هو شخص طموح وعمليّ، حرص على تعليم نفسه بنفسه حتى بات على قدر واسع من الثقافة والإطلاع، فصنع لذاته مكاناً مرموقاً في مجال التأمين في لبنان.

كان لـ"الإقتصاد" هذا الحديث الخاص مع مدير عام شركة "FCR Insurance Group" لوساطة التأمين، كميل سعد:

من هو كميل سعد؟ وما هي المراحل التي مررت بها حتى وصلت الى ما أنت عليه اليوم؟

بعد إنهائي الصفوف الثانوية، تابعت دراستي في مجال المحاسبة العامة حتى حصلت على دبلوم " رئيس محاسبة" ، علماً بأنني كنت أعمل وأتابع دراستي في نفس الوقت.حيث كنت أعمل في مكتبتي الخاصة في منطقة جل الديب وكان لي من العمر 18 سنة.

وبعد التحاقي بالتجنيد الإجباري، اضطررت الى بيع محتويات المكتبة بكاملها، وخدمت عسكرياً وبكل فخر لمدة سنة، صرفت خلالها كل ما كنت قد إدخرته. فعاونت والدي بعدها في مجال بيع الخضار والفواكه بالجملة لمدة سنتين.

أما بالنسبة الى عملنا الحالي، فقد أسسّ أخي ألأكبر ايلي سعد شركة " FCR Insurance Group “ ، منذ أكثر من 18 سنة، وانتقلت للعمل معه، وتعاونا على إنجاح شركتنا. وبعد أن أسسّ شقيقي عملاً خارج لبنان ، إستلمت إدارة الشركة بشكل مطلق ، وهو بالطبع ما زال شريكاً فاعلاً ، ونحن في تكامل دائم.

برأيك، هل توجد علاقة بين الشهادة الجامعية والنجاح المهني؟

الشهادة الجامعية مرتبطة كثيراً بالنجاح المهني، ويبدو أثرها واضحاً ، ليس في إنطلاقة العمل ، بلّ في كلّ مراحله.

ولا بد من الإشارة الى أنني تمكنت مع الوقت، من تكوين فريق عمل رائع، يتألف من طلاب جامعات، ومن أصحاب الإختصاص، لكي نتمكن من الإستفادة من تقنيات البعض ومن خبرات البعض الآخر من أجل خدمة الشركة وعملائها.

ما هي الطرق والوسائل التي يمكن أن تعتمدها لتزيد من مؤهلاتك؟

لمّ أتوّقف يوماً عن متابعة دورات التخصصّ ، وأنا أشارك في العديد من برامج التدريب الإدارية والتقنية لتوسيع أفاق العمل ، ولتحسين الأداء ، وهذا الأمر هو بمثابة حافز لي ولأولادي، لكي يعوا أهمية العلم والمعرفة والثقافة. فنحن بدأنا من الصفر وتسلقنا سلم النجاح درجة درجة، ووالدي قدم لنا الدعم المعنوي، وأشكر الله اليوم على نجاحنا، لأنني أعمل مع إخوتي وأختي، كمجموعة وكعائلة.

ما هي العوامل التي تساعد الانسان على تحقيق النجاحات في مجال الأعمال؟

العامل الأهم هو المصداقية ، تليها التضحية في سبيل التقدم . كما علينا أن لا نستسلم أبدا، لأن الظروف قد تكون صعبة للغاية، لذلك يجب أن نبقى ايجابيين على الدوام، ونفكر بمن حولنا أكثر من تفكيرنا بأنفسنا.كما يجب أن تكون لدينا القدرة على إتخاذ القرارات مهما كانت صعبة وقاسية.

من قدم لك الدعم الأكبر في مسيرتك؟

الفضل الأكبر في نجاحي يعود الى أخي ايلي سعد، لأنه ساعدني في إنطلاقتي وما يزال، وقد أرشدني الى الطريق الصحيح، وخاصةً من الناحية المعنوية والإدارية ، لتمتعّه بمؤهلات وخبرات مميّزة .

ما هي طموحاتك ومشاريعك المستقبلية على الصعيد العملي؟

أنا أعتبر أن شركة "FCR" قد حققت انجازات واسعة، لأنها تحتل أعلى المراتب في لبنان اليوم، وخاصةً في مجال تأمين السيارات والعمال الأجانب، ولدينا حوالي ما يقارب 150 ألف زبون.

ومع إصرارنا على الحفاظ على ما وصلنا إليه ، بالرغم من الظروف الصعبة، فنحن نفعّل الخدمات التأمينية ، ونسعى إلى مواكبة التطورات في مجال التكنولوجيا، ونركز على تطوير مهارات فريق العمل على كافة الأصعدة.

كما أنني أفتخر بثقة الناس فينا وبقربنا منهم، اذ أن شركتنا تتابع إدارياً ملفات حوالي 10 آلاف حادث في السنة، ونسعى الى حلّ جميع الأمور العالقة دون اللجوء الى الشكاوى القضائية، لأن كل مشكلة قابلة للحل عندما تتمّ تجزئتها وهذا عاملٌ من عوامل التنمية في شركتنا.

ولا بدّ من القول بأنه ليس لدينا برامج إعلانية بهدف الترويج لخدماتنا ، بل يتوجه الناس الينا بسبب مصداقيتنا وشفافيتنا في السوق اللبناني. كما أن شركة " المجموعة العربية اللبنانية للتأمين ALIG- تقف الى جانبنا، كشركة تأمين حاضنة، محترفة ومتعاونة. ونحن نسعى معا الى السير دائماً بناءً على إستراتيجية واضحة المعالم ، وعلى خطة عمل مشتركة وضعناها سوياً.

هل تعتبر أن الحظ كان حليفك في مسيرتك المهنية؟ والى أي مدى يساعد الحظ على النجاح؟

الحظ والمثابرة يتكاملان، وكل انسان يحصل على فرصة أو أكثر في الحياة، وعليه اغتنامها. لكن الخوف يتملك بعض الأشخاص أحيانا، ويمنعهم من الاستفادة من الفرص المتاحة.

لكنني شخصيا أؤمن بوجود الحظ في الحياة، ولكن على الشخص أن يستفيد من هذا الحظ، ومن الفرص التي يتيحها، لكي يتقدم وينجح.

هل شعرت بالتقصير تجاه حياتك الخاصة بسبب العمل؟ أم أنك نجحت في تحقيق التوازن بين الاثنين؟

أنا أحاول دائما وقدر الإمكان، أن أحقق التوازن بين الاثنين، لأن الانسان يعيش لمرة واحدة ، وعليه أن يوازن بين حياته المهنية وحياته الشخصية ، ، فالمال لا يجلب السعادة ، وكا يقول المثل "كل ما زاد بمعنى نقص".

وأنا أعمل لأعيش ولا أعيش لأعمل، في حين أن هناك بعض الأشخاص الذين يعيشون لكي يعملوا، وهمهم الوحيد هو زيادة مدخولهم وثرواتهم.

- ما هي نصيحة كميل سعد الى جيل الشباب؟

أنصح الشباب أن لا يستسلموا وان لا يهاجروا، فالله يعطي لكل شخص نعمة معينة، لذلك على الانسان أن يقوم بما يحبه، وعليه أن يتمسك بأرضه.

برأيك، هل هناك فرص عمل متاحة للشباب في لبنان؟

يجب أن تستثمر الشركات بالقدرات البشرية ، وليس بالحجر أو الديكورات. لذلك أودّ توجيه رسالة الى جميع رجال الأعمال في لبنان، لأقول لهم أن ما يسهم في نجاح أي شركة أو مشروع، هو فريق العمل الذين يتواجد ويعمل فيه، وهو محرك النجاحات.

أنا أعتبر أن الموظفين في شركتي هم عائلتي، وكلهم يعلمون أنه لا يوجد تراتبية هرميّة جافة ، بل نكوّن جميعنا فريقاً واحداً، وعائلة واحدة، وعلى هذا الأساس يتم التعامل بين بعضنا البعض.

وفي النهاية، أعود لأؤكد أن الإستثمار في الانسان سيعطي مردوداً فعالاً ومفيداً، وسيسهم في توسيع الشركات وفي نجاح المشاريع.