هو خير مثال للأشخاص الذين عَلِموا ما يريدون من الحياة العملية من البداية، وجدوا شغفهم في مجالٍ معيّن وانطلقوا لتحقيق المراد. عادل حمدان هو مدير مؤسسته الخاصة للإستشارات ، الأعمال المصرفية والدراسات الإقتصادية، شارك في مؤتمرات مصرفية وإقتصادية عدة، ودورات وندوات وورش عمل داخل لبنان وخارجه، وله مقالات عدة في مجلّات مالية وإقتصادية لبنانية؛ مؤلف كتاب "الإقراض المصرفي - قواعد ومفاهيم"، أمين هيئة تشجيع التعليم العالي في رابطة العمل الاجتماعي - لبنان؛نائب رئيس سابق لجمعية الخرّيجين "Alumni" في "الجامعة اللبنانية الكندية LCU"؛ نائب رئيس سابق للهيئة اللبنانية للتنمية.

ولمعرفة المزيد من التفاصيل حول رحلة نجاح حمدان، كان لـ"الإقتصاد" معه هذا اللقاء:

- من هو عادل حمدان؟ وما هي المراحل التي مررت بها حتى وصلت الى ما أنت عليه اليوم؟

بدايةً أنا مصرفي لبناني، بدأت عملي في هذا المجال في سنٍ مبكرةعند لقائي بالصدفة مع رئيس مجلس إدارة أحد أكبر المصارف اللبنانية في حينها. أكملت دراساتي الثانوية والجامعية في البرامج المسائية تزامناً مع عملي في المصرف.

حصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كيبيك في مونتريال - كندا، وماجستير تنفيذي في إدارة الأعمال من الجامعة اللبنانية الكندية LCU - لبنان.

عملت مديراً إقليمياً للتسليف في أحد المصارف الكويتية، انتقلت بعدها إلى لبنان للعمل مديراً في إدارتي التسليف والمخاطر في أحد أكبر المصارف اللبنانية خلال مراحل عدة مختلفة؛ ثم أسّست مكتباً للإستشارات والدراسات الإقتصادية والمصرفية بعد بلوغي السنّ القانونية، وما زلتأعمل في هذا المجال حتى اليوم.

- هل توجد برأيك علاقة بين الشهادة الجامعية والنجاح المهني؟

نعم، الشهادة الجامعية هي المدماك الأول الذي تُبنى عليه مسيرة العمل، أما النجاح المهني فله مقوّمات إضافية أخرى، كالإرادة والعمل المتواصل والتصميم على النجاح مهما بلغت الصعوبات. النجاح المهني يكون مُؤكداً إذا ما كانت الإرادة والعمل المتواصل متوفّرَين لتحقيق هذا النجاح.

- ما هي أهم العوامل التي تساعد الإنسان على تحقيق النجاحات في مجال الأعمال؟

هناك عوامل عدّة لتحقيق النجاحات في مجال الأعمال منها، على صعيد المثال لا الحصر، التالية: الإرادة الجيّدة، والعمل المتواصل كما سبق وذكرنا في الفقرة السابقة؛الكفاءة في أداء العمل والدقّة، والإنتباه إلى التفاصيل في العديد من المسائل وبخاصة في الأمور ذات المخاطر مرتفعة، وبالتالي، تستلزم تحديدها، وتقييمها، وقياسها، تمهيداً لاتخاذ القرارات الصائبة بشأنها، والمرونة في التعامل مع الآخرين، زملاء كانوا أم شركاء، أم زبائن للمؤسسة، التعاون المثمر والإيجابي، وعدم الدخول في سجالات لا فائدة منها، والعمل على وضع الأهداف وتحقيقها خلال فترات زمنية محدّدة؛مع عدم الإنفعال في التعاطي مع الآخرين، وتحاشي اللجوء إلى ردّات الفعل التي ثبت أنها لم تُؤدِ إلى أية نتيجة، لا بل إلى مزيدٍ من التعقيدات في التعامل.

- من قدم لك الدعم الأكبر في مسيرتك؟

الدعم الأكبر هو الإرادة والتصميم على النجاح والعمل المتواصل لتحقيق الأهداف المرجوّة، كما والإستفادة من التجارب والخبرات السابقة، وتجاوز أي فشل أو انتكاسات قد تحصل في العمل بين الحين والآخر.

- هل تعتبر أن الحظ كان حليفك في مسيرتك المهنية؟ وإلى أي مدى يساعد الحظ في النجاح بشكلٍ عام؟

ربّما كان للحظ دوره في مسيرتي المهنية عندما التقيت بداية وصدفة رئيس مجلس إدارة أحد المصارف اللبنانية، وكنت حينها في سن السابعة عشرة، ما حدّد في حينه اتجاه مسيرتي المهنية، وقد حالفني الحظ أيضاً بُعَيد وقوع الحرب الأهلية في لبنان، والتحاقي بأحد المصارف الكويتية بمنصب إداري جيد، وأيضاً عند عودتي إلى لبنان واستكمال المسيرة في الإدارة في أحد المصارف اللبنانية الكبرى ، لكن من وجهة نظري فإن الحظ وحده لا يكفي، لا بل يُساعد في بداية مرحلة التعارف مع الآخرين فقط، أمّا النجاح بمعناه الشامل فله مقوّماته كما سبق وذكرنا في فقرات سابقة.

- ما هي نصيحة عادل حمدان إلى جيل الشباب؟

نصيحتي إلى جيل الشباب هي: تعلّموا واجتهدوا وجاهدوا واعملوا بإرادة قوية وتصميم لبناء مستقبل أفضل، استفيدوا منذوي الخبرات في مجال عملكم ولا تيأسوا عند تعرّضكم لأية صعوبات أو فشل عابر، فالنجاح سيكون حليفكم الدائم إذا ما كان التصميم قائم والإرادة جيّدة والعمل المتواصل والمثمر مستمرّ.ما تستطيعون عمله اليوم هو الكثير، أحبّوا عملكم وثابروا عليه مهما كان هذا العمل، فالنجاح لا يتوقّف على المهنة، فثمة اختصاصات مهمّة لم ينجح العاملون فيها، واختصاصات أخرى قد يحقّق أربابها الكثير من النجاح.

أعطوا بعض الوقت لهواياتكم الرياضية أو الموسيقية، اشتركوا في نشاطات إجتماعية وثقافية، تعرّفوا إلى ثقافات أخرى وانظروا إلى الأمور من جوانبها المختلفة، بإيجابياتها وسلبياتها كي تصلوا إلى التقييم السليم، لكن فكّروا دائماً بإيجابية وتفاءلوا بالمستقبل لأنه مستقبلكم، والنجاح هو نجاحكم وحليفكم الدائم إذا ما أنتم قرّرتم ذلك وأردتم هذا النجاح.