يُقال أن "سر النجاح على الدوام هو أن تسير إلى الأمام"، وهذه هي الوجهة التي تمشي عليها نيكول عيد. فبإصرارها على التقدم، ورغبتها الدائمة في زيادة معرفتها، وقدرتها على تحقيق التوازن في حياتها، تمكنت من الوصول الى حلمها والمحافظة على استمراريته.

"الاقتصاد" التقت مع مؤسسة عيادة "Nutriform"، نيكول عيد، للتعرف إلى مسيرتها المهنية في مجال التغذية، وطموحاتها المستقبلية، ورؤيتها لواقع المرأة.

من هي نيكول عيد؟ وكيف قررت تأسيس "Nutriform"؟

تخصصت في علوم التغذية، وحصلت على ماجستير في التغذية السريرية (clinical nutrition)، ومن ثم نلت شهادة في التدريب الشخصي (personal training).

بعد التخرج، لم أرغب في العمل في مستشفى، بل فضّلت استقبال الزبائن في عيادتي الخاصة، وبالتالي أسست في العام 2010، عيادة "Nutriform" الموجودة اليوم في منطقة جل الديب.

لماذا اخترت العمل في هذا المجال بالتحديد؟

لطالما شعرت أن مجال التغذية مفيد، وأستطيع الاستفادة منه بنفسي، وإفادة عائلتي وجميع الناس في الوقت ذاته.

هذا المجال هو بمثابة شغف بالنسبة لي، اذ أنني أحب التعمق كثيرا في المواضيع والدراسات المتعلقة بالتغذية.

وبالتالي لم أفكر كثيرا لدى اختياري لمجال عملي، بل أخذت الخطوة وبدأت على الفور.

هل أن هذا النوع من الأعمال بحاجة الى تمويل كبير من أجل الانطلاق؟

الانطلاق في مجال التغذية مرتبط بنوع الآلات المستخدمة، والمستوى الذي نريد العمل فيه، لكنه بحاجة أكثر الى المعرفة والخبرة، وبالتالي فإن موضوع التمويل الكبير ليس أساسيا.

من قدم لك الدعم الأكبر في مسيرتك المهنية؟

بالاجمال أنا أدعم نفسي بنفسي، فعندما يحب الانسان العمل الذي يقوم به، لن يعود بحاجة الى الدعم من أي أحد.

الى أي مدى تساعدك وسائل التواصل الاجتماعي على نشر اسمك بين الناس؟

وسائل التواصل الاجتماعي تساعد حتما، لكنني أعتمد بشكل أكبر على الأصداء الايجابية من الزبائن.

ولا بد من الاشارة الى أن وسائل التواصل هي وجود بحد ذاتها، وأهميتها تكمن في قدرتها على تعريف الناس أكثر على طريقة عملي.

ما الذي يميز "Nutriform" عن غيرها من العيادات الموجودة في لبنان؟

أتميز في الخدمات التي أقدمها، فهناك العديد من أخصائيي التغذية الممتازين في لبنان، لكنني أحاول دائما تطوير نفسي وخبراتي، ليس فقط في مجال التغذية بل في الرياضة، علم النفس،... لأن هذه العوامل تؤثر جميعها على النتيجة النهائية للمريض، إن كان في خسارة الوزن، أو زيادة الوزن، أو معالجة نقص معين أو مشكلة صحية معينة. وفالتالي نتمكن من الوصول الى هدف معين من خلال العمل الجدي والمتواصل.

من هم زبائن "Nutriform"؟

أستقبل الرجال والنساء، والشبان والفتيات، والأطفال، من الفئات العمرية كافة.

كيف تواجهين المنافسة الكبيرة الموجودة اليوم؟ وهل تعتبرين المنافسة عاملا ايجابيا في مجال عملك؟

المنافسة تكون أحيانا ايجابية وأحيانا أخرى سلبية، لأن الناس يأخذون المعلومات الخاطئة من هنا وهناك، وبالتالي يتطلب الأمر بعض الوقت لكي تتغير طريقة تفكريهم حول موضوع ما.

ولكن بالطبع في نهاية المطاف، تبقى المنافسة ايجابية، وعلى كل أخصائي تغذية أن يظهر صورته الخاصة، لكي يختار الناس الشخص المناسب لهم.

ما هي الصعوبات والعوائق التي تواجهك في عملك؟

أواجه صعوبة مع الأشخاص الذين لا يحبون ممارسة الرياضة، ولا يولون أي أهمية لها، لأنهم لا يعلمون كم أن نمط الحياة هذا يخفف من حدة التوتر والضغوط، ويساعد على خسارة الوزن، ويحسّن شكل الجسم، ويسهم في عمل الدورة الدموية بشكل منتظم وسليم.

ما هي العوامل والصفات التي ساعدتك على الاستمرار والنجاح؟

معرفتي في العديد من الأمور، فأنا أسعى دائما الى التحسين والتجديد، كما أثابر على العمل، وأقرأ، وأدرس، وأتعلم، وأشارك في المؤتمرات. وهذه العوامل تساعد حتما على النجاح، لأنني أتعرف بشكل مستمر على المعلومات والطرق الجديدة لاقناع الناس بما هو صحيح.

من ناحية أخرى، أركز كثيرا على الناحية النفسية، لأن هناك حوالي 80% من زبائني الذين يواجهون مشاكل وضغوط، ولا يشكون من أي مشكلة صحية وجسدية، وبالتالي هم بحاجة الى تعلم إدارة التوتر.

ما هي تطلعاتك المستقبلية على الصعيد المهني؟

أعمل على تطوير عيادتي، وأعتزم تحديد أهداف جديدة، لكنني لا أسعى للوصول الى خارج لبنان في الوقت الحاضر، بسبب مسؤولياتي المحلية الكثيرة، ولكن اذا جاءت الفرصة للعمل بين لبنان وبلدان أخرى فلما لا؟

كيف تنجحين في تحقيق التوازن بين عائلتك وعيادتك؟

أنا ناجحة بشكل كبير في تحقيق التوازن، لأنني أستطيع "بالفطرة" أن أنظم حياتي، وذلك بسبب قربي من أولادي، والدعم الذي أتلقاه من زوجي. فعندما تعمقت في الدراسات النفسية للزبائن، استفدت من هذا الأمر أيضا مع أولادي، وتحسنت طريقتي في التعامل والتواصل معهم، كما علمتهم أن يعتمدوا على أنفسهم في أمور عدة، وبالتالي هم مستقلون اليوم، وأنا في الوقت ذاته حاضرة دوما الى جانبهم؛ وبهذه الطريقة تسير حياتنا بسلاسة.

كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟

تحتل المرأة اللبنانية مناصب عالية في سوق العمل، لأنها كفوءة وذات أهلية، لكنها بحاجة اليوم الى قوانين تدعمها.

ما هي نصيحة نيكول عيد الى المرأة؟

يجب أن تعرف المرأة حقوقها، فهي يحق لها أن تعمل وتحقق أحلامها، حتى ولو كانت أم وزوجة. كما أنها تستطيع الحصول على الكثير من المساعدة، لكي تتمكن بطريقة ما، أن تتعلم كيف تنسق بين منزلها وعملها وحلمها.

ولا بد من الاشارة الى أن الحياة مستمرة، وبالتالي يجب أن تكمل المرأة المسيرة دائما لكي تصل الى الحلم الذي تريده، كما عليها أن تتعرف على حقوقها في الحياة وتحصل عليها بنفسها، لأن لا أحد سيرشدها اليها أو يعطيها إياها، وخاصة في لبنان.