هو شاب لبناني عايش الحياة العملية في لبنان والخارج، ولكنه لم يرضَ بـ"المعقول" و"المقبول" .. فتخلى عن وظيفته في الخليج ليثُور عن العرف المعتاد "الوظيفة الثابتة في بلاد الأمن والأمان" ليعود ويؤسس شركته الخاصة في وطنه الأم لبنان.

يؤمن أن الإنسان هو الشخص الوحيد المسؤول عن تحقيق حلمه الخاص، وأن الخبرة مسيرة يومية لا تنتهي..

هذا النموذج اللبناني فخر لنا ..عسى أن يقتدي به الشباب.. وبهدف نشر هذه الرسالة كان لا بد لـ"الإقتصاد" من التعرّف اكثر إلى مسيرة هذا الشاب .. المؤسس لشركة "Asmar Consultancy Group" جاد أسمر.

-بداية، كيف تختصر مسيرتك الأكاديمية؟

حصلت على شهادة في إدارة الأعمال من الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت "LAU"، وعملت في مجال العقارات ومن بعدها تركت وظيفتي في بيروتلأتجه إلى الخليج ولكني عملت في مجال مختلف وهو مبيعات تكنولوجيا المعلومات اي الـ"IT".

ولكن ولسوء الحظ عندما وصلت إلى الخليج وجدت أن العمل الفعلي كان غير المتفق عليه مسبقاً، لذا لم أبق كثيراً هناك وعدت إلى لبنان.

حينها قررت أن أؤسس شركتي الخاصة، بعد أن لاحطت أني أملك العناصر الأولية للمباشرة في العمل فالمكتب كان متوفراً وقد حصلت خبرة جيدة في مجال العقارات خلال الأعوام الماضية.

ومنذ أربعة أعوام أسسنا شركة "Asmar Consultancy Group" التي تُعنى بالوساطة العقارية وإدارة الممتلكات، ونقوم اليوم بشراكات عدة مع مؤسسات تعمل في مجال الديكور، تأسيس المطابخ، المفروشات وغيرها.

نقدم من خلال عملنا الدراسات، الموارد البشرية "فريق العمل" والإستشارات، بحيث نُشكل شركتنا صلة الوصل بين المقاولين والشركات المختصة والزبون.

تستلم شقيقتي قسم "Interior Architecture"، فيما يستلم الوالد قسمي الصيانة وإدارة الممتلكات نظراً لخبرته الطويلة التي اكتسبها في هذين المجالين في الخليج لمدة تتجاوز العشرين عاماً.

أما أنا فأستلم قسم الوساطة العقارية، التسويق والمبيعات.

-عندما قررتم تأسيس شركتكم الخاصة هل كان من الصعب عليكم جني رأس المال؟ وهل كان إعتمادكم أكثر على الخبرة أم على رأس المال؟

بالطبع تحصيل رأس المال لم يكن بالأمر السهل خاصة أننا أسسنا الشركة في ظل ظروف صعبة أي في ظلّ اندلاع الحرب في سوريا التي أثرت على الشرق الأوسط والقطاع العقاري بشكل خاص، وها نحن اليوم لا نزال نعاني كقطاع من الضغوط المتراكمة من حولنا، وبصراحة لا أعرف ما إذا كان هنالك ظروف أصعب من تلك التي نواجهها حالياً.

لذا كان إعتمادنا على الخبرة بالمقام الأول.

نحن كشباب نتجرأ بأن نحلم بأكبر من قدراتنا خاصة في الظروف الحالكة ، فالإنسان يعتمد على الخبرة، ولكن في هذا السن قد تكون خبرته " قيد التأسيس" إذا صح التعبير، ولكنه رغم ذلك يكون متعطشاً لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات.

ولكني أعتبر أن لا يوجد ما يُسمى بـ"الخبرة الكاملة" فكل يوم يحمل معه درساً جديداً نكتسبه لذا فإن منطومة التعلم لا تتوقف أبداً، فنحن نتعلم من أخطائنا، وتجاربنا السابقة، ومن السوق والمحيطين بنا سواء أكانوا منافسين، كشركات أم زبائن .. فلا حدود للخبرة .

-ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتها وإكتسبت من خلالها خبرة جديدة؟

من المشاكل التي واجهتها في القسم الذي أستلمه، وهو الوساطة العقارية، عدم تنظيم القطاع، وهذه مشكلة كبيرة ولا يمكن للمرء أن يواجهها بمفرده، وإلا عوضاً عن التركيز في تطوير عمله سيصب تركيزه على الشكاوى على المخالفين وينفق أمواله في المحاكم، ولسوء الحظ مهما حاولنا تنظيم عملنا يتمكن البعض من إبتكار "حيل" على القوانين والأنظمة.

لا نزال نعاني من هذه التحديات ولكن بنسب أقل، وهذا بفضل الخبرة التي إكتسبناها، نأخذ الآن إحتياطاتنا قدر المستطاع، ويتم تزويدنا من قبل نقابة الوسطاء والإستشاريين العقاريين، التي ننتمي إليها، بالإرشادات الموحدة لمحاربة الفوضى في القطاع، بالطبع لن يتم تنظيم القطاع بين ليلة وضحاها إلا أن الجهود متظافرة بهدف تنظيم القطاع.

ونحن أصبحنا نحفظ حقوقنا بشكل أفضل من خلال تغيير ألية عملنا وبهذا يمكننا القول أننا حوّلنا "الصعوبة" إلى "تحدٍ" إيجابي.

-من خلال خبرتك الخاصة في لبنان والخارج، ما هي النصيحة التي تود توجيهها للشباب؟

أدعو الشباب ليسعوا وراء أحلامهم، ولا أقصدها بالمعنى "الوجداني " بل فعلياً فلا تنتظروا المساعدة من أحد..

فلا أحد سيمُد لكم يد العون ويوصلكم إلى درب أحلامكم.. عليكم أن تجتازوا الطريق بأنفسكم.

قد يعتقد الشباب أن العمل في الخارج أسهل وأقل معاناة، ولكن من خلال تجربتي الخاصة إكتشفت أن الحياة العملية تتطلب مجهوداً ذاتياً، فلو جلت العالم بأسره لن يحقق لك احداً"حُلمك الخاص"، حلمك هو ملكُك ، حافظ عليه ، وأطلق العنان لقدراتك وطاقتك وحوله من "حلم" إلى "واقع" .

وأدعوا الشباب إلى السعي إلى تحقيق أحلامهم من بلدهم، فلبنان بلد منفتح على كل التجارب ويحمل العديد من الخبرات والطاقات البشرية.

وحده الذي يتحلى بالإرادة والعزيمة قادر على خلق الفرص المؤاتية له ..رغم كل الظروف الصعبة.