أظهرت إحصاءات وزارة السياحة اللبنانيّة الأخيرة إرتفاع عدد السيّاح الوافدين إلى لبنان خلال شھر شباط من العام 2017 إلى 110052 سائحاً، مقارنة مع 105257 سائحاً في شھر كانون الثاني

.

وفي الإطار عينه، أتت أرقام شھر شباط من العام 2017 أعلى بنسبة 13.11% عن أرقام شھر شباط من العام 2016، والبالغة في حينه 97298 سائحاً.

كذلك الحال على صعيدٍ تراكميٍّ، بحيث ارتفع عدد السيّاح الوافدين إلى البلاد بنسبة 12.25% سنويّاً إلى 215309 سواح خلال الشھرين الأوّلين من العام 2017، مقابل 191808 سواح خلال الفترة نفسھا من العام 2016.

وقد تصدّر السيّاح العرب لائحة السيّاح القادمين إلى لبنان، مشكّلين 37.86% (81514 سائحاً) من مجموع الوافدين خلال الشھرين الأوليين من العام 2017، تلاھم الوافدون الأوروبيون 31.23 (67247 سائحاً )، والزائرون من القارّة الأميركيّة 13.33% (28710 سواح)والسيّاح الآسيويّون 8.17% (17594 سائحاً).

ما هي واقعية هذه الأرقام؟ وما هو رأي العاملين في القطاع بها؟ لمعرفة إجابات هذه الأسئلة كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع رئيس إتحاد المؤسسات السياحية ​أمين خياط​:

- أظهرت إحصاءات وزارة السياحة اللبنانيّةرتفاع عدد السيّاح الوافدين إلى لبنان حتى شھر شباط من العام الحالي بنسبة 12.25%، إلى أي مدى ترى هذه الأرقام دقيقة؟

يمكن التوقع أنهم رفعوا النسبة قليلاً لنشر بعض الإيجابية في الأجواء. لا شك أن هناك تحسناً كبيراً في عدد السياح، ولكن فليسمحوا لنا ولا يتحدثوا عن النسب التي لا يشعر بها إلا من يعمل على أرض الواقع.

من يتحدث عن النسب هو من يريد إثبات دقة حديثه للناس وليس أكثر، كمن يقول "نسبة الملاحة كانت 85.5%، لكنه لا يقول أن هذه النسبة مع هكذا تخفيض أسعار ليس بالضروري أن يكون خبراً جيداً.

- هل أنت متفائل من موسم الإصطياف القادم؟

نعم متفائل جداً، ولكن ليس وفقاً لأرقام أو دراسات، بل وفقاً لما نراه ونسمعه في الإعلام من تصريحات للسياسيين وخطوات كتلك التي حصلت بعد انتهاء القمة العربية عندما رأينا رئيس الوزراء سعد الدين الحريري مرافقاً للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.

هذه الخطوة تشير إلى تحسن العلاقات وتبشّر بعودة السياح الخليجيين إلى لبنان. وهنا أود أن أشدد على أن لا تحسن في القطاع السياحي دون عودة الخليجيين إلى لبنان، فمع احترامي للجميع ولكن إقبال العراقيين والسوريين فقط على الفنادق اللبنانية أجبرنا على خفض الأسعار ومستوى خدماتنا طبعاً.

أنا كصاحب فندق من فئة الأربع نجوم، في الفترة الماضية لم أجد سوى زبائن من فئة الـ60 و 70 دولاراً للغرفة وحتى خمسين دولاراً أحياناً، وفي النهاية اضطررت إلى خفض الأسعار لهذا الحد حتى أتمكن من دفع رواتب الموظفين. مع الإشارة إلى أننا استغنينا عن عدد كبير من الموظفين جراء هذا التراجع في الأسعار.

أملنا بازدهار القطاع يعتمد على عودة السائح الخليجي.

- هل تعني أن أسعاركم ستعود وترتفع مع عودة الخليجيين؟

نعم بالتأكيد، وجود السياح الخليجيين في البلد يتطلب رفع مستوى الخدمات، الأمر الذي يتطلب رفع الأسعار. عندما يأتي السياح الخليجيون إلى فندقنا فئة أربع نجوم هذا يعني أن فنادق الخمس نجوم قد امتلأت، لذلك سترتفع الأسعار تلقائياً.

خدماتنا بالأصل سعرها مرتفع ولكن عدد السياح ونوعيتهم هي التي اضطرّتنا إلى خفض الأسعار وليس العكس.

- أطلقت وزارة السياحة حزمة عروضات سياحية مغرية جداً للعديد من الدول العربية وأرمينيا، ما هو رأيكم بهذه الرزم؟ وهل بدأتم تلحظون نتائجها؟

الحزمة جيدة جداً وتدل على اهتمام وزير السياحة الذي نرى أنه يحاول جاهداً إعادة القطاع إلى ما كان عليه، ولكن لدينا عتب عليه عما صدر منه منذ أيام تجاه تركيا، خاصةً أنه وزير لبناني، أي يجب أن يعمل لمصلحة لبنان الذي تربطه بتركيا علاقات جيدة، يمكنه تفادي الموضوع وعدم التكلم به ولكن ليس التكلم بعدائية.

- ما هي المبادرات التي تخططون أنتم للقيام بها؟

ليس هناك مبادرات وخطط أو إتفاقات فيما بيننا، فالسوق هو الذي يفرض أسعاره. مثلاً، إذا اتفقت مع أصحاب الفنادق الأخرى على سعر خمسين دولاراً للغرفة وبعد يومين أتى إلى الفندق زبائن من الذين أعلم أنهم يدفعون سبعين دولاراً هل أكتفي بالخمسين؟ الأمر برمته عرض وطلب وهذا أمرٌ معلوم.

وكانت وزارة السياحة قد أطلقت بداية الشهر الحالي رزمة أسعار مخفضة للسياحة في لبنان تتضمن تذاكر السفر والإقامة في الفنادق ( ثلاث ليال وأربعةأيام مع وجبة الفطور)، بالإضافة إلى التنقلات من المطار إلى الفنادق وبالعكس، من دون أي تكاليف إضافية بالنسبة إلى الرسوم والضرائب في المطار وغيره.

وتشمل هذه الرزمة دول: مصر، الكويت، الأردن، السعودية، الإمارات العربية، العراق (البصرة) وأرمينيا.

وأشارت الوزارة إلى أن الأسعار بالنسبة إلى مصر والكويت تبدأ 330 دولاراأميركياً، الاردن 354 دولارا، السعودية 451 دولاراً، الإمارات العربية 477 دولاراً، البصرة في العراق 462 دولاراً، قطر 529 دولاراً، وأرمينيا 471 دولاراً.

وأوضحت الوزارة "أن حملة التسويق لهذه الرزمة تبدأ أوائل الاسبوع المقبل على مواقع التواصل الاجتماعي المختصة بهذه الدول، مع كل المعلومات لناحية حركة الطيران والفنادق وعدد أيام الإقامة وأي تفاصيل أخرى، وتستمر هذه الحملة حتى 31/5/2017.