يجري في هذه الأثناء اطلاق استراتيجية البنك المركزي لتعزيز الشمول المالي من خلال المساهمة في زيادة الوعي بالخدمات المالية وفرص التمويل،في المعهد العالي للأعمال، وذلك لمناسبة اليوم العربي للشمول المالي، بدعوة من مصرف لبنان، بحضور ورعاية الحاكم ​رياض سلامه​، نائب الحاكم الأول رائد شرف الدين، رئيس جمعية المصارف في لبنان د. جوزيف طربيه ورئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود.

وخلال الإفتتاح، أشار د. طربيه في كلمته الى الجهد الإستثنائي لمصرف لبنان مع القطاع المصرفي للنهوض بشرائح المجتمع كافة وخاصة في القرى وعلى الأطراف.

وأضاف: "نعمل في ظروف صعبة بظل اضطرابات في المنطقة وخلل سياسي في لبنان يهدد استمرار الحكومات وعملها"، لافتا الى أهمية الشمول المالي وتثقيف العملاء مصرفيا وماليا وتأمين الشفافية.

ومن جهته سلامه أكد "إن الشمول المالي موضوع بغاية الأهمية بالنسبة لمصرف لبنان. إنما يجب أن تهتم به ايضا مؤسسات الدولة اللبنانية والمؤسسات الاجتماعية التي تنشط في العاصمة بيروت أو في المدن والقرى اللبنانية. ما يهمنا هو أن يشعر المواطن اللبناني بأنه يعيش في بيئة آمنة ماليا بفضل استقرار النقد والفوائد، ما يحمله على التفاعل أكثر فأكثر مع الخدمات التي تقدمها المصارف ويعزز ثقته لدى التعاطي مع القطاع المصرفي اللبناني".

وأشار الى عودة الليرة اللبنانية للتسليف بعد فترة طويلة من التسليف بالدولار فقط، وقال: "لا شكّ في أننا قمنا بمبادرات عديدة للحفاظ على استقرار الليرة اللبنانية التي باتت اليوم عملة تسليف، بعد غيابها لفترة طويلة عن سوق التسليف الذي كان يقتصر على الدولار الأميركي. التسليف بالليرة اللبنانية سمح لمصرف لبنان بإطلاق وتحفيز منتجات استعملتها المصارف لتأمين خدمات تهمّ المواطن. اليوم هناك أكثر من 120 ألف قرض سكني وأكثر من 700 ألف شخص يستفيد من حساب مصرفي مدين. من خلال دعمنا للقروض الاستهلاكية، قمنا بخطوة كبيرة نحو الشمول المالي لخلق تقارب أكبر بين المواطن والمصرف".

ولفت سلامه الى دعم المصرف للإقتصاد المعرفي قائلاً: "الشمول المالي في لبنان تأثر أيضا بشكل إيجابي بالمشاريع التي أطلقها القطاع المصرفي بدعم مصرف لبنان، ومنها التوظيف في قطاع اقتصاد المعرفة الرقمي الذي يشتمل على نحو 800 شركة و400 مليون دولار مخصصة ومستثمرة من قبل المصارف في هذا النوع من الشركات. هذا القطاع الواعد سيمثل قريبا أكثر من 2% من الناتج المحلي. كما أنه عاد ليستقطب اللبنانيين الذين غادروا الوطن للعمل في هذا الاختصاص بالذات. فهم يعودون الى لبنان بفضل هذه المبادرة التي أدّت أيضا إلى زيادة التفاعل بين القطاع المصرفي اللبناني والشباب اللبناني".

وتابع: "مصرف لبنان اهتم أيضا بوجود متحف للعملات يذكّر بالدور التاريخي الأساسي للبنان على صعيد النقد ووسائل الدفع. كان الفينيقيون يعبرون البحار وكانت وسيلة الدفع آنذاك بمثابة بطاقة إئتمانية إنمّا منقوشة على الحجر. إن وسائل الدفع ودور مصرف لبنان بتسهيل وسائل الدفع شجّع للغاية التعامل بين المواطنين والقطاع المصرفي. هذا المتحف مفتوح أمام الجميع وهناك إقبال عليه من قبل المواطنين، ما يشير الى وجود تقارب بيننا ووسائل الدفع التي تسهّل لنا حياتنا. مصرف لبنان أطلق منذ سنوات برامج تدريبية للشباب والطلاب الجامعيين غايتها خلق تقارب وانفتاح من قبل مصرف لبنان باتجاه الأجيال الصاعدة".

وختم سلامه: "آلاف الشباب مرّوا بمصرف لبنان حيث شاركوا في دورات تدريبية. من جهة أخرى، نصدر منشورات تثقيفية ونقوم بدورات وزيارات للجامعات وبمبادرات لتعزيز الشفافية والحوكمة في القطاع المصرفي. هذا الواقع يؤسَّس له ويتطور مع الوقت، إنما الهدف النهائي هو أن يتمكن كل مواطن يبلغ السنّ القانونية من فتح حساب مصرفي والاستفادة فورا من كافة الخدمات المصرفية".