استضافت ندوة "​حوار بيروت​" عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من مقر وزارة الإقتصاد، مع المعدة والمقدمة ريما خداج، بعنوان "أمن لبنان الإجتماعي والإقتصادي بين النزوح السوري واللجوء الفلسطيني: أي تداعيات وأي تحديات وأي إدارة للملفات؟"، وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير السابق د. حسن منيمنة، والخبير الإقتصادي د. أنطوان حداد.

في البداية قال الوزير مرعبي أننا "بدانا نستفيق اليوم لأزمة النزوح السوري للأسف، وبدأنا بإعطاء أهمية أكبر لهذا الملف، وهذا ما دفعنا في الحكومة الجديدة لتشكيل وزارة متخصصة بهذا الأمر .. وكما يقال، أن تأتي متأخراً خيراً من آلا تأتي ابداً .. ونحن نأمل خيرا وسنسعى دائما للقيام بواجبنا في هذا الموضوع".

وتابع "المكونات السياسية للأسف تعاطت مع هذا الموضوع من ناحية سياسية أكثر من الناحية الإنسانية، وكان هناك تجاهل لدخول النازحين، ورُفضت المخيمات في ذلك الوقت إلى أن وصلنا اليوم لهذا الإنتشار الواسع للنازحين السوريين .. ولكن يجب علينا كلبنانيين ان لا ننسى بأننا في فترة من الفترات كنّا نازحين في دول الجوار ومنها سوريا .. واليوم بدأنا بوضع الأمور على الطريق الصحيح، وأصبح هناك وعي وتفهم أكثر لهذا الملف".

وفي سؤال للزميلة خداج عن موقف تيار المستقبل الذي وصفته بالشجاع، حيث أعطى الأولوية للأمن الإقتصادي والإجتماعي للبنانيين قبل أي شيء آخر في هذه المرحلة، ورفع الرئيس الحريري الصوت عاليا في بروكسل، في حين أنه في السنوات السابقة كان القرار مختلف ورفض التيار إغلاق الحدود .. قال مرعبي أنه "في السنوات الماضية كان تيار المستقبل من أول المطالبين بإنشاء مخيمات للنازحين، ونحن كنا في عكار اول الناس الذين إستقبلوا النازحين في بيوتهم، ولكن أطراف سياسية أخرى ومنها التيار الوطني الحر رفضت إنشاء مخيمات للنازحين في ذلك الوقت... وتيار المستقبل كان موقفه نابع من ناحية إنسانية، فلا يمكن أن نرى الأطفال تُقتل دون أن نتحرك".

ولفت المرعبي إلى أنهم "يرفضون فتح أي حوار مع النظام السوري، أان هذا سيكون إعتراف بشرعيته، لذلك نرفض التعاطي مع هذا النظام مهما كلف الأمر".

من جانبه قال الخبير الإقتصادي د. أنطوان حداد أن "ازمة النزوح هي من أخطر الأزمات التي تواجه لبنان، وفيها تهديد وجودي يمكن ان يغير صورة لبنان الحالية في المستقبل إن لم يتم إستيعابها أو معالجتها".

وأضاف "إن النازحين الموجودين في لبنان هم أشخاص تركوا بيوتهم مرغمين، ولا نتمنى أن يمر أي إنسان بما يمر به هؤلاء .. فهم ضحايا وليسوا أعداء، ولكن في نفس الوقت هذه الأزمة يجب ان يتم التعامل معها بشكل صحيح لأنها يمكن ان تشكل أزمة ديموغرافية على المدى الطويل، لذلك يجب إدارة هذه الأزمة بطريقة صحيحة إعتمادا على سياسات واضحة، فذلك هو الحل الوحيد للتخفيف من حدة الأزمة وإستيعابها".

وإعتبر أن "لبنان يفتقد لإطار ناظم، فنحن ليس لدينا رؤية واضحة .. لذلك يجب أن يكون هدفنا على المدى البعيد واضح وصريح، وهو عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، فهذه مصلحتهم وسوريا هي وطنهم، ولكن عودتهم يجب أن تكون آمنة وكريمة، فلا يمكن إعادتهم إلى أماكن تشكل خطر على حياتهم، فاللبنانيون مرّوا بهذه التجربة من قبل، ولم يعودوا إلى مناطقهم إلا بعد التأكد من أنها آمنة وصالحة للعيش الكريم".

وتابع حداد "هذه العودة تتم إما بتسوية شاملة للحرب السورية، وإما بإقامة مناطق آمنة للنازحين داخل الأراضي السورية، وهنا علينا أن نشرح ما هي المناطق الآمنة .. المناطق الآمنة هي أماكن قابلة للحياة تكون فيها حيات النازحين غير مهددة وتحتوي على وسائل العيش بالحد الأدنى ... ولكن بإنتظار ذلك على لبنان أن يعمل على سياسة الإستيعاب المؤقت، فلا يمكن الإستمرار بإتباع سياسة النعامة وترك الإيواء او السكن بطريقة عشوائية .. فعلينا إقامة تجمعات سكانية لهم، حيث أنه على الرغم من بعض السلبيات لهكذا خطوة إلا أنها تبقى أفضل من الوضع الراهن، لان التجمعات السكانية يتم إختيارها بطريقة مدروسة وتكون مضبوطة امنيا وبيئيا وإجتماعيا".

وإعتبر أن "الدعم والإهتمام لا يجب أن يكون فقط للنازحين السوريين، ففي لبنان هناك ما يسمى المجتمعات المضيفة، أي المناطق التي فتحت بيوتها للنازحين وقدمت لهم كل ما تملك وتقاسمت معهم كل شيء، وهذه المناطق تعاني بالأساس من الفقر والتهميش، والمعاناة الأن أصبحت مضاعفة .. لذلك علينا الإهتمام بهذا الملف أيضاً".