تخطى عدد الشركات الناشئة في لبنان مع بداية العام الحالي الـ800 شركة في مختلف المجالات وخاصة في مجال صناعة التكنولوجيا، وقد ساهم بإرتفاع أعداد هذه الشركات الإزدياد الكبير في مصادر التمويل، فبعد تعميم مصرف لبنان رقم 331 الذي خصص 400 مليون دولار أميركي لدعم الشركات العاملة في إقتصاد المعرفة، بدأت العديد من المؤسسات ومسرّعي الأعمال والحاضنات التكنولوجية كـ"بيريتك"، "Speed" وغيرها، بإحتضان الشباب وأفكارهم، وتحويلها إلى شركات فاعلة تقدّم العديد من الخدمات التي يحتاجها المجتمع اللبناني والعالمي أيضا.

في "​تحت الضوء​"، نلقي الضوء اليوم على شركة ناشئة لبنانية جديدة تحمل إسم "Grey IMT Studios"، وهي شركة تعمل على تطوير وصناعة الألعاب الخاصة بالهواتف الذكية، وتستهدف السوق الأوروبي والأميركي بشكل خاص.

ولأن "Grey IMT Studios" تمكنت من الدخول إلى برنامج "Speed 2017" لتسريع الأعمال، وأصبحت على مشارف إطلاق أول ألعابها في السوق العالمي .. كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء الخاص مع المدير التنفيذي والشريك المؤسس للشركة بول يتيم.

بداية أخبرنا ما هي "Grey IMT Studios"؟ وما هي طبيعة عملكم؟

"Grey IMT Studios" هي شركة لبنانية ناشئة تعمل في تطوير وصناعة الألعاب الخاصة بالهواتف الذكية.

في البداية كان إسم الشركة "Van Ahmar"، حيث قمنا بتأسيسها للدخول إلى برنامج "Speed" لتسريع الأعمال، وقد كنّا من ضمن الشركات التي تم إختيارها للدخول إلى البرنامج، واليوم أصبحنا في الأسبوع الأخير من برنامج "Speed" ، وقررنا تغيير إسم الشركة من "Van Ahmar" إلى "Grey IMT Studios".

من كان صاحب فكرة تأسيس "Grey IMT Studios"؟ وما الذي دفعكم للبدء بهذا المشروع؟

الفكرة بدأت معي انا، حيث كان حلمي منذ تواجدي في الجامعة، تأسيس إستديو خاص بصناعة الألعاب .. فألعاب الفيديو كانت شغفي منذ الصغر، ولم يكن هدفي الحصول على شهادة جامعية فقط .. لذلك قررت عرض الفكرة على صديق لي يدعى روبرت بشارة، وحاولنا الإنطلاق بالمشروع أكثر من مرة، إلا أننا لم نتمكن من تشكيل فريق متكامل، ولكن في الفترة الأخيرة إنضم إلينا ثلاثة شبان هم كرستيان عيسى، سليم متى وإيلي جرمانوس .. وكلّهم لديهم خبرات جيدة في عالم تطوير الألعاب، كما لديهم شغف كبير في هذا المجال.

واليوم نحن نعمل على إطلاق لعبتنا الأولى، التي ستكون عبارة عن لعبة في الفضاء الخارجي، حيث على المستخدم العمل على الإنتقال من كوكب إلى أخر ومن مجرة إلى أخرى عبر تخطي العديد من الحواجز والعراقيل.

هل ستكون لعبتكم الاولى مجانية؟ وهل ستكون متاحة لمستخدمي "آندرويد" و "iOS"؟

لا شك ان اللعبة ستكون متاحة لمستخدمي "آندرويد" و "iOS"، وهي مجانية لكل من يرغب في تحميلها.

اما بالنسبة للإستفادة المادية من هذه اللعبة فهي ستكون عبر ما يعرف بالـ"In-app purchases" أو الشراء من داخل التطبيق .. حيث قد يحتاج المستخدم لشراء بعض الأشياء التي تساعده على تخطي مراحل في اللعبة دون الحاجة للإنتظار، وهذه الطريقة ليست منتشرة كثيرا في سوقنا المحلي، ولكنها تستخدم بكثرة من قبل المستخدمين في أوروبا وأميركا، لذلك سنركز على هذه الأسواق بشكل أكبر.

كيف تصف تجربتكم في "Speed"؟ وما هي الخبرات التي إكتسبتموها من خلال هذه التجربة؟

تجربتنا في "Speed" كانت مميزة جداً، فقد تعلمنا الكثير .. وطريقة تفكيرنا تغيّرت بشكل جذري، في البداية كنا مجرّد شباب يرغبون بالعمل في صناعة الألعاب، ولكن الأن نحن فريق عمل لديه خطة متوسطة وطويلة الأمد، ورؤية وأهداف واضحة.

فقد تعلمنا في "Speed" كيفية إدارة الشركة، والتسويق للمنتج أو الخدمة التي نريد تقديمها .. وأصبح لدينا تصوّر واضح لطريقة العمل وسبل الوصول إلى الأهداف التي نسعى إليها.

هل تمكنتم من إيجاد مستثمرين لتوسيع عمل شركتكم؟

حالياً نحن لا نبحث عن مستثمرين، وسنكتفي بما قدمته لنا "Speed" في المرحلة الأولى .. والسبب هو ان المستثمر في لبنان مازال خائفاً من الإستثمار في شركات تطوير الألعاب، خاصة ان نسبة نجاح أي لعبة هي 60%.

ولكن نحن نضع كل خبرتنا في هذا المجال، لإنتاج وتطوير أكثر من لعبة، وضمان نجاحها وإنتشارها .. فهذا حلمنا وهذا شغفنا، وهذا ما نحب القيام به.

لذلك سنسعى من خلال المبلغ الذي حصلنا عليه من "Speed"، لتطوير لعبتين على الأقل والعمل على تسويقها ونشرها على أوسع نطاق .. وبعد ذلك سنسعى للحصول على إستثمار إضافي في الشركة.

ما هي أهم مشاريعكم المستقبلية؟

بعد الإنتهاء من برنامج "Speed"، سيكون لدينا مكتب خاص بنا في "Beirut Digital District" .. فهذا المكان يؤمن البيئة الأمثل لنجاح أي شركة ناشئة تعمل في مجال التكنولوجيا.

ومشروعنا على المدى المتوسط هو العمل من لبنان، والتسويق لأعمالنا في الخارج، فهدفنا الرئيس هو السوق الأوروبي والأميركي .. وبعد ذلك يمكن ان نفكّر في التوسع خارج لبنان.