هو رجل لبناني يتميّز "بعشقه" لمجال عمله حيث ترعرع وهو يترقبّه بشغف، وما لبث أن تخرج من الجامعة حتى عزم على تحويل حلمه إلى حقيقة.

وأخيراً عمل في القطاع العقاري الذي لطالما رقب والده يتميّز فيه..

يتفرّد في مجاله من غيره من الشركات العقارية، فيرسم لنفسه مساراً مختلفاً تميّز بـ"الإختصاص" والإهتمام بأدق التفاصيل.

ينظر إلى المشاكل على أنها تحديات ممتعة ودرساً جميلاً "يُحفر" في مسيرة الشخص، التفاؤل والعمل الجاد من صفاته.. لذا كان لا بد لـ"الإقتصاد" من لقاء هذه الشخصية النموذجية والتعرف إلى ميزاتها والإنصات الى نصحائها.. المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "ASCOT Real Estate" .. باتريك جمّال.

- كيف تختصر مسيرتك الأكاديمية وصولاً إلى تأسيس شركتك الخاصة؟

حصلت على شهادة في "إدارة الأعمال" من الجامعة الأميركية في بيروت "AUB"، وكنت مهتماً بالقطاع العقاري بشدّة خاصة أن شركة العائلة كانت تُعنى بهذا المجال في منطقة فاريا، ومنذ صغري كنت أرافق والدي في عمله.

لم ينبع حبي للقطاع من منطلق أنه عليّ "تكملة المسيرة " فلطالما إستهوتني فكرة شراء الأرض وإعمارها، لما فيها من رمزية، أي مبدأ التأسيس من الصفر.

بعد تخرجي من الجامعة باشرت بالعمل في المجال العقاري ولكن بمنحى مختلف، إذ توجهت إلى شقيّ الوساطة والإستشارة العقارية بشكل خاص.

وكمطور عقاري فضلت أن أقوم بإستثمارات مشتركة مع أصدقائي المطورين عوضاً عن خوض هذا المجال بشكل موسّع.

-هل أسست شركة منفصلة عن شركة والدك؟

نعم، أسست شركة "ASCOT Real Estate" في العام 1990 بعد تخرجي من الجامعة، وكانت مسيرة مكملة لمسيرة الوالد، ولا تزال شركة الوالد "جمّال" موجودة في السوق في فاريا.

إلا أن نشاط "ASCOT Real Estate" يرتكز في بيروت وضواحيها.

- ما الذي يُميّز "ASCOT Real Estate" من غيرها في السوق؟

إعتبرنا أنه كي يكون لشركتنا قيمة مضافة في السوق، علينا أن نصب كل تركيزنا على أدق التفاصيل والتخصص بها.

ما يميز "ASCOT Real Estate" من غيرها هو استلام مشاريع كبرى، وتطويرها ثم تسويقها، ومن أعمالنا مشروع "الموفينبك" في منطقة الروشة التابع للأمير الوليد بن طلال، عملنا على تسويق المشروع بشكل حصري، وخلال ثمانية عشر شهراً تمكنا من بيع حوالى 90% من المشروع.

نتميز بقدرتنا على تسويق أكبر المشاريع من الألف إلى الياء عبر تحلّينا بالخبرة اللازمة بالإضافة إلى فريق العمل المتمرّس.

- بهدف تأسيس شركة ما برأيك أيهما يأتي أولاً: الشهادة الجامعية، أم الخبرة أم رأس المال المادي؟

برأيي لا يمكن لأي شركة أن تبصر النور من دون خبرة، أما المرحلة الثانية فهي الشغف. فبإستطاعت أي فرد أن يؤسس شركة، ولكن لا أحد سيمد يد العون لهذا الشخص ويُسهل له الطريق خاصة أن حدّة المنافسة في سوق عملنا عالية جداً، فعليه أن يخوض غمار هذه المسيرة المهنية بنفسه.

أما المرحلة الأخيرة فبنظري تتجسد بالموارد المالية، التي تشكل عنصراً أساسياً لتطوير المشروع، ولكن علينا ألا ننسى أن هذا العنصر هو بمثابة سيف ذو حدين، فإذا وُجد من دون المكونات الأولية سيُهدر بسهولة، وسيعاني الشخص للحصول على سمعة طيبة في السوق.

فعلى الصعيد الشخصي، لا شك أن جهود الوالد خلقت اسماً كبيراً في السوق و سمعة طيبة يُقتضى بها، وها نحن نحاول أن نحافظ عليها، ولكن في شقّي الوساطة والإستشارات للمشاريع الضخمة.

وهنا تكمن أهمية الإختصاص والخوض في أدق التفاصيل، إذ تختص ASCOT Real Estate"" في شقق الـ"VIP" المشاريع الكبرى الأمر الذي سمح لنا في رسم مسار معيّن يُميزنا من باقي الشركات الأخرى في السوق.

-تحدثنا عن مميزات الشركات، برأيك ما هي المقومات التي تميّز الشخص الناجح عن ذويه؟

على الشخص أن يكون منفتحاً على التجارب الجديدة وعليه أن يُسخّر كل طاقاته ووقته، فأنا لا أؤمن بمقولة "فلان نجح بالحظ"، لأني أعتبر أن معادلة النجاح تتجسد بـ99% جهد و1% معرفة إستغلال الفرص المتاحة.

وبرأيي تسخير كل الطاقات والوقت هو جوهر النجاح.

- ما هي أبرز العراقيل التي واجهت شركتكم وكيف عالجتموها؟

أنا أعتبر أن لبنان هو أجمل بلد في العالم ومن خلال عملي في السوق لمدة سبعة وعشرين عاماً تعلمت فيها أن على الشخص أن يتقبّل أن السوق يمرّ بمراحل قد يتوقف فيها العمل، ولكن هذا لا يعني أن نستسلم.

لا ننكر أن الوضع في لبنان دائماً مرتبط بالأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة ولكن علينا ألا ننسى أن مقابل هذه الظروف يفرض الإنسان إرادته وعزيمته التي إما أن تسعى لإجتياز هذه التحديات أو أن تستلم، وهذا يُحدد بحسب شخصية الفرد ما إذا كان ينظر إلى المشاكل كتحديات أو معوقات.

وأنا من الاشخاص الذين الؤمنين دائما بنصف الكوب الملآن، فالتفاؤل هو نصف القرار.

- من خلال مسيرتك الخاصة، ما هي النصيحة التي تود إيصالها للبنانيين؟

على الصعيد الشخصي كان لدي خياران إما أن أترك لبنان لألجأ إلى مكان أكثر أماناً واستقراراً، فإما أن أتقبل الأوضاع المتقلبة، وها أنا على موعد يومي مع التحديات.

نصيحتي للشباب أن ينظروا إلى الجزء الممتلىء من الكوب ولو كانت نسبته بسيطة، بإيمانهم بوجوده سيطوّرونه عسى أن يمتلىء الكوب بقطرات الأمل والعزيمة.

رسالتي لأبناء بلدي : من المستحيل أن تُغلق كل أبواب الفرص في وجهكم، لا بد من وجود فرص بسيطة، إبحثوا عنها بجدّ، فالوصول إلى الحلول يتطلب المحاربة من أجلها.