ربيع دمج

أربعة متّهمين والجرائم: تزوير، سرقة، إنتحال صفات، إستيلاء على أموال الغير. متعددة لكن دوري"حسين.ه" و"محمد.م" كانا الأبرز.

بكل هدوء إتفق كل من "حسين.ه" و"محمد.م" و"محمد.ي" و"خليل.ز" على تأليف عصابة محترفة ومتخصصة في تزوير بطاقات الهوية، ومن بعد ذلك إنتحال صفة صاحب الهوية المزوّرة ومن ثم الدخول إلى أهم المتاجر في لبنان والتبضّع وشراء أهم الأجهزة وأثمنها، كما أغلا المأكولات وأفخر المشروبات كل ذلك مقابل تحرير "شيكات" ولكن هذه الشيكات "مزوّرة".

هؤلاء الشركاء الذين تقاسموا الخراب سوياً بدأ نشاطهم التزويري في العام 2015 حين أتفق الأربعة (واحداً منهم في سن الـ63 سنة) على تأليف عصابتهم ولكل فرد منهم مهامه، إذ إشترى حسين من خليل ومحمد بطاقة هوية مزوّرة عليها رسمه الشمسي وهذه الهوية كانت بإسم جوزف. س ( من زحلة ومن عائلة معروفة) كما إشترى حسين رخصة سوق بإسم جوزف أيضاً لتكون عملية النصب مُحكمة تماماً، ودفع مقابل الهوية والرخصة حوالي 1500 دولار أميركي، لكن قيمة الدفعة تم تعويضها عشرات الأضعاف.

وبعد أقل من شهر دفع حسين للمذكورين مبلغاً من المال كي يؤمنا له دفتر شيكات مزوّر منسوب لبنك "س" في لبنان وذلك مقابل 500 دولار أميركي، وبعد تجهيز معدّات النصب إنطلق كل من حسيين ومحمد.م ( وهو من سكان زقاق البلاط في بيروت وله سوابق سرقات) وبدأ نشاطهما بداية كان الدخول إلى مول معروف جداً في بيروت، وبملابسهما الفاخرة وسيجارهما الثمين تجولا داخل محلات "المول" وتسوقا بقيمة 3500 دولار أميركي ثم حررا شيكاً بالقيمة المطلوبة ومضيا بهدوء.

بعد أقل من أسبوع ذهب حسين بمفرده إلى سوبر ماركت معروف في الضبيّة، ودخل ليتبضّع منه قاصداً محلاً لبيع أجهزة كهربائية فإختار "تلفازاً" ذو مواصفات عالية الجودة بقيمة 1000 دولار أميركي، وحرر شيكاً.

بعد أسبوع آخر ذهب وشركيه محمد.م إلى أحد المتاجر الكبيرة في نهر الموت، ودخلا سوياً لإختيار ما لذ وطالب لهما من بضائع وهدايا لعائلاتهما، في هذا الوقت كان الشيك الأول قد أصبح في عهدة المصرف ولدى عرضه على المصرف تبيّن أنه مزوّر وتم تبليغ مكتب حماية الجرائم المالية للتحقيق بالموضوع.

في اليوم التالي عادا إلى المتجر ذاته في نهر الموت، ودخلا محلاً فخماً متخصصاً ببيع العطور العالمية والصابون الفاخر إلى جانب كريمات ومتسحضرات تجميلية، فوصلت قيمة مشترياتهما حوالي 8500 دولار أميركي، وكانت الضربة الأخيرة لهما ( تشرين الثاني 2016) والضربة الأخيرة للمتجر الذي تعرّض للنصب مرتين وعلى مدى يومين.

وبعد عرض الشيك على المصرف عينه، والتحقق منه وإكتشاف أنه مزوّر، تم رصد كاميرات المراقبة والأحداث التي جرت على مدار يومين وفي التوقيت الذي تم خلاله دفع حق البضائع تم معرفة وجه الرجلين ورصد تحركاتهما بشكل متقن إلى أن وقعا بجرم أفعالهما وإعترافهما بكافة التفاصيل بما في ذلك من زوّر لحسين الهوية ورخصة السوق ودفتر الشيكات.

وبعد التحقيقات من قبل قاضي جبل لبنان في بعبدا، تم تحويل المتهمين إلى القضاء المختص لبدء محاكمتهما بعد شهر.