"إن السمات الدقيقة لما تبحث عنه لا تتوفر في أي وظيفة"، بحسب ​سريكومار راو​، الأستاذ المحاضر في جامعة كولومبيا لما يسمى "الإبداع والإتقان الشخصي". يعتقد راو أن أكبر عقبة أمام السعادة في مكان العمل هي الإعتقاد بأننا سجناء الظروف، وعاجزون إن لم تتدخل القوى الطبيعية وتغير ما تريد هي في حياتنا. ويصرّ أنه "لتغيير وظيفتك يجب عليك تغيير الطريقة التي تفكر بها...نحن نخلق تجربتنا الخاصة". ويقول راو الذي يعتمد بشكل كبير على الروحانية الشرقية ويستمد أفكاره من العديد من الديانات الكبرى "معرفتنا بأننا مسؤولون عن عيش الحياة التي نملكها هو أقوى أداة لدينا".

ويعتقد راو، مؤلف كتاب "السعادة في العمل"، أنه من أجل أن تكون سعيداً في مكان العمل، تحتاج إلى الانتقال من الطموح الشخصي إلى طموح "الرؤية الأكبر". "الطموح الشخصي هو "أريد أن أكون الرئيس التنفيذي"، أما "طموح الرؤية الأكبر فهو أريد قيادة هذه الشركة ليرغب الناس بالعمل هنا". ويقول إن الطموح يعيق السعادة طالما أن الناس يستخدمون نموذج "إذا/ثم" في التوظيف: إذا حصلت على الترقية، فسأكون سعيد. يقول راو أن المنظور الأكثر صحة وسعادة هو التفكير بمنطق "لدي رؤية كبيرة وسأحاول قصارى جهدي لجعلها تعمل. إذا نجحت، رائع. إن لم يكن، رائع. هدفي هو إعطاؤها أفضل ما لدي. "

إذا كانت السعادة تأتي فقط من الداخل، فكيف يمكنك معرفة ما إذا كنت حقاً في وضع سيئ، بدلاً من مجرد الحاجة إلى إعادة صياغة الطريقة التي ننظر بها إلى الأمور؟ يقول راو إنه من الأفضل إجراء تغيير من مكان إيجابي بدلا من نقطة الغضب. "يجب عليك إجراء تغيير من مكان أنت ممتن فيه لتجربتك ولكن على استعداد لإجراء تغيير ومواصلة النمو".

ووفقاً لنصائح راو، هذه عشر خطوات يجب اتخاذها للشعور بالسعادة في العمل:

- تجنب تصنيف الأشياء بين جيد وسيء

"عندما يحدث شيء سيء، لا تلم نفسك. فبدلا من ذلك، كن حذراً تجاه الخطأ عند ارتكابه دون أن تصدر الأحكام...قم بما هو واجب عليك فعله، ولكن لا تتخلى عن هدوئك وسكينتك"، يقول راو.

- تمتع "بالمرونة الفائقة"

يعرّف راو "المرونة الفائقة" بأنها القدرة على التعافي سريعاً من المحن، حيث يكتب: "تمضي الوقت الكثير فيما لا طائل من ورائه من جلد للذات ولوم للآخرين. تشعر بالذنب عبثا وتخلق الأعذار التي تعلم أنها واهية. إذا كنت مرناً، يمكنك استعادة حيويتك والمضي في إنجاز أمور عظيمة". (ويقول أيضا إنك إن عملت بنصيحته بالتجنب التام لنعت الأشياء "بالسيئة"، فلن تضطر إلى ممارسة المرونة على الإطلاق).

- أترك الأحقاد وراءك

يرى راو إنه من مفاتيح السعادة في العمل تناسي الأحقاد. فكتب: "تعمد نسيان الماضي. هذا صعب ولكنك ستعتاد على الأمر مع الممارسة".

- لا تضع وقتك في الغيرة

يقول راو: "عندما تكون غيوراً فكأنك تقول إن العالم ضيق وليس فيه ما يكفي من النجاح لأحققه. بدلاً من ذلك، كن سعيداً لأن أيا كان ما حدث لزميلك أو رئيسك سيحدث لك سواء في وظيفتك الحالية أو في شركة أخرى".

- إبحث عن الحماس في داخلك...وليس في وظيفتك

نحلم جميعنا بوظيفة يكون راتبنا عالٍ فيها وساعات العمل مقبولة بحيث يمكنك العودة إلى المنزل مبكراً، وقضاء الوقت مع من نحب من الزملاء الأذكياء في العمل، لكن راو يحذر من البحث عن تلك الوظيفة المثالية أو حتى التصديق بوجودها. فهو يدعو، بدلاً من ذلك، إلى تغيير نمط التفكير بالوضع الحالي. على سبيل المثال: بدل أن ترى نفسك كمدير للموارد البشرية في أحد البنوك، عرف عن نفسك كشخص يساعد موظفي البنك الآخرين على إعالة عائلاتهم والاستفادة من مزاياهم والتوفير من أجل المستقبل.

- تخيل نفسك قبل عشر سنوات وبعد عشر سنوات من الآن.

يقول راو: "لقد اختفت معظم المشكلات التي أبقتك ساهراً في الليل قبل عشر سنوات. لذا فإن كثيراً مما تواجهه الآن من مشكلات سيزول. إن معرفة هذه الحقيقة ستساعدك على التفكير بصورة أفضل.

- تخلص من نموذج "إذا/عندئذ" للشعور بالسعادة.

يقول راو إن كثيراً منا يعتمد على نموذج "إذا/ عندئذ" المغلوط للشعور بالسعادة. إذا أصبحت رئيساً تنفيذياً، عندئذ سأكون سعيداً. إذا حصلت على راتب ضخم، عندئذٍ سأكون سعيداً. ويضيف: "لا يتوجب عليك الحصول على شيء أو فعله كي تشعر بالسعادة".

- استثمر في العملية، وليس في النتيجة.

كتب راو: "إن النتائج أمر خارج عن سيطرتك تماما"، أي أنك ستعرّض نفسك لخيبة الأمل إذا قمت بالتركيز بشدة على ما تتمنى تحقيقه بدلاً من التخطيط لكيفية تحقيقه.

- فكر في الآخرين

يدعو راو في كتابه إلى تبني منظور التركيز على الآخرين، فيقول: إذا لم يحصل الموظف على الترقية، فلا يزال بمقدوره النجاح بطرق ملموسة بشكل أقل أو أن يحصل على وظيفة أفضل في المستقبل. ويضيف: "إنني أعارض الفرضية القائلة بأن عليك أن تكون منافساً لا يرحم كي تتمكن من الصمود في بيئة الشركة".

- الفصل بين المهام بعشرين دقيقة

يعتقد راو أن تعدّد المهام يعيق السعادة، حيث يقول: "إن تعدد المهام يعني ببساطة أن تقوم بأمور كثيرة بشكل سيء وتستغرق وقتاً أطول في ذلك". وهو ينصح بدل ذلك بالفصل بين المهام لمدة عشرين دقيقة وزيادتها تدريجياً إلى ساعتين "قم بإطفاء الأجهزة الإلكترونية التي قد تشتت تركيزك"، مشيراً إلى أن الموظف سينجز كمية أكبر من العمل بمجهود أقل مع ممارسة هذه الطريقة.