رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة فقط، حيث أن الانسان يستطيع أن يحوّل الأفكار والمشاريع والأعمال الصغيرة إلى علامات تجارية فارقة، تنال شهرة واسعة وانتشارا كبيرا على الصعيدين المحلي والعالمي، وذلك بإصراره وشغفه واجتهاده.

وهذا ما سارت عليه سيدات ورجال أعمال عدة في مختلف المجالات، ومنهم مؤسسة "Thimbelina’s Boutique"، زينة طيسون، التي تبحث دائما عن كل ما هو جديد، لكي تكون السباقة في التجدّد والإبداع.

كان لموقع "الاقتصاد" مقابلة خاصة مع طيسون، للتعرف الى مسيرتها المهنية، وتطلعاتها المستقبلية، ورؤيتها لواقع المرأة اللبنانية اليوم.

من هي زينة طيسون؟ وكيف قررت تأسيس "Thimbelina"؟

ولدت في الامارات، حيث تابعت المراحل المدرسية كافة. وبعد ذلك، عدت الى لبنان، وتخصصت في التصميم الغرافيكي في "الجامعة اللبنانية الأميركية"، "LAU".

بعد التخرج، عملت قليلا في مجال تنظيم الحفلات، وقررت بعدها الجمع ما بين شغفي للتصميم، وحبي للأطفال والألوان، في فكرة واحدة؛ ومن هنا انطلقت الشركة العائلية "Thimbelina" في العام 2007، ومشغلنا متواجد اليوم في منطقة الجمهور.

أما مفهوم العلامة التجارية، فيكمن في كونها صناعة لبنانية يدوية، حيث أننا نعمل مع عدد كبير من النساء اللبنانيات.

من هم زبائن "Thimbelina"؟

"Thimbelina" تتوجه الى الأمهات والجدات، وجميع الأشخاص الذين يرغبون في تقديم هدية خاصة بولادة طفل، أو بمناسبة الـ"baby shower".

كيف تمكنت من ايصال علامتك التجارية الى خارج لبنان؟

من خلال موقع "انستغرام"، تلقينا عددا كبيرا من الطلبيات من خارج لبنان.

ومن جهة أخرى، لدي عائلة ممتدة في جميع بلدان العالم، كما هو الحال مع جميع اللبنانيين، وبالتالي تمكنت من خلال الأصداء الايجابية، من توسيع العلامة التجارية ونشرها أكثر فأكثر.

وقد وصلنا الى استراليا، رومانيا، اسبانيا، فرنسا، لندن، الولايات المتحدة، ودول الخليج العربي.

كيف تواجهين المنافسة الموجودة في الأسواق اليوم؟

أنا أنظر الى المنافسة بطريقة ايجابية بحت، لأنها تعني أنه بات لدى المجتمع وعي واهتمام بالأعمال اليدوية. وبالتالي أؤمن بأن المنافسة بنّاءة وتساعد على تقدم الأعمال.

ولكن لا توجد منافسة مباشرة، لأن كل شخص يتميز بأفكاره وتصاميمه الخاصة، وبالتالي لا تتأثر "Thimbelina" بالمنافسين.

ما الذي يميز "Thimbelina" عن غيرها؟

تصاميمي مميزة، وخاصة الدمى والعرائس (dolls)، فأنا أقدم كل المجموعات بحسب ما أستوحيه؛ وفي المجموعة الأخيرة، ركزت على موضوع الغابة المسحورة، وأطلقت مجموعة باسم "Little Wildflower".

من جهة أخرى، أنا لا نسخ أو أقلد أحد، بل أصمم المجموعات من أفكاري الخاصة. كما أركز على أدق التفاصيل والتصاميم والألوان المستخدمة، لأننا نقدّم "جهاز الطفل" (Trousseau bébé)، وبالتالي نخصّص التصاميم ونعدّلها بحسب غرفة كل طفل.

ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال العمل؟

وضع البلد غير المستقر يؤثر حتما على البيع، وبالتالي بامكان الحركة أن تكون أفضل، لكنني أشكر الله على الاستمرارية والاقبال الذي نلقاه.

ما هي الصفات التي ساعدتك على التقدم والنجاح؟

شغفي بما أقوم به، فأنا شغوفة الى أقصى الحدود بعملي، وأستمتع بخلق التصاميم للأطفال، لأنني أحبهم كثيرا. وبالتالي عندما يكون الانسان شغوفا بشيء ما، سينجح حتما.

كما أن منتجاتنا فريدة من نوعها، وخاصة الدمى اليدوية الصديقة للطفل والمتميزة في تصاميمها.

ما هي طموحاتك ومشاريعك المستقبلية؟

نسعى في الوقت الحاضر للتوسع الى أوروبا، والولايات المتحدة، والخليج. أما طموحي الأكبر، فهو أن تتواجد مجموعاتي في المتاجر المتخصصة في الأطفال في جميع أنحاء العالم، من أجل التسويق والترويج للإنتاج اللبناني والأعمال الحرفية اللبنانية.

كيف تحققين التوازن بين عملك وحياتك الخاصة؟

كمصممة أنا لا أحصل على استراحة أبدا، ويبقى عقلي منشغلا دائما في التصاميم. لكنني أحب عملي، لذلك لا أشعر أنه وظيفة أو واجب عليّ.

ما رأيك بالتقدم الذي حققته المرأة في لبنان؟​​​​​​​​​​​​​​

المرأة اللبنانية باتت تصل الى طموحاتها وتحقق أحلامها، وأنا في نطاق عملي، أتعامل مع أكثر من 25 امرأة، وبالتالي أرى أنها عنصرا أساسيا وفاعلا في المجتمع، وأصبحت قادرة على دعم أسرتها ومنزلها وأولادها.

​​​​​​​

كيف تقيمين دور الرجل في مسيرتك المهنية الخاصة؟

لقد تلقيت دعما واسعا ومتواصلا من والدي وشقيقي.

ما هي نصيحة زينة طيسون الى المرأة؟

عندما تسعى المرأة الى تحقيق أحلامها ستصل حتما.