لم تأتِ السنوات الأخيرة على قدر التوقعات والآمال التي عقدها التجار وأصحاب المطاعم والمقاهي والفنادق في عاليه، على مواسم الاصطياف المتوارية. فهذه المدينة التي لطالما كانت مقصدا للسياح والمصطافين، عانت من التراجع الذي شهده القطاع السياحي في لبنان ككلّ، بسبب التجاذبات والأحداث الأمنية والسياسية، المحلية والاقليمية.

فـ"عروس المصايف" واجهت واقعا مأساويا خلال المواسم السياحية الماضية، حيث أن الحركة التجارية فيها لم ترتقِ إلى ما كان يتوقعه القيّمون على المدينة.

لكن رونق العروس وبريقها، عادا ليظهرا الى الواجهة من جديد، وذلك من خلال المعرض التجاري والصناعي والسياحي "Aley Expo 2017"، الذي تنظمه جمعية تجار عاليه وبالشراكة مع البلدية.

فما هي أصداء هذا المعرض؟ وكيف سيسهم في تنشيط الحركة في مدينة عاليه؟ وهل سيعود السائح الخليجي في صيف 2017؟

هذه الأسئلة وغيرها أجاب عليها رئيس جمعية تجار عاليه، ​سمير شهيب​، في حديث خاص مع "الاقتصاد":

- أخبرنا أكثر عن معرض "Aley Expo 2017" الذي تم اطلاقه: ما هو الهدف منه؟ وكيف سيسهم في تنشيط الحركة في عاليه؟

سيقام معرض عاليه التجاري والصناعي والسياحي "Aley Expo 2017"، الذي تنظمه جمعية تجار عاليه بالشراكة مع بلدية عاليه، بين 27 و30 تموز 2017. وسيتم الافتتاح عند الساعة السادسة من مساء 27 تموز، في حفل ضخم يعكس صورة عاليه، وينقل البهجة والفرح والنشاط الدائم الذي تمثله هذه المدينة. وستقام في يوم الافتتاح، حملات إعلانية على جميع وسائل التواصل الإجتماعي.

فإن عاليه والقيمين عليها، يراهنون على أن يكون المعرض بمثابة دافع جديد لازدهار المدينة، بحيث أنه الأهم والأضخم من ناحية حفل الافتتاح والاطلاق والتسويق، بالاضافة الى مستوى العارضين، وبالتالي سيشكل قيمة مضافة لعاليه ولمنطقة الجبل على الأصعدة كافة. اذ أنه يمثّل مساحة تعكس ما تحتضنه عاليه من مؤسسات تجارية ومطاعم ومحال ومعامل ومصارف وإنتاج محلي، كما سيضم زاوية مخصصة للأطفال، مما سيتيح للعائلات زيارة المعرض والتجول فيه.

ولا بد من الاشارة الى أن المعرض كان يقام في السابق، لكنه سيطل بحلة جديدة وعلى مستوى عالٍ جدا من الجودة، كما سيكون معرضا دوليا على مستوى لبنان. أما الهدف منه فهو تنمية المدينة سياحياً وصناعياً وتجارياً، على أن تكون هذه التنمية مستدامة، وتستهدف إحياء الشقق المسكونة والمطاعم والمؤسسات جميعها. لكن هذا المعرض لن يشهد عمليات بيع مباشرة، إنما عرض وتسويق للمنتوجات والخدمات.

فنحن يهمنا كثيرا أن نستقطب مؤسسات كبرى الى البلد والحصول منها على وكالات حصرية، من أجل تقوية الاقتصاد بشكل عام، وبالتالي لا نسعى الى الترفيه والتسلية فحسب.

- ما هي توقعاتك لموسم اصطياف 2017 في مدينة عاليه؟

نطلب من القيمين على الدولة أن يتفقوا على قانون انتخاب، لكي ننتهي من المعضلة القائمة، لأن البلد بات على شفير الهاوية، في حين أن لا زالوا يفكرون بحصصهم ومصالهم الشخصية.

لذلك نتمنى أن يتفق السياسيون، لأن هذا الأمر سيضع البلد على سكة جديدة لكي ينطلق نحو موسم صيف ناجح. ونأمل على الأقل أن نشهد قدوم المغتربين اللبنانيين.

ولا بد من القول أن مدينة عاليه ستشهد العديد من المهرجانات والنشاطات والمناسبات، وسيكون موسم صيف 2017 رائع ومميز.

 

- ما هي المتطلبات الحالية من أجل الحصول على موسم سياحي ناجح في؟

أولا، الطرقات بحاجة الى إعادة صيانة وترميم، وخاصة الخط الدولي الذي يربط عاليه ببيروت وبجميع المناطق اللبنانية.

ثانيا، موضوع الكهرباء يسير على السكة الصحيحة، ونأمل أن يتفقوا على هذا الموضوع.

ثالثا، نأمل الحصول على الخدمات الأخرى مثل المياه، لأن السائح يأتي الى البلد لكي يرتاح، وليس لكي يتحمل المسؤولية معنا.

رابعا، إن وزارة السياحة شبه غائبة ولا نشعر بوجودها، مع العلم أنها وزارة سيادية، ومن أهم من الوزارات، لأن موضوع النفط في لبنان لا يزال قيد الدرس، وليس لدينا أملاح أو مواد أولية لتصديرها، وبالتالي كل ما لدينا هو السياحة. لذلك فإن هذا القطاع بحاجة الى وزارة لها دورها وأهميتها، وميزانيتها الخاصة.

- هل أنت متفائل من المرحلة المقبلة على الصعيد السياحي؟

أنا متفائل على الدوام، لأن لبنان أرضنا وأهلنا وبيتنا، ونحن مضطرون الى التفاؤل. وأطلب من جميع اللبنانيين أن يتفاءلوا، وأن يساعدنا السياسيون لكي نستمر بهذا التفاؤل. لأننا نعيش بالفعل في مرحلة صعبة للغاية، لم نشهد مثلها خلال فترات الحروب.

- هل هناك مؤسسات في عاليه لن تفتح أبوابها هذه السنة؟

المؤسسات في عاليه قادرة على البقاء، لأنها منطقة تحتوي على أكثر من 80 قرية، وبالتالي يتسوق الأهالي من المدينة بشكل يومي. وبشكل عام، تسير الأمور بشكل جيد في عاليه، ولكن في الحد الأدنى التي يستطيع التاجر تحمله قبل الاقفال؛ حيث أن هناك عدد كبير من المؤسسات على شفير الهاوية.

- كيف تقيم الحجوزات الموجودة الى حد اليوم في الفنادق والشقق المفروشة؟

الحجوزات موجودة، لكنها عرضة للالغاء "بكبسة زر"، وبالتالي أي خضة معينة ستؤثر سلبا علينا.

ونحن مجهزون من ناحية الشقق المفروشة، والفنادق، والمطاعم، والمراكز سياحية، وهناك أصداء ايجابية حول عودة السائح الخليجي، كما أن أصحاب المنازل يأتون وباتوا من أهل البلد؛ وهنا تجدر الاشارة الى أصحاب المنازل مفيدين ولكن ليس بقدر السائح، الذي نحن بأمس الحاجة اليه.

لكن الخط البري معطل، الذي كان يعد الشريان الأساسي لضخ السياح من الاردن والعراق، وليس فقط من دول الخليج.

لذلك نتمنى الاتفاق على قانون انتخابي، وتفعيل عمل الحكومة، وتحقيق الاستقرار السياسي، لأن هذه العوامل تساعد كثيرا في عودة السائح الخليجي الذي يحب لبنان كثيرا. ولكن علينا مساعدته، وطمأنته واعطاءه الثقة اللازمة لكي يعود.