زار وفد صيني برئاسة امين لجنة الحزب الشيوعي لمحافظة جيانغ شي لو سين شي واعضاء من الحزب ومدير مكتب الشؤون الخارجية في المحافظة جيانغ شي زاو هوي ورجال اعمال واصحاب مؤسسات تجارية واعضاء من السفارة ​الصين​ية في ​لبنان​، يرافقهم مستشار رئيس الحكومة سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، مرفأ ​طرابلس​ حيث استقبلهم مديره الدكتور أحمد تامر ورئيسة المنطقة الاقتصادية الخاصة الوزيرة السابقة ريا الحسن وممثلون عن شركة "غالف تينر". وجال الجميع على منشأة المرفأ لا سيما الارصفة والعنابر ورصيف الحاويات والمنطقة الاقتصادية الخاصة، واطلعوا ميدانيا على سير أعمال تفريغ وشحن البواخر.

وشرح تامر للوفد الميزات التفاضلية التي يمتاز بها المرفأ وجهوزية الخدمات اللوجستية المتطورةالتي أصبحت "تمتاز بها المنشآت في حرم المرفأ خصوصا رصيف الحاويات"، مؤكدا ان "المرفأ بدأ يلعب دوره الريادي الطبيعي"، آملا من الوفد ورجال الاعمال "تعزيز التعاون وتصدير واستيراد البضائع اللبنانية والصينية عبر مرفأ طرابلس، مما يسهم في رفع وتيرة العمل بالمرفأ ليضفي على الشمال انتعاشا اقتصاديا يساهم في ازدياد فرص العمل في إطار محاربة البطالة في الشمال".

بدوره، أكد سين شي ان الزيارة "تهدف الى الاطلاع ميدانيا على المرافق الحيوية الطرابلسية، ووضع خطة تعاون بين رجال الاعمال الصينييين واللبنانيين"، لافتا الى ان "طريق الحرير ستمر عبر لبنان عامة وطرابلس ومرفئها خاصة".

كما زار الوفد نقابة المهندسين في طرابلس والشمال، والتقى النقيب بسام زيادة، في حضور الحسن وكبارة وأعضاء مجلس النقابة. وانضم إلى الإجتماع مدير مرفأ طرابلس ومدير عام النقل عبد الحفيظ القيسي ورئيسة الوصاية والنقل البحري في لبنان إلهام خباز.

وقال زيادة: "نقابة المهندسين في الشمال تضم حوالي 12 ألف مهندس وهي تشكل 20% من عدد المهندسين في لبنان، كما أنها تتمتع بطاقات واختصاصات متنوعة في كافة المجالات. ونحن كمهندسين، نشارك بزخم في كافة المشاريع المتعلقة بإنماء المدينة ومختلف مناطق الشمال في كل المجالات".

أضاف: "الشمال لديه مقومات استثمارية ومرافق حيوية عالية، ونحن نتطلع الى آفاق التعاون وزيادة منسوب النمو الاقتصادي، من خلال تحفيز الاستثمارات".

من جهتها، عرضت الحسن الواقع الإقتصادي والتنموي في طرابلس والشمال وما يتعلق بالبنى التحتية والمشاريع الهادفة إلى تنمية القدرات الإقتصادية والإجتماعية والصناعية في المنطقة، فتوقفت عند "الموقع الإستراتيجي للمنطقة الإقتصادية وغالبية المرافق الإقتصادية في مدينة طرابلس والذي يبعد حوالي 30 كلم عن الحدود السورية، حيث تبلغ مساحة المنطقة الإقتصادية 550 ألف متر مربع، ودورها الإستراتيجي في موضوع الحوافز المالية والإدارية والضرائيبية التي تقدمها المنطقة الإقتصادية وهي إعفاءات ضريبية واسعة وتنافس غالبية المناطق الإقتصادية والحرة في منطقة البحر المتوسط والخليج".

وشددت على أهمية القطاعات التجارية والصناعية وما يتعلق باقتصاد المعرفة، معددة حوافز هذه المنشآت وما تتمتع به من إعفاءات على صعيد ضريبة الدخل وضريبة الTVA، وتوقفت بصورة خاصة عند منشآت معرض رشيد كرامي الدولي بطرابلس وأهميته القائمة على مساحة حوالي 750 ألف متر مربع.

وقالت: "إننا نحاول تسويق المنشآت القائمة في المعرض ليكون جزء منها تابعا للمنطقة الإقتصادية وإقامة مدينة المعرفة، ومحاولة تفعيل المنشآت الأخرى لإقامة معارض مختلفة، وهذه المنشآت تحتاج إلى بعض التحسينات لتكون مطابقة للمواصفات العالمية".

وتطرقت إلى واقع مرفأ طرابلس وأهميته في ضوء المشاريع التي تم تنفيذها على مراحل في الآونة الأخيرة لا سيما "التطور السريع على الصعيد الإستراتيجي للمرفأ مع إطلاق الرصيف رقم واحد، والتوسعة الجارية لمنطقة الحاويات لتصبح حوالي مليون متر مربع، لتضاف إلى توسعة الرصيف رقم واحد بطول حوالي 300 متر وزيادة عمق الحوض، وارتفاع حركة التصدير والإستيراد وزيادة حجم التجارة سنويا".

وأكدت أهمية خط سكة الحديد بين طرابلس والحدود الشمالية، طارحة "إمكانية ان تستثمر الصين في هذا المجال وربط سكة الحديد هذه بشبكة سكك الحديد في شمال سوريا". وتناولت واقع "مطار رينيه معوض في منطقة القليعات بعكار وأهميته الإقليمية مع وجود حوالي مليون متر مربع يمكن الإستفادة منها لإقامة منطقة حرة تابعة للمطار الذي بإمكانه أن يربط شمال لبنان بكافة المناطق اللبنانية وبالمنطقة والخليج وتركيا".

وركزت على "أهمية موقع طرابلس وقربه من المناطق الرئيسية التجارية القائمة في دول المنطقة سواء في سوريا أو العراق أو الأردن"، وقالت: "هذا الموقع هو وسطي وهذا من شأنه الدفع وبحماسة الى الاستفادة من هذا الموقع وبالتالي أن تكون طرابلس على طريق الحرير التي تعمل الصين على تعزيزه إقتصاديا وتجاريا وتنفيذه في القريب العاجل".

ولفتت الى "أهمية التعاون المشترك على الصعيد التجاري والإستفادة من خبرة الصينيين بالمناطق الإقتصادية الحرة، وان يستثمر رجال الأعمال الصينيون في طرابلس وبالتالي تدريب اللبنانيين في مجال تعزيز قدراتهم المهنية والإدارية، والإستفادة من القدرات المالية والإقتصادية والإستثمارية الكبيرة التي تتمتع بها الصين والتي يمكن أن تنعكس إيجابا على طرابلس في حال تعزيز الصين لطريق الحرير لا سيما وان طرابلس تتمتع بموقع هام على هذا الطريق الإستراتيجي".

وقالت: "إذا استثمرت الصين في لبنان وفي طرابلس بالذات، فالصين ستكون رابحة لجهة قرب طرابلس من المتوسط وشمال أفريقيا، وهذه الإستثمارات ليست بحاجة لمبالغ كبيرة خصوصا أن غالبية المنشآت المطلوبة هي متوفرة أو تتطلب بعض التحسينات، فهناك مرفأ ومطار ومنطقة إقتصادية ومعرض دولي. وبالنتيجة، هذا الأمر يفتح بابا عريضا أمام الصينيين ليكون لهم موطئا في شرق المتوسط الأمر الذي يفتقدون إليه حاليا".

بعد ذلك، زار الوفد الصيني منشآت معرض رشيد كرامي الدولي بطرابلس والتقى رئيس مجلس الإدارة أكرم عويضة وأعضاء المجلس، وتفقد وضع المنشآت التي مضى على إنجازها نصف قرن دون التمكن من تجهيزها وإنجازها بصورة كاملة ودور كل من هذه المنشآت وما يمكن أن تؤديه اقتصاديا وتجاريا وسياحيا وإنمائيا.