إنشاء مساحة عمل تحفز الموظفين على الإبداع والابتكار يمكن أن يكون تحدياً في بيئة حضرية مثل سنغافورة، ولكن بطريقة ما يمكن تكييف وتطويع نموذج معين وجعله يناسب الدولة المدينة، وفقاً لمدير قسم الاستراتيجية العقارية لدى ​مايكروسوفت​ "وليام لي".

وهذا هو النهج الذي يتبعه صندوق الثروة السيادية السنغافوري، كما قال مدير عمليات الصندوق كو جوه كوك في تصريحات له أمس على هامش قمة معهد الأراضي الحضرية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، بحسب تقرير نشرته "سي إن بي سي".

وخلال حديثه على هامش اجتماعات نفس القمة، قال "لي" إن هناك اختلافاً في الرؤى داخل "مايكروسوفت" حول الشكل المثالي لمساحة العمل التي يمكنها تشجيع الموظفين على التفاعل والإبداع.

وأوضح "لي" أن هناك فريقا يعتقد أن مساحة العمل يجب أن تكون أكثر انفتاحاً على المجتمع إذا أرادت الشركة أن تستمر لخمسين سنة قادمة، وذلك في مقابل رأي آخر مفاده أن شركة تكنولوجيا مثل "مايكروسوفت" لديها قدر كبير من الملكية الفكرية، وبالتالي لحماية تلك الملكية يجب ألا تكون مساحة العمل منفتحة وحرة تماماً.

في الحقيقة أغلب مساحات العمل التابعة لـ"مايكروسوفت" تجمع بشكل مبدع وفريد بين الرأيين. ولكن في بيئة حضرية مثل سنغافورة، يصبح الأمر أكثر صعوبة، حيث لا توجد الكثير من الأراضي، لذلك أصبحت المدينة مليئة بالمباني شاهقة الارتفاع.

تشير البحوث إلى أن الثقافة المسيطرة على مساحات العمل يمكنها التأثير على استعداد الموظفين لتحمل المخاطر، ويمكن كذلك أن تساهم في خلق بيئة أكثر تعاونية تسمح لعقليات مختلفة بمناقشة الأفكار ومساعدة بعضهم البعض.

وفي الواقع، يعتبر خلق مثل هذه الثقافات بمثابة هدف للمدن التي تسعى إلى أن تصبح "مراكز ابتكار" عالمية يمكنها جذب المواهب والاستثمار على حد سواء.