انعقد الملتقى الاقتصادي اللبناني – البرازيلي الذي ينظمه مجلس الاعمال اللبناني - البرازيلي برئاسة ربيع افرام، في البيال، بحضور وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري ممثل بأميل البينا، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، رئيس مجلس االعمال اللبناني البرازيلي ربيع افرام، سفير لبنان في البرازيل جوزف صياح، سفير البرازيل في لبنان جورج قادري، رئيس جميعة الصناعيين فادي الجميل، رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان بيار الاشقر، رئيس نقابة المقاولين مارون حلو، رئيس مجلس الاعمال البرازيلي اللبناني الفريدو قطيط، قنصل عام لبنان في ساو باولو قبلان فرنجية، وعدد كبير من الفعاليات الاقتصادية من لبنان والبرازيل، ووفد من حوالي 80 رجل اعمال من لبنانيي البرازيل.

بداية القى افرام كلمة شكر فيها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على رعايته مؤتمر الطاقة الاغترابية في نسخته الرابعة والتي "اتاحت لنا الترحيب بالوفد البرازيلي في وطنه الثاني لبنان". ولفت الى ان مؤتمر الطاقة الاغترابية هو مكان للاتصال، حيث يلتقي الناس ببعضهم البعض، ويتعارفون، ويبنون علاقات متينة من شأنها ان تولد تعاونا في مجال الاعمال وشراكات تجارية تترجم في استثمارات متاحة في كلا البلدين".

وقدم افرام شهادة موجزة عن شقيقه المرحوم جورج افرام، مؤسس مجموعة "اندفكو" ووزير سابق لثلاث ولايات والذي "كان مندفعا ومؤمنا قويا باهمية الاتصال والفوائد التي يمكنه ان تجلبه". واوضح ان شقيقه المتوفي التقى شريكه المعيبد في لبنان في العام 1952، واسس معه شراكة في صناعة الورق والبلاستيك في العام 1956 في المملكة العربية السعودية والتي تحولت الى مجموعة ناجحة جدا من الشركات في المملكة وهي تضم اليوم أكثر من 6000 عضو. وفي بداية الستينات، التقى ماك سويني الذي كان رئيس رئيس شركة "ميد" والذي بات بعدها شريكه في "يونيباك" لبنان. اضاف افرام ان شقيقه، كان قادرا من خلال هذه العلاقة ان يوسع روابطه مع مجتمع الاعمال الاميركي، والتي سمحت له بان يقيم شراكة مع بيلي بيلوت في الثمانينات في مصانعه المتخصصة بالكرتون والورق في الولايات المتحدة. كما ادى حبه الى اجداده من والدته من عائلة بركات الى ان يستثمر مع ابنائهم في البلاستيك في "بلاستبيل" في بداية الثمانينات. كما ارسى شراكة مع "هاينز وجيربير" لتصنيع اول اغذية مخصصة للاطفال في لبنان. ثم كان شريكا مع "سكوت" والذي كان عملاقا اميركيا في ذلك الوقت في صناعة الانسجة الصحية. في العام 1955، بنى شراكة مع "سنيديرو" وهو صناعي ايطالي بناء المطابخ. اضاف ان نمو "اندفكو" وتوسعها تعود اساساته الى الشراكة مع الاغتراب اللبناني والمستثمرين الاجانب.

ورأى افرام انه "لدينا الفرصة للاستفادة من حقيقة ان البرازيل هي بالنسبة للبنانيين لبنان اميركا اللاتينية، كما ن لبنان بالنسبة الى البرازيليين هي برازيل الشرق والبرازيل العربية والافريقية". ولذاـ اضاف، انه "لواجب علينا ان نعمل على تعزيز جهودنا وطاقاتنا من اجل انجاح هذا اللقاء".

اما شقير فقال "إنها فرصة عظيمة أن أتحدث إليكم اليوم في المنتدى الاقتصادي الثاني لمجلس الأعمال البرازيلي - اللبناني الذي حقق نجاحات بفعل جهود المجلس ورئيسه ربيع افرام من اجل العمل على جمع الاغتراب العزيز في البرازيل وبناء علاقات مفيدة وواعدة لكلا البلدين".

واوضح شقير انه "في ظل الاوضاع الصعبة التي تمر بها الاقتصادات العالمية، فان الدول بحاجة الى ان تبحث دائما عن اسواق جديدة محتملة وفرص جديدة للنمو والاستدامة"، لافتا لاى ان البرازيل التي تمثلسابع امبر اقتصاد في العالم، هو مكان جيد للنظر اليه بجدية". وقال انه رغم البعد الجغرافي، فان هناك الكثير الذي يمكن القيام به، بعدما قلصت التكنولوجيا كل المسافات. فمغتربونا هناك الذين تصل اعدادهم الى نحو 10 ملايين شخص، هم مكسب كبير بالنسبة الينا من اجل استكشاف الفرص الممكنة".

وذكّر الحاضرين بان لبنان عانى كثيرا خلال الآونة الأخيرة، "الا ان ارادة اللبنانيين والقطاع الخاص في لبنان لا يمكن هزمها، وهم نجحوا في لعب دور مهم في دعم البلاد".

اضاف "في ظل وجود فرص استثمار مستقبلية في قطاعات مختلفة في كل من لبنان والخارج، نحن بحاجة إلى الحفاظ على ثقتنا ببلدنا. ان الشراكة بين القطاعين العام والخاص في لبنان ستخلق مجالات كثيرة امام الاستثمارات، كما ان اكتشافات النفط والغاز هي صناعة واعدة كذلك. أخيرا، نعتقد ان اعادة الاعمار في سوريا والمنطقة ستمر عبر لبنان. هذه كلها احتمالات بالنسبة لنا لأن نتكاتف وندعم اقتصادنا".

بدوره قال السفير قادري "إن العلاقات الثنائية بين البرازيل ولبنان ممتازة ما عدا الاستثمار في التجارة. ولفت الى أن هناك خطوات من شأنها أن تحسّن الاستثمار في التجارة بين لبنان والبرازيل، لا سيما النشاطات والجهود التي يقوم بها مجلس الأعمال اللبناني – البرازيلي، وانضمام لبنان الى إتفاقية "مركوسور" التي توقّع السفير البرازيلي أن تتم في العام المقبل، وهو من شأنه أن يعزّز التصدير اللبناني الى دول "مركوسور" والتي تضم 300 مليون نسمة".

وأوضح أن هناك تبايناً في الميزان التجاري بين البرازيل ولبنان، إذ تصدّر البرازيل بما قيمته 280 مليون دولار الى لبنان فيما تستورد منه بقيمة مليوني دولار فقط.

أما السفير صياح فدعا رجال الأعمال اللبنانيين الى أن يتطلعوا صوب البرازيل، إذ هناك الكثير من الفرص المتاحة التي بإمكانهم الاستفادة منها.

وأشار الى الخلل التجاري الكبير بين لبنان والبرازيل لمصلحة الأخيرة، معتبراً أن مهام مجلس الأعمال اللبناني – البرازيلي العمل والسعي الى تقليص هذا الخلل. ودعا الى التعاون بيين الحكومة اللبنانية ومجلس الأعمال اللبناني – البرازيلي من أجل إرساء الخطوات لسد الثغرات في التجارة بين البلدين.

من جانبه قال فرنجية "رأينا أنه يجب أن نجمع الجهود مع بعضاً البعضً، فهك العديد من رجال الأعمال والمستثمرين في تلك البلدين". أضاف "هناك العديد من الفرص الموجودة في لبنان، وكذلك العديد من الفرص في البرازيل على القطاع الخاص أن يطلع بها".

وتابع فرنجية "نحن نحاول أن نحض البرازيليين على الاستثمار في لبنان، وأن نحض كذلك رجال الأعمال اللبنانيين على الاستثمار ي البرازيل.

وأعطى الكلمة لرجل الأعمال البرازيلي اللبناني الأصل بابلو خوري الذي أعلن أنه سيفتتح مدرسة دولية في لبنان تعلّم اللغة البرتغالية.

والقى البينا كلمة الوزير خوري فشدد على أهمية المنتدى نظرا للعلاقة التاريخية والعميقة بين لبنان والبرازيل.

وقال "من المؤسف أن مختلف التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يواجهها لبنان لم تسمح للمجتمع اللبناني في البرازيل بالاستفادة من العلاقات بين البلدين".

أضاف "ان هذه الجالية اللبنانية الكبيرة هي ذات أهمية اقتصادية وسياسية وثقافية كبيرة، الأمر الذي يجعل من الضروري تطوير المبادرات الرامية إلى تعميق العلاقات بين البلدين وتحفيز النمو من خلال الاستفادة من هذا الانتشار اللبناني الكبير.

وقال خوري "تبرز أهمية قصوى في هذه المرحلة لناحية الإسراع في المفاوضات الجارية حاليا والمؤدية إلى التصديق على اتفاقية تجارة حرة بين الحكومة اللبنانية والميركوسور لما تساهم هذه الاتفاقية في تسهيل دخول الصادرات اللبنانية إلى سوق الميركوسور التي تعتبر من أكبر الأسواق في العالم، وحيث تحتل البرازيل المرتبة الأولى من حيث التجارة مع لبنان، بالإضافة إلى أنها ستسمح للبنان باستخدام طاقاته التصديرية إلى أقصى الحدود. وكذلك التأكيد على أهمية تنويع التبادل التجاري بين البلدين بمافي ذلك القطاعات ذات الاهتمام المشترك مثل الأغذية الزراعية والأزياء والمجوهرات وغيرها التي تكتسب ميزةتنافسية في الأسواق العالمية".

أضاف "أما على صعيد الاستثمارات المتبادلة، فهي أيضا لم ترتق إلى المستوى المطلوب على الرغم من اهتمام رجال الأعمال اللبنانيين والبرازيليين بالاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية.

وشدد خوري على "ضرورة إشراك الجالية اللبنانية والتي تعد عامل مهم واساسي في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل فعال، بالإضافة إلى ضرورة خلق بيئة أعمال مناسبة تسمح بجني فوائد هذه الهجرة من حيث التجارة و الاستثمارات".