يؤمن أن في لبنان فرص عمل كثيرة وطاقات غنية ولكنه مقتنع أنه يجب على الإنسان أن يبدأ مسيرته المهنية بنفسه وأن يتدرّج لبلوغ طموحاته..

هو ليس مؤسساً لشركة واحدة فحسب، فمهمة شركته تتمحور حول تطوير شركات الآخرين.. محبٌّ هو للعطاء وللعمل الإجتماعي ما يُفسر نشاطه التطوعي كعضو في بلدية ضبيه للدورة الثانية على التوالي.

ولنتعرف أكثر إلى صفات هذا الرجل اللبناني النموذجي كان لـ"الإقتصاد" مقابلة خاصة معه بصفته المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "Amlak Properties and Consulting" هشام راغب.

-من أين إنطلقت مسيرتك الأكاديمية وصولاً إلى تأسيس شركتك الخاصة؟

بدأت مسيرتي الأكاديمية من جامعة "Pigier" التي تخصصت فيها في مجال إدارة الفنادق. عملت في هذا المجال لمدة ثلاثة عشر عاماً وكانت مهامي بشكل خاص محصور في قطاع المبيعاتوالتسويق.

ومن الفنادق التي عملت فيها "Le Royal Hotel" ،"Le Gray" و"Ramada Hotel".

أسست هذه الشركة منذ ست سنوات، وكانت البدابة كوسطاء عقاريين، ومنذ أربع سنوات طورنا خدماتنا بعد أن أضفنا إليها الخدمات الإستشارية لمشاريع سياحية وتجارية .

-من هم زبائن "Amlak Properties"؟

نتعامل مع المجمعات التجارية، المطاعم، المصارف وغيرها، ومن زبائننا "بنك BLF"، "بنك البحر المتوسط –Med" ، مطعم "بابل" ، وغيرهم الكثير.

مهامتنا تبدأ عندما ينوي أحد المصارف على سبيل المثال، أن يفتتح فرعاً جديداً في منطقة محددة، نقوم بدراسة هذه المنطقة ونقدم له تقريراً مفصلاً عن العينة المستهدفة عددها والشريحة الإجتماعية وغيرها، في المرحلة الثانية نقترح أفضل ثلاث مواقع في المنطقة ويختار المصرف الموقع الأنسب له، من بعدها تبدأ المرحلة التنفيذية سواء قرر المصرف أن يشتري أو أن يستأجر العقار .

ومن جهةأخرى، فلشركتنا نشاطات على صعيد بيععقارات وأراضٍ، أو شرائها أو إستئجارها.

وفي الشق الإستشاري، نتعامل مع الممولين الذين يرغبون في تأسيس مشروع ما (غير محدد)، ندرس معهم فكرة المشروع، وبالتالي نتعاون مع شركة Erga Group"" للهندسة التي تستلم شق التصاميم الداخلية والخارجية للمشروع،ونحن نقوم بالشق التشغيلي بعد أن نجد العقار/ الأرض وننجز معاملات الشراء او الإستئجار.

-شهدت مسيرتك المهنية نقلة نوعية من مجال إدارة الفنادق إلى القطاع العقاري؟ كيف تبلورت هذه الخطوة الفريدة ؟ وهل كان لعملك الأول دور في الوصول إلى ما أنت عليه اليوم؟

بعد العمل لمدة ثلاثة عشر عامأ في مجال التسويق والمبيعات كُنا نتعامل يومياً مع شركات، لذا تعرفنا إلى مطالبهم.

ولا شك أن عملي في الفنادق أضاف إلى مسيرتي العديد من الخبرات، بالإضافة إلى شخصيتي المحبة للتواصل مع الأفراد مما يخلق علاقات عامة جيدة تفيد الإنسان في حياته المهنية.

وهذا ما أسهم في تاسيس "Amlak Properties"، بعد أن أدركنا أن للشركات والمصارف حاجات في زيادة عدد فروعها سنوياً وتوسيع سلسلة أعمالها، لذا شركتنا تُعنى في تطوير الشركات.

-كيف تدعم شركتكم الشباب اللبناني؟

عادة ما يقصدنا شباب يطمحون إلى تأسيس مشاريعهم الخاصة الصغيرة،وبحاجة إلى الإستشارات، فعلى سبيل المثال إذا عزم شاب على إفتتاح مطعم على سبيل المثال نقوم بدراسة تشمل الموقع الأنسب، قائمة الطعام الأنسب للعينة المستهدفة، وغيرها من العناصر.

وتشكل "Amlak" صلة الوصل بين الشاب والشركات المختصة بالقطاع لنوجهه إلى الطريق السليم وتتكلل مسيرته المهنية بالنجاح.

نتعاون مع شركات كبيرة ومعروفة في السوق كي لا نتعدى على الخدمات التي تقدمها الشركات المختصة ومن خلال هذه الشراكة نقدم أنسب الإستشارات للزبون.

-"Amlak Properties"-تُسهم يومياً في تأسيس شركات ومشاريع، برأيك ما هي أهم العناصر التأسيسة من حيث الأولوية: الخبرة أم رأس المال المادي؟

نحن بشكل عام لا نتعامل مع أطراف لا تملك الخبرة الكافية، فنحن من واجبنا تقديم الإستشارات ولكن على الممول أيضاً أن يدرك ماهية القطاع، وأن يفهم لماذا نزوده بهذه النصيحة بشكل خاص.

ولكنفي جميع الأحوا،ل إذا كان الممول يملك الخبرة أم لا، نقدّم له خبرتنا الإدارية والتجارية.

أما على الصعيد الشخصي فأنا أعتبر أن الخبرة ورأس المال يكمل بعضهما البعض.

-ما هي مشاريعكم للأعوام الخمسة القادمة؟

نعمل على مشروع لمجمع تجاري صغير في منطقة أميون– شمال لبنان، ونتوقع ان نُسلمه في الأعوام الثلاثة المقبلة.

بالإضافة إلى مشروع "Les Promenades" في منطقة كفردبيان وهو مشروع مؤلف من شاليهات ومحال تجارية،فإننا نستلم الشق الإستشاري للمحال.

كما نعمل مع "بيت مسك" على مشروع مؤلف من خمسة محال تجارية، لتلبية حاجات سكان المنطقة.

ولدينا مشروع آخر في منطقة جبيل مؤلف من ثلاثة مطاعم.

-حبك لعملك لم يُغنِك عن دورك الإجتماعي، هل لك أن تشرح لنا أكثر؟

أنا عضو في بلدية ضبيه للدورة الثانية على التوالي، نقوم بالعديد من الأنشطة الإجتماعية بشكل تطوعي.

أحب دوري في البلدية فأجد متعة في الإصغاء إلى الناس ومحاولة تلبية حاجاتهم قدر المستطاع.

-لماذا قررت أن تؤسس شركتك في لبنان رغم كل الاوضاع الأمنية والإقتصادية المتقلّبة؟

تخرجت من هنا، وخلال دراستي الجامعية كنت أعمل في لبنان، كلنا نعلم الفرص الكثيرة التي أُتيحت لنا مع ثورة العمل الخليجية، إلا أنني اؤمن بهذا البلد وبقدرات الشباب. كما أنني مقتنع أن هنالك فرص عمل للجميع! مع العلم أن الرواتب في لبنان ليست على قدر التطلعات، وقد لا يتمكن اللبناني بفترة زمنية متواضعة من استرجاع عوائد الإستثمارات التي صرفها على تطوير نفسه، ورغم كل ذلك أدرك أن عنصر "الإستقرار" في لبنان غير متوفر، ولكنني أؤمن بالشاب اللبناني وبهذا الوطن، لذلك لا أرى موطناً آخر لشركتي سوى لبنان.

-من خلال خبراتك الخاصة، ما هي نصيحتك للشباب؟

أنصح الشباب بأن يبقوا في أوطانهم، وأن يصعدوا على السلم المهني درجة، درجة.

فعلى صعيد شخصي وبكل فخر عندما كنا نتخصص في مجال الفنادق كان لا بد لنا من البدء من قسم التنظيفات لكي نصل إلى ما نحن عليه اليوم.

الطريق الوحيدة للنجاح تأتي من الدرجات الأولى للسلم وتعلو رويداً رويداً نحو القمة.

وأنصح الشباب بأن يتحلوا بالتواضع والرضا.