ربيع دمج

"جورج.ن" و "شربل.ع" و"الياس.ع" أسماء متعددة يحملها شخص واحد إسمه الحقيقي "سمير.خ"، سمير الذي يبلغ من العمر 68 عاماً لم يردعه سنه الكبير القيام بأعمال نصب و إحتيال لا قيمة لها ولا يقوم بها سوى مراهق طائش عاطل عن العمل.

أكثر من 15 عملية سرقة وقعت في ضواحي قضاء "المتن" وساحله ما بين منتصف العام 2016 حتى كانون الثاني من العام 2017، طريقة السرقات تشابهت من حيث التنفيذ فكانت هناك حلقة ضائعة "من هو الفاعل" ، لم يخطر ببال مخافر :برمانا والجديدة وغيرها أن يكون اللص هو رجل مُسن، جنى ما بين الـ1500 إلى الـ1800 دولار أميركي نتيجة سرقاته عبر إستدراج عمال التوصيل في مطاعم وسوبر ماركت ومحلات حلويات إلى عناوين وهمية قبل أن يلقاهم على مدخل العمارة التي لا يسكن فيها أصلاً، فيطلب منهم أن يعودوا ويحضروا له غرضاً نسي طلبه وأن يحضروا معهم فاتورة جديدة كي يحاسبهم بجميع الأغراض، وحين يذهب العامل يهرب من المبنى.

كان "سمير" حريصاً جداً على عدم السرقة أكثر من مرة من ذات المنطقة ولا حتى في ذات الفترة، إذ كان ينتقل بعد أيام إلى منطقة جديدة، غير أن تكرار الحادثة في أرجاء "المتن" ذاع صيت المحتال المجهول.

هناك من تقدّم برفع دعوى على "اللص المجهول" وهناك من إعتبر أن الأمر لا يستحق كون السرقة لم تتعد الـ100 دولار أميركي، من هؤلاء الضحايا الذين تشجعوا على تقديم بلاغ "أنطوان.ص" شارحاً بدعواه في مخفر الجديّدة حول كيفية قيام شخص إدعى أنه "الياس.ع" وإنه إتّصل على رقم المحل وطلب بعض الأغراض المنزلية والمواد الغذائية على أن يوصلها له الشاب في المحل طالباً من صاحب المحل إرسال صرافة 100 دولار وأن يحسم منها ثمن الأغراض التي طلبها.

وهذا ما حصل فصاحب المحل لم يشك ولو لبرهة أنّ الرجل الذي يسكن بالقرب منه سيكون لصاً لا سيما انه طلب منه خصم قيمة المشتريات من الـ100 دولار.

حين وصل الشاب المصري إلى العنوان المطلوب وجد رجلاً عرّف عن نفسه أنّه "صاحب الطلبيّة"، واستلم منه الأغراض وصرافة الـ 100 دولار وقبل أن يُسّلمه "الياس" المئة دولار، إدّعى أنّه نسي أن يطلب منه غرضا آخر من المحل وأرسله لإحضاره، وقال له حين تعود إصعد إلى الطابق الخامس ستجد زوجتي ماري بإنتظارك ستعطيك المال و"بقشيش" لك، ذهب الشاب دون أي يخطر بباله أنه سيناريو وهمي، وحين عاد لم يجد "العجوز" في المدخل فسأل عن منزل "الياس.ع" وزوجته ماري ليخبره السكان بأن لا وجود لهذا الشخص في العمارة وعاد ليخبر معلمه بالأمر، فسارع إلى تقديم بلاغ تحر وأرفق دعوته بالرقم الذي إتصل به المجهول.

الأمر تكرر بعد ذلك 4 مرات، فكان "ميشال.ب" صاحب مطعم شاورما في برمانا من الضحايا الذين وقعوا في الفخ عينه، وبذات الطريقة إستولى على بقايا 100 دولار أميركي وهرب.

بعد التحريّات المكثّفة تمكّن المحققون من الوصول إلى الشخص المحدد بعد مراقبة "داتا" الإتصالات، لكن صعوبة الوصول إليه بشكل سريع كانت بسبب إستخدامه رقمين فأحياناً يستخدم الرقم الأول ثم يتركه أسبوعين يكون في ذلك الوقت يستخدم الرقم الآخر، ولكن بعد حصر الإتصالات في قضاء محدد ومتابعة الإتصالات ومراقبتها جيداً تم التوصل إلى "سمير.خ" هو "ح. د" فألقي القبض عليه، وإعترف بكل ما نسب إليه من جرائم سرقة، كما أضاف في إعترافاته لدى قاضي التحقيق في جبل لبنان، زياد مكنّا، بأنه سرق في سنوات سابقة عدد من المحلات في لبنان لكنه توقف عن ذلك لفترة قبل معاودة نشاطه، وتم تركه بسند إقامة كون ما قام به لا يشكّل أكثر من جنحة كما أن 3 من الضحايا أسقطوا عنه حقوقهم الشخصية فخرج بكفالة 300 ألف ليرة لبنانية لكن محاكمته لم تنته بعد وأحيلت أوراقه إلى النيابة العامة في بعبدا لمتابعتعها من قبل القضاء المختص.