هناك أشخاص يؤكدون أن النجاح قابل للتحقّق في أي مرحلة عمرية، و​رالف المصري​ هو خير مثال على ذلك. حيث أثبت أن الإنجازات المهنية مرتبطة بالإصرار والشغف، وحب العمل هو سر من أسرار النجاح، كما أن الموهبة ستشع وتلمع وتلقى التقدير في جميع الظروف. فكان صغير السن وكبير الطموح، وقدّم كل ما لديه من خبرة ومهارة من أجل الوصول الى أهدافه كافة.

ولد رالف المصري في بيروت عام 1989، وعاش بين لبنان، وكندا، وفرنسا، وبريطانيا. في سن الثامنة عشرة، إنتقل إلى لندن حيث التحق بجامعة "Central Saint Martins"، لتعلم أصول مهنة صناعة المجوهرات.

أول إنجاز حققه كطالب في السنة الأولى، كان فوزه بجائزة "Swarovski"، ما أعطاه الفرصة للعمل مع هذه العلامة التجارية العالمية. في العام التالي (أي في سن العشرين)، حصل على تقدير واسع النطاق، مكافأة له على موهبته الفريدة، فتم ترشيحه لنيل جائزة خاصة بالمجوهرات في بريطانيا، حيث كان أصغر المرشحين.

عمل المصري مع عدد من أصحاب العلامات التجارية الرائدة، منها "Pomellato" الإيطالية، وفي العام 2011،حاز على إجازة في تصميم المجوهرات، وأطلق علامته التجارية الخاصة "Ralph Masri"، بعد فترة وجيزة. أما في العام 2014،فافتتح أول متجر له في شارع مار مخايل في بيروت.

في العام 2016، فاز بجائزة المجوهرات الراقية من "DDFC/Vogue Fashion"، ما عزز مكانته كأحد أبرز المواهب الناشئة في المنطقة.

كان لـ"الإقتصاد" مقابلة خاصة مع رالف المصري، من أجل التعرف إلى رحلته المهنية الغنية بالأحداث والإنجازات، وطموحاته المستقبلية التي تخطت حدود الوطن.

- أين كانت البداية الرسمية لمسيرتك المهنية؟ ومن أين حصلت على التمويل اللازم للبدء؟

أطلقت علامتي التجارية "Ralph Masri" رسمياً في العام 2013 في بيروت.

وجاء التمويل الأولي،على شكل منحة من عائلتي، بالإضافة إلى بعض القروض التجارية.

- لماذا اخترت العمل في هذا المجال بالتحديد؟

اخترت التخصص في صناعة المجوهرات، لأنني أجيد العمل في هذا المجال، وأشعر بالشغف تجاهه؛ ولطالما عملتُ لأن أكون ناجحاً في عملي وحقّقْتُ ذلك.

- هل تمكنت من نشر علامتك التجارية على الصعيد العالمي؟

لقد توسّع نشاطي التجاري على الصعيد الدولي بشكل ملحوظ، وبدأتْ تُباع مجموعاتي حاليا في عشر نقاط بيع مختلفة في خمسة بلدان هي لبنان، الولايات المتحدة، بريطانيا، الإمارات، والكويت.

وستكون علامتي التجارية متوفرة قريباً في السعودية أيضاً؛ والقائمة تتسع باستمرار يوماً بعد يوم.

- ما الذي يميز رالف المصري من غيره من المصممين؟

أنا أحب الإكسسورات العصرية (fashion jewelry) والمجوهرات الراقية (fine jewelry)، لذلك أسعى دائما إلى مزج العالمين، وإلى جمع جودة المجوهرات الراقية، مع جرأة الإكسسورات العصرية، لكي أخلق قطعاً مميزة وفريدة من نوعها، مع التركيز على التفاصيل، وعلى الشقين الفني والحرفي.

- ما هي الصعوبات المهنية التي تواجهها؟

التدفق النقدي الثابت شكل العقبة الأكبر التي ركزت على التغلب عليها، وخاصة في البدايات، أي عندما كان العمل لا يزال في مراحله الأولى. بالإضافة إلى ذلك، واجهْت بعض الصعوبة في إيجاد الموردين والشركاء الجديرين بالثقة.

- برأيك، ما الذي ساعدك للوصول إلى ما أنت عليه اليوم؟ وما هي الصفات التي أسهمتْ في تقدمك المهني؟

تقدمي المهني هو ثمرة الشغف الذي أشعر به تجاه علامتي التجارية وتصاميمي؛ فأنا أستمتع بالقيام بعملي ولا أشعر أنه واجب أو فرض عليّ مطلقاً، وهذا الواقع أدّى دوراً كبيراً في نمو "Ralph Masri".

من ناحية أخرى، الشهادة التي حصلت عليها من جامعة "Central Saint Martins"، ساعدتني على فتح العديد من الأبواب، وعززت مصداقيتي في السوق، خاصة مع صِغَر سني؛ فالمجوهرات الراقية هي صناعة قديمة جداً، ومن ثَمَّ فإن اللمسة الشبابية التي أضيفها إلى تصاميمي تقدم نظرة جديدة إلى الأمور التقليدية، وهذا الأمر كان مفيداً جداً، وساعدني في الحصول على الإنتباه والإهتمام.

ولا بد من الإشارة إلى أنني محظوظ للغاية بالدعم الذي أناله من عائلتي، إذ إنني تلقّيت توجيهاتهم وتشجيعهم على طول الطريق.

أما في ما يتعلق بالصفات، فأنا شخص طموح جداً، ومخلص لعملي؛ وهذا الأخير يشكل الأولوية القصوى بالنسبة لي.

- ما هي مشاريعك وتطلعاتك المستقبلية؟

هدفي هو تحويل علامتي التجارية إلى اسم معروف عالمياً في مجال صناعة المجوهرات.

أما بالنسبة إلى خططي القصيرة الأمد، فأنا أركز حالياً على التوسع إلى سوق الولايات المتحدة، حيث أرى إمكانيات واسعة النمو.

- كيف تعمل على التنسيق بين عملك وحياتك الخاصة؟

أنا أحب السيطرة على كل جانب من جوانب عملي، وبالتالي لا أحصل على الكثير من الوقت لحياتي الشخصية. لكنني أحاول دائما أن أخصص يوماً واحداً في الأسبوع على الأقل، من أجل الإسترخاء، والحصول على الراحة والترفيه.

- ما هي نصيحة رالف المصري للشباب اللبناني؟

أنصح الشباب أن يُقلعوا عن التشاؤم في موضوع بلدهم لبنان، وأن يثقوا بمستقبله. فالإنسان المقدر له أن ينجح سوف ينجح حتماً بسبب شغفه، بغض النظر عن الأوضاع القائمة في البلد.