باتت أسهل طريقة لنصب أموال الناس هي إستخدام "الدين وشعائره" كوسيلة لإيهام هؤلاء وسحب أموالهم دون أن يترك ذلك "النصاب" أي أثر يضعه في دائرة الشك، فيقوم بفعلته ويذهب مع الريح إلى أن يقع لاحقاً في شرك أعماله .

بكل بساطة جلس حسن.ف مع زوجته آلاء.ق وخططا سوياً كيفية الإستحصال على مبلغ من المال دون تعب أو مجهود، وبما أن صيته في أحد أحياء الشيّاح طيبة كون لا شبهات حوله أو سوابق عليه تجعله محط قلق لدى جيرانه أو غيرهم، إرتأى حسن أن يتحوّل إلى شيخ بعدما كان البعض في حارته ينادونه بالشيخ لحسن ودماثة أخلاقه.

الشيخ حسن أصبح معروفاً في منطقته ومناطق أخرى من الضاحية الجنوبية لبيروت، وهنا بدأ "البزنس" الخاص به من خلال إفتتاح مكتب سفريات لنقل الحجاج إلى سوريا والعراق وإيران، وبدأ منذ العام 2016 بتنظيم بعض الرحلات، كل الأمور كانت تسير على ما يرام وأصبح أسبوعياً ينقل حجاج من الضاحية إلى هذه الدول بهدف "الزيارات الدينية".

مضى على عمله بجدّية ووقار لفترة شهرين أو أكثر بقليل، لكن بعد ذلك قرر التخطيط لبدء أول عملية نصب عبر تسيير رحلات حج إلى الدول المذكورة، ولكنه في اللحظة الأخيرة كان يلغيها بحجة الأوضاع الأمنية في سوريا وتارة كون هناك مشكلة في بعض أوراق الحجاج، فكان يستحصل على أموال المواطنين ولكنه لا يبادر إلى تسفيرهم.

في المرة الأخيرة أي قبل حلول عيد رأس السنة (2017)، أعلن من خلال مكتبه عن تنظيم رحلة إلى العراق ومن ثم إيران وحدد موعد لها في منتصف شهر كانون الأول 2016، وقد أخذ مبالغ مالية من 15 شخص لتحضير التأشيرات والأوراق وحجز فنادق.

إستحصل على مبلغ 1200 دولار أميركي من كل شخص موهما إياهم بأن بعد الإنتهاء من تحضير الأوراق والتاشيرات سينطلقون في التاريخ المحدد.

جاء الموعد ولم يتصل بهم أحداً، الجميع جهز نفسه قبل يومين من الإنطلاق، لكن لا بوادر أمل من تلك الرحلة المزعومة، قام عدد من "المتورطين" بالإتصال بالشيخ حسن، لكن هاتف الشيخ خارج التغطية.

في اليوم التالي قصد عدداً منهم المكتب فلم يجدوا الشيخ والمحل مقفلاً، هنا أدرك هؤلاء بأنهم وقعوا في شرك النصب لا محال. فتوجهوا في اليوم التالي إلى النيابة العامة في جبل لبنان لتقديم "دعوى قضائية" بحق الشيخ زوجته المتواريان عن الأنظار.

بعد أسبوع من تقديم الشكوى تمكنت أجهزة الآمن من توقيف حسن وزوجته وإحالتهما إلى قاضي التحقيق، ربيع الحسامي، الذي إستمع إلى أقوالهما والتي جاء فيها بحسب قراره الظني بأنه " لم ينصب على أحد ولم يسعى إلى ذلك، كل ما في الأمر أنه فعلا يمتلك حملة ز.، وأنه لم يستطع تسفير الزوار بسبب العجز المالي"، موضحاً أنه "معروف بالشيخ حسن فارس رغم أنه ليس شيخاً ولكن هذا لقبه بين الناس".

في هذا السياق تم توقيف حسن وإحالته إلى محكمة جبل لبنان لبدء جلسات محاكماته كونه لم يعيد الأموال إلى أصحابها بحجة "الإفلاس" والعجز المالي. على أن يتم سجنه بقيمة المبالغ التي حصل عليها من المدّعين عليه.

ربيع دمج