ربيع دمج

" سندويش على ذوقك، إعملنا ياه متل هيديك المرة" و "بدنا السندويش يكون طيب وباب أول"، عبارتان تكررتا أكثر من 50 مرة ضمن رسائل نصيّة كان تصل إلى هاتف السوري علي شيخو ( 37 سنة)، هذه الرسائل لم تكن من زبائن عاديين يطلبون منه توصيل لهم سندويشات عادية كونه يعمل كسائق "ديلفيري" في أحد أهم الأفران في المتن، وإنما يطلبون بضائع إكسترا من المخدرات ومن الصنف الأغلى أي "الكوكايين" الذي يصل سعر الغرام الواحد منه 100 دولار أميركي.

زبائن شيخو  لم يكونوا من الطبقة العادية بل من الطبقات المخملية الراقية الذين يقطنون في أرجاء قضاء المتن حيث يعمل منذ سنتين في فرن مشهور، وكان مهمته في هذا الفرن  توصيل الأكل إلى منازل ومكاتب الزبائن فقط لا غير، فيما هو أراد ترقية نفسه ويفتح "بزنس" على حسابه جنى منه بحسب إعترافاته لدى قاضي التحقيق في جبل لبنان ربيع الحسامي ما يزيد عن 10 ألف دولار أميركي وهي حصيلة عمل سنتين في خدمة توصيل "الكوكاكيين".

وبما أنّ شيخو إعتاد التواصل مع الزبائن كعامل توصيلات، إستطاع من خلال ذلك فتح شبكة علاقات مع البعض، فعرض على أحد الزبائن في منطقة الرابية ( وكانت المرة الأولى) خدمته لتوصيل له غراماً من الكوكايين مقابل 150 دولار أميركي، الـ50 دولاراً كانت لجيبه لقاء تسديد هذه الخدمة.

ولكن كيف بدأ شيخو البزنس الخاص به، فيقول في التحقيقات أنه خلال توصيله مناقيش لهذا الزبون إلى منزله دار حديث بينهما من باب المزح حين سأله الشاب "أنت من سوريا، عندكم  كوكايين وهيك قصص؟"، فردّ عليه شيخو "لا، ولكن أعرف أشخاص هنا يؤمنون هذه البضاعة"، ليرد عليه الشاب وهو يجس النبض" طيب جبلنا شوي". وتبادلا الأرقام.

بعد يومين وحين عاود هذا الشاب طلب مناقيش، وصل شيخو إلى منزله وفتح معه موضوع "الكوكايين" ، وحاول لفت نظره بأنه يعرف شاب سوري يسكن في مخيّم صبرا يمكن أن يؤمن له بضاعة باب أول، فوافق الأخير "الزبون" على هذه الصفقة واعداً إياه بإعطائه نسبة عن كل توصيلة، ومنذ تلك اللحظة أصبحت طلبية الشاب مناقيش + مناقيش إكسترا. وأضحت عبارتي " سندويش على ذوقك، إعملنا ياه متل هيديك المرة" و "بدنا السندويش يكون طيب وباب أول"، مفاتيح السرّ لذلك الشاب ليس ذلك فحسب بل أصبحت "الكود" الخاص بجميع الزبائن وهم أصدقاء الأول، وأصبحت طلبية هؤلاء تزداد كل يومين كان خلالها "شيخو" يستفيد  من البقشيش الذي يحصّله من جميع الزبائن إلى جانب "النسبة والعمولة" مقابل كل مبيع لمادة "الكوكايين".

كان شيخو يقبض من الطرفين، من الموّرد الذي يزوده بالمواد المطلوبة، ومن الزبائن الذين يحتاجون للسم الأبيض. فخرج بربح جيّد نوعاً ما ولكن بعد مراقبة الإتصالات التي كان يجريها، وبحسب التحقيقات أن أحد الزبائن وقع في قبضة الآمن فقام بالإعتراف على "شيخو" وتمت مراقبته جيداً وبعد رحلة ترصّد وقع في الشرك.

وخلال مداهمة منزله في الرابية، تم العثور على هاتفين من نوع "نوكيا" وخلال تفحصهما تبيّن أنه يستخدمهما لبزنس الكوكايين حصراً فيما لديه هاتف للعمل وهاتف خاص به.

ومن خلال إسترجاع الرسائل النصية المتناقلة عبر هاتفي "نوكيا" ظهرت رسائل "الكلمة السرّية" وفي التحقيقات معه إعترف بكل ما حصل.