هو رائد أعمال لبناني متقن لعمله، مبدع في أفكاره، ومتميز في تعامله. هو رجل صنع لنفسه مكانا مميزا في تاريخ العمل التسويقي التكنولوجي، وبذل جهودا متواصلة لكي يوسّع نطاق عمل شركته، فبات مثالا يحتذى في مجاله، ونجح في رفع اسم ومكانة لبنان بين دول العالم.

بدأ حياته المهنية من الصفر، وتسلّق سلم النجاح درجة درجة، فاكتسب خبرة واسعة مكّنته من إطلاق وإدارة وإنجاح مشروعه الخاص؛ ليؤكد بذلك المقولة التالية: "سر النجاح على الدوام هو أن تسير إلى الأمام".

"الاقتصاد" التقت مع مؤسس مجموعة "MobiGates" التي تضم شركتي "MobiAds" و"MobiTaxis"، جاد عطالله، للتعرف الى مسيرته المهنية، وطموحاته المستقبلية، بالاضافةالى العوائق التي تواجهه خلال العمل في لبنان، والنصيحة التي يوجهها الى جيل الشباب.

ما هي المراحل التي مررت بها حتى وصلت الى ما أنت عليه اليوم؟

تلقيت تعليما مهنيا في مجال الإلكترونيات، وبعد ذلك حصلت على إجازة جامعية في تقنية المعلومات والتكنولوجيا، وعلى ماجستير في الاتصالات.

بدأت مسيرتي المهنية في شركة للانترنت،كانت من أول شركات الانترنت في لبنان، ومن ثم أسست شركتي الخاصة "Deltanet"، التي كانت من أول سبع شركات موجودة في البلد.

بعدها،غادرت لبنان وسافرت الى أفريقيا، حيث أطلقت مشروعا في سيراليون، وبعد فترة عدت الى لبنان،ثم سافرت الى العراق، حيث كانت الحرب قد انتهت حديثا، وعملت هناك لمدة 14 سنة.

في بداية فترة الحرب، أطلقت شركة انترنت، وعملت في ما يسمى "Voip"، وانضممت بعد ذلك الى مجموعة "Satco".

بعدها، قرر المدير التنفيذي الذي كان في المجموعة،أن يؤسس مجموعته الخاصة للعمل في كل ما له علاقة بالتكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات (IT)، والأعمال التلفزيونية. وبسبب خلفيتي في هذه المجالات، استلمت الإدارة التقنية في المجموعة المعروفة في لبنان باسم "Al Sumaria TV".

ومن ثم أعدت افتتاح شركتي "Deltanet"، وبدأت بالعمل في الاستشارات التلفزيونية،وفي بناء المحطات التلفزيونية من الصفر.وفي الوقت ذاته، كنت أدير شركتي "Entertainment to Mobile"، المتخصصة في كل ما يتعلق بخدمة القيمة المضافة والتطبيقات؛ فمنذ حوالي ثماني سنوات، كان هذا المفهوم جديد.

وبعد 14 سنة من العمل مع المجموعة، قررت أن أغادر وأؤسس مشروعي الخاص، فعملت أولا بمفردي، على اطلاق تلفزيون "هنا بغداد" في لبنان. وبعد الانتهاء من هذا المشروع، بدأت بـ"MobiGates"، التي هي بمثابة مجموعة تضم شركتين هما "MobiAds" و"MobiTaxis".

ما هي "MobiAds" و"MobiTaxis"؟

"MobiAds" تهتم بالتسويق من خلال شاشات الـ"LED"، إن كان على سطوح سيارات الأجرة، أو في داخلها من أجل عرض الإعلانات أثناء التنقل. وعندما بدأنا بهذا العمل، واجهنا القليل من الصعوبات في إيجاد سيارات أجرة تلتزم بالوقت، وتضعالشاشات وتهتم بصيانتها.

وفي ذلك الوقت، كانت شعبية خدمة "Taxi Hailing Services" تنتشر وتتوسع في جميع أنحاء العالم، لذلك قررت إطلاق إعداد جديد تحت اسم "Mobitaxis"؛ وبالتالي قمنا بتطوير الحل الكامل لإدارة الشوارع، ولكن مع التركيز بشكل أكبر على السوق المنظمة؛ أي اهتمينا بالتعامل مع أصحاب سيارات الأجرة.

أما الأساس من الفكرة، فهو أن ننطلق في لبنان ونتوسع الى الخارج. وقد بات لدينا اليوم حوالي 37 سيارة عاملة، ونقدم خدمة من الدرجة الأولى؛ اذ أن هناك كاميرات داخل السيارات لمراقبة سير العمل 24 ساعة، كما أن جميع السيارات تحتوي على عداد، ويمكن الدفع من خلال بطاقات الائتمان بشكل آمن جدا.

ولا بد من الاشارة الى أننا وضعنا شاشات الـ"LED" من "MobiAds"، على سطوح هذه السيارات. وقد طورنا قليلا فكرة "MobiAds" خلال هذه السنة، وأضفنا خدمة الـ"bridge led screen"، أي الجسور الذكية، من أجل احتساب عدد السيارات التي تمر وترى الاعلان، وتسجيل اليوم والوقت والساعة.

ما هو سر نجاحك ونجاح مشاريعك؟

تمكنا من الربط بين تكنولوجيّتين، أي "MobiAds" و"MobiTaxis"، وباتت "MobiTaxis" تتوسع بشكل سريع يوما بعد يوم. فالخدمة التي نقدمها احترافية 100%، كما أن الزبائن يحبون حلول تكنولوجيا المعلومات، ويحمّلون التطبيق الخاص بنا، ويطلبون سيارات الأجرة من خلاله، لأنه يسهّل عملية التعرّف على العنوان من خلال خدمة تحديد المواقع "GPS".

ولا بد من القول أنه لدينا فرع لـ"MobiTaxis" في الولايات المتحدة، لذلك نستطيع استخدام جميع بوابات الدفع الموجودة هناك.

ما هي مشاريعك وطموحاتك المستقبلية على الصعيد المهني؟

نسعى اليوم للتوسع الى خارج لبنان، وقد بدأنا مؤخرا بالعمل في عمان. فأساس "MobiTaxis" في لبنان، لكن الهدف هو أن نبدأ على الصعيد المحلي ونتوسع الى العالم؛ وهذا ما يحصل!

ولدينا قريبا جولة جديدة من الاستثمارات، لكي نتمكن من جمع رأس المال المطلوب، الذي سيتيح لنا اطلاق الشركة في عدد من البلدان.

هل تعتبر أنك وصلت الى 100% من طموحاتك؟

لا أزال في المرحلة الأولى من طموحاتي، فـ"MobiGates" تمثّل المشروع الثاني فقط الذي أطلقته بمفردي. وقد أصبحت اليوم في سن أستحق فيه أن أبدأ حياتي المهنية بشكل ناجح.

برأيك، ما هي المقومات التي ساعدتك على النجاح والاستمرار بالعمل؟

أعتقد أن الاطلاع هو عامل أساسي، بالاضافة الى حبي لعملي وللتكنولوجيا. فأنا أبحث دائما عن كل ما هو جديد، وأحاول التعرف على جوانب الأمور كافة، من أجل الاستفادة من جميع الفرص المتاحة.

هل من الصعب العمل في مجال التكنولوجيا في لبنان في ظل غياب التسهيلات؟

بالطبع الأمر صعب للغاية، ولو أطلقنا الشركة في أي بلد آخر، لحصلنا حتما على تسهيلات أكبر، فالبنية التحتية موجودة، وصاحب العمل ليس مضطرا الى الاستثمار في هذه الأمور. وبالاجمال تكون الدولة الى جانب رائدي الأعمال وتساعدهم في مسيرتهم، لكننا في لبنان لا نشعر بأي دعم من أي جهة محلية.

وحتى أن برنامج "BDL Accelerate" الذي أطلقه مصرف لبنان لدعم المشاريع الناشئة، لم يكن مفيدا للقطاع، لأن الأموال تهدر في المكان الخطأ، وللشركات الخطأ؛ ولا أعتقد أنه يتم النظر الى السجلات الخاصةبرائدي الأعمال، والى إنجازاتهم السابقة. وبشكل عام، يكون رأس المال الاستثماري انتقائيا لمصالح خاصة، وبالتالي لم نرَ الى حد اليوم أي قصص نجاح.

من قدم لك الدعم الأكبر خلال مسيرتك؟

حين كنت أعمل في المجموعة في العراق لمدة 14 سنة، كنت أتلقى الدعم من رئيس مجلس الإدارة، لذلك تمكنت من تطوير نفسي بشكل سريع، ومن تحقيق إنجازاتي الحياتية. فشفيق تابت هو الشخص الذي لطالما وقف الى جانبي، ودعمني في مسيرتي لكي أتمكن من الوصول الى ما أنا عليه اليوم.

هل شعرت يوما بالتقصير تجاه حياتك الخاصة وعائلتك بسبب انشغالك بالعمل؟

بسبب وجودي خارج لبنان في الفترة الماضية، كنت أخصص الوقت الكامل خلال عطلة نهاية الأسبوع لعائلتي، وأعمل في الأيام المتبقية. وهذا بالتحديد ما يحصل حاليا، وبالتالي لم أغير طريقتي في التعامل. فالأولوية كانت وستبقى دائما لعائلتي.

ما هي نصيحة جاد عطالله الى جيل الشباب اللبناني؟

أنصحهم أن لا يشعروا باليأس من لبنان، لأن الوضع صعب للغاية من ناحية العمل. كما أن هناك العديد من الأفكار الفاشلة، والأشخاص الذين يشعرون بالفشل لأن وضع البلد لا يساعدهم على التقدم والنجاح.

لذلك يجب أن يبقى الانسان مواظبا على عمله، ويحاول التوسع والحصول على الفرص في الخارج؛ وهذا ما نحاول القيام به في الوقت الحاضر.

وبالتالي أنصح كل صاحب فكرة أو مشروع أن يبقى في البلد، ويحاول التوسع الى الخارج، بشكل يفيد فيه لبنان، ويستفيد بنفسه.