية تعاني من الوضع الإقتصادي السيء، لذلك نضطر في بعض الأحيان أن نكون مرنين في التعامل مع الزبائن فيما يخص الأسعار أو المقابل المادي.

هل تتمركز أعمالكم في السوق اللبناني فقط؟

معظم أعمال "CloudyPRO" هي في السوق المحلي، ولكن منذ عام 2012 وحتى اليوم عملنا على عدد لابأس به من المشاريع في دول أوروبية وعربية، مثل قطر، فرنسا، ألمانيا وغيرها.

ما رأيكم بقطاع صناعة التكنولوجيا في لبنان؟ وما الذي ينقصنا للتطور أكثر في هذا المجال؟

في لبنان مازلنا نعاني كثيراً من مشكلة الثقة، وهنا أعني الثقة بالشركات المحلية التي تعمل في مجال التسويق والبيع عبر الإنترنت (e-commerce) أو ما يعرف بالتجارة الإلكترونية ... فاللبناني اليوم لا يثق كثيرا بالمواقع الإلكترونية المحلية، والشركات المحلية التي تعمل في هذا المجال عانت كثيرا كي تصل إلى النجاح مثل "Ishtari"، "Makhsoum"، "GoSawa" وغيرها.

لذلك اعتقد ان السوق اللبناني يحتاج إلى الثقة، وهو يتطور شيئاً فشيئاً، لكن مازلنا نحتاج إلى الكثير.

من جهة اخرى مازالت العقلية اللبنانية قديمة بعض الشيء في مجال الأعمال، فالكثير من أصحاب الأعمال لا يعرفون أهمية التسويق الإلكتروني وامتلاك موقع خاص، ويفضلون إستخدام الوسائل القديمة للتسويق مثل الجرائد والمجلات والتلفزيونات ... ولكن بنفس الوقت الجيل الجديد والشباب الذين بدأوا بإستلام الأعمال عن أبائهم، عرفوا أهمية ركوب الموجة، وبدأوا يطورون أعمالهم من خلال إنشاء مواقع إلكترونية وتطبيقات ذكية وغيرها.

لذلك انا متفائل بمستقبل هذا القطاع في لبنان، خاصة ان أي خدمة وأي منتج، تقديمه والتسويق له "Online" على شبكة الإنترنت.