لبنان هو أرض الموضة والجمال، ومركز الأزياء والتسوق، ولطالما كان مجال تصميم الأزياء محركاً أساسياً للاقتصاد، خاصة وأن بيروت معروفة بكونها عاصمة الموضة بين البلدان العربية الأخرى.

فراس أبو حمدان​ هو أحد المصممين اللبنانيين الذين رفعوا اسم لبنان في عدد كبير من دول العالم، فاستطاع أن يحتل موقعاً مهماً في عالم تصميم الأزياء الراقية محلياً، وإقليمياً وعالمياً.

عن انطلاقته المهنية، وطموحاته ومشاريعه المستقبلية، وأسلوبه المميز، كان لـ"الإقتصاد" هذا الحوار الخاص والمميز معه، لنتعرف إليه أكثر:

- من هو فراس أبو حمدان؟

تخرجت من "College Artistique de la Mode Moderne"، "C.A.M.M"، وبدأت العمل في مجال تصميم الأزياء منذ العام 2000.

وافتتحت أول دار للأزياء في الكويت في العام 2003، وكنت أعمل حينها بين الكويت وبيروت.

في العام 2008، عدت إلى لبنان وقررت فتح مشغل خاص بيفي منطقة سن الفيل في بيروت.

- لماذا قررت العودة والإستقرار في لبنان؟

لقد كانراسخاً عندي أنني سأعود إلى بلدي في النهاية، وبالتالي فضّلت العودة في بداية الطريق للإنطلاق من جديد من بيروت. فلبنان بلد جميل،كما أنه عاصمة الموضة بين الدول العربية.

- لماذا اخترت العمل في مجال تصميم الأزياء بالتحديد؟

لم أختر هذا المجال،بل هو اختارني منذ أن كنت صغيراً، فأنا أحبه كثيراً، وأعتبره بمثابة هواية؛ وهذه الهواية تحوّلت إلى دراسة، ومن ثم إلى مسيرة مهنية.

- هل تلقيت الدعم المعنوي من العائلة؟

نعم بالطبع تلقيت دعماً كبيراً وتشجيعاً متواصلاً من أسرتي، كما أن والدي هو خياط رجالي، وبالتالي فإن مجال الأزياء موجود في المنزل منذ وقت طويل.

- كيف تمكنت من نشر اسمك بين الأسماء الكبيرة الموجودة في السوق؟

المنافسة جميلة، ولولا وجود الأسماء الكبيرة لما استمرينا بالعمل. فكل شخص يأخذ مكانه، وعملي هو من فرض مكاني. كما أن تصاميمي النظيفة والمميزة حجزت لي موقعاًبين المصممين الكبار، ووضعتني على السكة الصحيحة منذ البداية؛ فأنا أفرض نفسي بعملي وبزبائني.

- ما هو الإنجاز الأكبر الذي حققته على الصعيد المهني إلى حد اليوم؟

لم أحقق الإنجاز الأكبر بعد، بل أعتبر أن كل عمل أقوم به هو بمثابة إنجاز.

- ما هي البلدان التي تمكنت من الوصول اليها؟

وصلت إلى لبنان، الكويت، مصر، العراق، السعودية، دبي،وأبوظبي، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، ألمانيا، وباريس.

- كيف تمكنت من التوسع إلى تلك البلدان؟

أولا، وسائل التواصل الإجتماعي تساعد كثيراً على الإنتشار، وتختصر نصف الطريق؛ فهناك العديد من التصاميم التي أبيعها عبر الأنترنت،ولم أواجه أيصعوبة من هذه الناحية، إن كان من ناحية المقاسات أو الشحن، وبالتالي فإن كل الأمور مسهّلة وتسير باحترافية.

وثانيا، الأصداء الايجابية من الزبائن تأتي بالمزيد من الزبائن.

ولا بد من الإشارة إلى أن دراسة الخطوات المستقبلية تشكل أمرا أساسياً وبديهياًفي عملي؛ فأنا أتابع أدق التفاصيل لأن الخطأ ممنوع.

- وماذا عن الصعوبات؟

الصعوبات موجودة لكنها تحت السيطرة، فقد بدأت بالعمل منذ العام2000، ولم أشعر يوماًأنني وصلت إلى طموحاتي، بل أعتبر دائما أنني متبدئ، ولا يزال لدي الكثير من الأمور لأتعلمها وأقدمها.

من ناحية أخرى، بات الناس يحبّذون التصاميم السريعة،كما أن الوضع الإقليمي يؤثر كثيراً علينا من ناحية الإقبال، فنحن نعيش في ظل محيط متعب، وهنا تكمن الصعوبة الأكبر.

- برأيك، ما هي مقومات النجاح في أي مجال كان؟

النجاح هو ثمرة الدراسة،والحصول على فريق عمل ناجح. بالإضافة طبعاً إلى الإهتمام بالعمل، فأنا أكشف على كل قطعة من الألف إلى الياء قبل أن تخرج من المشغل، وبالتالي عندما يركز الإنسان في عمله إلى هذه الدرجة ، ويحافظ على تواضعه، سينجح حتماً.

وأنا أشجع كل شاب وصبية في أي مجال كان، أن يعملوا من كل قلبهم ويقدموا أفضل ما لديهم دائما.

ولا بد من الإشارة إلى أنني حصلت على عدد من الجوائز والتكريمات من لبنان ومصر، فإلى جانب عملي كمصمم للأزياء، أهتم بالأعمال الخيرية وأنا عضو في "Lions Club". لكن التكريم الأكبر بالنسبة لي، هو رؤية امرأة جميلة ترتدي من تصاميمي، وتكون سعيدة بمظهرها.

- هل شعرت يوماً بالتقصير تجاه حياتك الخاصة بسبب انشغالك بالعمل؟

نعم بالطبع، فأنا أفصل حياتي الخاصة عن العمل، لأن حياتي بأكملها تتمحور حول العمل، وأنا شخص مدمن على العمل؛ بحيث أنني أبقى في المشغل لمدة 24 ساعة متواصلة في المشغل، وهذا لأنني أحب عملي إلى هذا الحدّ!

- ما هي مشاريعك وطموحاتك المستقبلية؟

طموحاتي كثيرة، وأسعى إلى إطلاق مجموعة من الألبسة الجاهزة (prêt a porter)، لأنانتشارها سيكون أوسع من الألبسة الراقية (haute couture). كما أن الناس سيتعرفون عليّ أكثر، وستكون تصاميمي حينها بمثابة علامة تجارية.

من جهة أخرى، أسعى إلى العرض في العاصمة الفرنسية باريسمجدداً. وبالتالي فإن حدودي هي السماء.

- ما هي النصيحة التي تود إيصالها إلى جيل الشباب في لبنان؟

نصيحتي أن لا يشعروا باليأس أبداً، لأن الحياة أمامهم؛ فجميع المجالات تحتوي على صعوبات، لذلك عليهم أن يتحلوا بنفس طويل، ويعملوا من كل قلبهم، وحينها سيصلون حتماً. حيث إنه لايوجد شخص عمل من قلبه وأحب عمله، ولم يصل.

الصعوبات موجودة حتماً، لأن النجاحات التي تأتي بسهولة سوف تختفي بسهولة أيضاً.

من ناحية أخرى أقول لهم "أحبوا لبنان، رغم أنه قاسٍعلى شبابه".

وأود أيضا توجيه نصيحة إلى كل امرأة،بأن تحافظ على هويتها الخاصة، ولا تسعى إلى تقليد أحد. وأقول لها :"كوني أنتِ وأحبي نفسك". فالمرأة اللبنانية بالتحديد محبوبة من الجميع، لذلك عليها أن تحافظ على بساطتها، وجمالها، ونشاطها، وحيويتها.