ربطت دراسة حديثة نشرتها الدورية الأميركية لعلم الأوبئة بين تردي الصحة الجسدية النفسية و"فيسبوك"، إذ كشفت أنّه تمضية وقت طويل على الموقع الأزرق يؤثير سلباً على صحة المرء ويقلّل إحساسه بالرضا عن حياته، مسلّطة الضوء على أهمية العلاقات الإنسانية.

الدراسة التي أعدّها هولي بي شاكيا من جامعة كاليفورنيا ونيكولاس كريستاكيس من جامعة يال وشملت 5208 راشداً جرت مراقبة صحتهم العقلية وحياتهم الاجتماعية لمدة سنتين، مكّنت العلماء من مراقبة صحة المشاركين وحياتهم الاجتماعية وبالتالي رصد التغيّرات في مشاعرهم وتصرفاتهم.

في هذا الإطار، راقب العلماء عدد المرات التي يضغط فيها المشاركون على زر الإعجاب وعلى منشورات غيرهم من مستخدمي "فيسبوك" من جهة والتي يحدّثون فيها حالتهم من جهة ثانية. كما وسُئل المشاركون عن عدد المرات التي يخرجون فيها برفقة أصدقائهم ومعارفهم في العالم الحقيقي وعن مدى قربهم منهم وعن مدى إحساسهم بالرضا عن حياتهم وصحتهم العقلية ووزنهم.

في هذا السياق، لفتت الدراسة إلى أنّ احتمال معاناة الشخص الذي "يُعجب" بمنشورات مستخدمي "فيسبوك" الآخرين أو يضغط على الروابط التي ينشرونها أو يحدّث حالته من مشاكل عقلية وجسدية يزيد بنسبة تتراوح بين 5 و8 في المئة.

وعليه، شدّد شاكيا وكريستاكيس على أنّ سلامة الصحة النفسية والجسدية مرتبطة بالعالم الحقيقي وليس الافتراضي والتواصل الاجتماعي وجهاً لوجه، أي أنّه ينبغي لمستخدمي "فيسبوك" الخروج مرّات أكثر مع أصدقائهم وأفراد عائلتهم وبالتالي الحفاظ على علاقاتهم الإنسانية بالآخرين متينة.

من جهته، ردّ "فيسبوك" على هذه الدراسة بنشر أخرى شارك فيها البروفيسور روبرت كروت من جامعة كارنيغي ميلون كشفت أنّ تأثير الإنترنت على الصحة متعلق بطريقة استخدامه.

يُذكر أنّ هذه ليست الدراسة الأولى التي تكشف آثار "فيسبوك" السلبية، إذ بيّنت أخرى أنّ واحداً من أصل 1787 أميركيين يجد أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تزيد الإحساس بالعزلة، فيما خلصت واحدة إلى أنّ واحداً من أصل 1500 بريطانياً يعتبر أنّ المواقع الإلكترونية التي تعمتد على الصور على وجه التجديد تعمّق مشاعر القلق وعدم الكفاية بالمقارنة مع الغير.