أطلقت وزارة السياحة مؤخراً المشروع السياحي "Visit Lebanon 2017"، للمرة الأولى في لبنان والمنطقة أيضاً، وذلك بهدف تعزيز صورة البلد السياحية، وعرض الخدمات المتنوعة التي يقدمها القطاع المحلي في مجالات عدة، مثل الفنادق، والمطاعم، ومكاتب السفر والسياحة، والشقق المفروشة، وبيوت الضيافة، وغيرها.

وتهافت أكثر من ألف شركة سياحة وسفر، ومنظمي رحلات، وحفلات، ومؤتمرات، وشركات، ومؤسسات خاصة، من أكثر من 70 دولة من حول العالم، من أجل المشاركة في المنتدى الدولي الأول للسياحة والمؤتمرات، واختارتشركة "Globe Network"المكلفة من قبل وزارة السياحة بعملية التنظيم، من تراهم جديين، فرست عملية الإختيار على 150 شركة من 42 دولة تعتمد الشرق الاوسط كوجهة سياحية لها.أما الغاية من هذا المشروع فهي تفعيل الشراكة مع مؤسسات سياحية أجنبية، وإيجاد مساحات للتعاون والإستثمار السياحي مع نظرائها في لبنان.

فإلى أي مدى سيسهم هذا المنتدى في تنشيط السياحة الداخلية؟ وكيف استفادت الشركات اللبنانية منه؟ ومتى سنبدأ بالتماس نتائجه؟

هذه الأسئلة وغيرها أجاب عليها نقيب أصحاب المؤسسات السياحية البحرية، ​جان بيروتي​، بعد مشاركته في المنتدى، في مقابلة خاصة مع "الإقتصاد":

- برأيك، إلى أي مدى سوف يساعد مشروع "Visit Lebanon 2017" على تنشيط القطاع السياحي في لبنان؟

منتدى السياحة حقق نجاحات كبيرة، أكثر مما كنا نتوقع، كما أنه الوسيلة الوحيدة والأسرع والأنجح، لكي يعاود لبنان التواصل مع العالم السياحي الموجود في الخارج، وذلك من خلال عرض المنتج اللبناني، وإظهار قدرات هذا البلد أمام خبراء السياحة العالميين، الذين ينظمون بالأساس الرحلات والمعارض والمؤتمرات.

- هل سيأتي هذا المنتدى بنتائج ملحوظة، مع العلم أن الحِزَم التي أطلقتها وزارة السياحة منذ فترة، لم تكن نتائجها جلية على القطاع السياحي المحلي؟

الحزم التي أطلقتها وزارة السياحة كانت بمثابة عمل مشترك ما بين الوزارة وخطوط الطيران. وبرأيي الشخصي، كان هذا المشروع يفتقد إلى النتائج، لأننا لا نعاني من أي مشكلة على مستوى القطاع السياحي، بل إن المشكلة الأساسية تكمن من ناحية تكلفة السفر إلى لبنان؛ وهذا الأمر يجب أن يستدعي حصول عمل مشترك ما بين الدولة اللبنانية، وشركة "طيران الشرق الأوسط". ولهذا السبب لم تأتِ هذه المبادرة بأي نتيجة، ونحن بالأساس لم نكن نتوقع أن نشهد نتائج ملحوظة. مع العلم أنني كنت بالأصل قد تقدمت شخصياً بمشروع لدعم تذكرة السفر من قبل مجلس الوزراء.

لكن من ناحية أخرى، فإن مشروع "Visit Lebanon 2017"هو حقيقي، ويركز على مقاصد جديدة يبحث عنها الناس. وبالتالي يستطيع لبنان أن يكون مقصداًكان قد غاب عن الساحة،لكنه قادر حتماً على استعادة دوره اليوم؛ وبالتالي سنشهد عودة الجهات المعنية إلى تنظيم الرحلات، بالتعاون مع القطاع الخاص، وذلك من خلال خلق رحلات منظمة باتجاه لبنان، على مستوى تنظيمكبير أو فردي.

- متى سنبدأ بملاحظة نتائج هذا المشروع؟

النتيجة لن تظهر قبل ثلاثة أشهر، لأن الشركات والأفراد الأجانب الذين غادروا لبنان فور انتهاء المنتدى وعادوا إلى بلدانهم، بحاجة إلى بعض الوقت من أجل تنظيم الرحلات، والتواصل مع زبائنهم ومعنا.

لذلك سوف يستدعي الأمر القليل من الوقت لكي نشهد النتائج. فنحن هدفنا ليس الموسم السياحي خلال الصيف، بل نسعى للترويج لهذه الرزم خارج الموسم السياحي. لأن الإشغال يجب أن يكون مرتفعاً جداًخلال الموسم، والنتائج ستكون أفضل.

لكننا نسعى إلى استقطاب السياح خارج الموسم السياحي، أي خلال الفترات التي تتراجع فيها الحركة، وهذا ما سوف يؤدي إلى نتائج ملحوظة، وإلى تحسينات في القطاع السياحي اللبناني.

- ما رأيك بالأرقام الصادرة حول ارتفاع عدد السعوديين القادمين إلى لبنان بنسبة 212% في شهر نيسان؟

إذا جاء شخص واحد، وجاء بعده اثنان تصبح النسبة 300%، وبالتالي فإن هذه الأرقام لا يمكن أن تدلّ على الكثير من الأمور. لكننا نعلم جميعاًأن معظم اللبنانيين الذين يعيشون في الإتراب يدخلون الأراضي اللبنانية بأوراق الإقامة، لكي يسترجعوا الضريبة على القيمة المضافة من مشترياتهم لدى خروجهم من لبنان.

لكننا نشهد حتماً حركة خليجية باتجاه لبنان، كما أن عيد الفطر سوف يستقطب المزيد من السياح الخليجيين، ولكن ليس بالحجم المنشود الذي نتمناه. إنما هذا الموضوع سياسي بحت، وبالتالي فإن حلوله سياسية أيضاً، وليست أبعد من ذلك.

- هل هناك تفاؤل من قدوم السياح إلى لبنان خلال موسم صيف 2017؟

مشكلة صيف 2017 تشبه المشكلة التي عانينا منها في العام 2016، أي أن شهر رمضان المبارك يأخذ شهراً كاملاً من فصل الصيف. واليوم نتمنى أن تكون الحركة مثلما كانت في السنة الماضية أو أكثر قليلا، ونتوقع أن نشهد قدوم عدد كبير من المغتربين اللبنانيين.

- كيف كانت الحركة في المسابح والمؤسسات السياحية البحرية مع انطلاقة الموسم؟ هل تمكنت جميع المؤسسات من فتح أبوابها هذه السنة؟

بالطبع، تمكنت المؤسسات كافة من فتح أبوابها بجهوزية كاملة، لكن الطقس السيء والمتقلّب والممطر الذي خيّم على لبنان خلال الفترة الماضية أدى إلى بعض التراجع في الحركة، وبالتالي لم تكن الإنطلاقة قوية كما كنا نأمل.

نتمنى مع انتهاء شهر رمضان المبارك، الذي يأخذ نسبة حوالى 60% من حجم العمل، أن تعود المؤسسات السياحية البحرية إلى الحصول على دورها الأساسي. ولكن بعد هذه الفترة، سوف يتبقى شهر ونصف فقط من موسم الإصطياف، ولا نعلم كيف ستتمكن المؤسسات من تحمل جميع التكاليف والمصاريف خلال هذه الفترة القصيرة.