بعد ظهر ذات يوم، كانت نهى ديمتري وريما مارديني، تجلسان معا وتقدّمان الأفكار من أجل خلق مفهوم خاص وجديد، مريح وعصري، وبأسعار معقولة. فتوجهت نهى إلى غرفتها وعادت مع قطعة من القماش؛ ولم تعلما حينها، أن هذه القطعة ستكون البداية لعلامة تجارية ناجحة. فبعد بضعة أيام، عادت القطعة من متجر الخياطة، ورأت المرأتان حلمهما يتحول إلى حقيقة، وذلك من خلال قميص فريد من نوعه، يناسب كل امرأة وجميع المناسبات.

وكما خططتا، انطلقت الأعمال، وتغيرت التصاميم، وتم إطلاق المفاهيم والأفكار المختلفة في كل مرة، وبالتالي تطورت "House of Paisley" بنجاح عاماً بعد عام. وحتى اليوم، تمكنتا من إنتاج مئات القمصان، والسترات، والفساتين، وبيعها، ونشر علامتهما التجارية في الأسواق المحلية والعالمية.

فلنتعرف أكثر إلى الشريكة المؤسسة للعلامة التجارية "House of Paisley"، الموجودة اليوم في منطقة مار مخايل في بيروت، ريما مارديني، في هذه المقابلة التي خصت بها موقع "الإقتصاد":

من هي ريما مارديني؟ وكيف قررتِ تأسيس "House of Paisley" مع شريكتكِ نهى ديمتري؟

تخصصت في مجال التسويق، أما شريكتي نهى فكانت صديقتي منذ الطفولة، لذلك بدأنا منذ حوالى عشر سنوات في صناعة الألبسة الجاهزة وبيعها. وبعد فترة، تطوَّرنا واتجهنا نحو تصميم القمصان (t-shirts)، المطبوع عليها الجمل والرسومات عن لبنان؛ فنحن أردنا إطلاق مشروعنا الخاص، ومع الوقت قمنا بزيادة المنتجات.

من أين حصلتما على التمويل في البداية؟

التمويل كان شخصياً، حيث إننا سعينا إلى تأسيس مشروعنا الخاص بهدف الترفيه والتسلية.

من هم زبائن "House of Paisley" اليوم؟

أسعارنا ليست مرتفعة، وبالتالي نسعى للوصول إلى كل امرأة ترغب في ارتداء ملابس مختلفة ومميزة.

ولا بد من الاشارة إلى أن البعض يعتقدون أن القمصان محصورة بجيل الشباب، لكن جميع الفئات العمرية تستطيع ارتداءها اليوم، لأنها تجاري الموضة؛ لذلك أطلقنا مجموعة خاصة بالرجال، وسوف نطلق قريباً مجموعة للأولاد.

كما أن المتغربين اللبنانيين يحبون منتجاتنا كثيراً، لأنها تذكرهم ببلدهم الأم لبنان.

كيف تواجهين المنافسة الموجودة في الأسواق اليوم؟

عندما بدأنا بالعمل، لم تكن المنافسة واسعة في صناعة القمصان، لكن الكثيرين أطلقوا اليوم علامات تجارية مشابهة لـ"House of Paisley" لأنهم رأوا أنها تجارة جيدة. لكنهم لا يستطيعون تقليدنا ومنافستنا أبداً، لأن كل قمصاننا تحكي قصص مميزة.

ما الذي يميز "House of Paisley" عن غيرها؟

نحن نسعى دائماً إلى زيادة المنتجات، وتقديم الأفكار، والقصات، والطبعات، والأقمشة، والألوان الجديدة، التي تعطي رونقاً خاصاً ومميزاً للقطع. كما أن بعض القطع التي نبيعها تكون ذات إصدار محدود.

هل تمكنتما من إيصال العلامة التجارية إلى خارج لبنان؟

لم نصل بعد إلى الخارج بشكل رسمي، لكن المغتربين اللبنانيين يقصدوننا دائما، ويتواصلون معنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويتحمّسون لشراء منتجاتنا، لأنها تشعرهم بالحنين إلى لبنان. كما لدينا عدد من الزبائن في دبي والسعودية وقطر.

من ناحية أخرى، شاركنا خلال السنة الماضية، في معرض في العاصمة الأميركية واشنطن، وتمكنا من بيع جميع القطع في أول يومين؛ وأنا أشكر الله على هذا النجاح.

ما هي مشاريعكما المستقبلية؟

نطمح للوصول إلى الخارج بشكل أوسع، والتواصل مع أشخاص أكثر.

ما هي الصفات التي أسهمت في نجاحك كامرأة عاملة؟

نهى وأنا، نشعر بالشغف لعملنا، كما أننا أصدقاء منذ أيام الطفولة، ولدينا العديد من الأمور المشتركة، لذلك نتفق مع بعضنا البعض، ونفكر مثل بعضنا البعض، كما وتعرفنا إلى أذاوق بعضنا؛ وهذه العوامل ساعدت في تطور العمل وتقدمه.

من جهة أخرى، نحن نتابع أحدث صيحات الموضة، ونركز على متطلبات السوق. كما أننا نشارك في العديد من المعارض المحلية، وفي كل معرض نتعلم شيئاً جديداً، ونستمع إلى زبائننا وإلى الأصداء الإيجابية التي تشجعنا على الإستمرار.

ولا بد من الإشارة إلى أننا نسعى دائماً للمحافظة على النوعية الممتازة، كما أن صناعتنا هي لبنانية 100%، وهذا الأمر يشجع الناس على الشراء.

هل شعرت يوماً بالتقصير تجاه حياتك الخاصة وعائلتك بسبب انشغالك بالعمل؟

لم أشعر بالتقصير لأنني أهتم كثيراً بالتنظيم والتخطيط، وأعمل منذ ساعات الصباح الأولى، وحتى عودة الأولاد من المدرسة. والأمر ذاته يحصل مع شريكتي نهى، وبالتالي نقسّم أوقاتنا ونساعد بعضنا البعض.

فنحن نحب أن نعمل بأيدينا، ولا نعتمد على الموظفين فحسب. كما أن عائلة كل واحدة منا، تتفهم هذا الواقع، وتساعدنا في المعارض، وتحب عملنا.

كيف تقيمين وضع المرأة اللبنانية في سوق العمل اليوم؟

المرأة تقدمت حتماً، وتغير وضعها بشكل محلوظ، كما بات لديها صوت، وقوة، وحضور. فكل النساء من حولي يعملن، وليس من أجل زيادة المدخول والأرباح المادية، ولكن بهدف تحقيق الذات، وزيادة الثقة بالنفس، والحصول على مسيرة مهنية ناجحة.

فالمرأة تريد العطاء أكثر، وهي قادرة على العطاء كثيراً، وعلى إحداث فرق في المجتمع.

ما هي نصيحة ريما مارديني؟

أنصح المرأة أن تتابع طموحاتها، وتناضل من أجل تحقيق أحلامها، ولا تقف عند أي حاجز أو عائق، لأن وجودها مهم، ولمستها أساسية في المجتمع.