يشهد قطاع التكنولوجيا في لبنان نمواً متسارعاً، حيث من المتوقع أن يرتفع حجم سوق هذا القطاع بحسب تقرير لـ"إيدال" إلى 530 مليون دولار أميركي خلال العام الحالي.

وقد شهد السوق نمواً بمعدل نمو سنوي مركب من 7.9% خلال الفترة 2009-2014، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل سنوي مركب نسبته 7.24% بين 2015 و 2018.

وتوظف الشركات التي تعمل على انتاج منتجات البرمجيات والخدمات ما مجموعه حوالي5000 من الأفراد ذوي المهارات العالية، كما تؤمن جزءا كبيرا من الخدمات التكنولوجية التي يحتاجها السوق اللبناني، وتساهم في بقائنا بدائرة التطور في القطاع التكنولوجي، وإن ببطىء.

وكما تعود قراءنا في "​تحت الضوء​"، سنلقي الضوء اليوم على شركة لبنانية ناشئة تقدّم برنامجا تكنولوجيا متطورا يحمل إسم "Vision in motion"، بإمكانه مراقبة وتحليل حركة الزوار أو الزبائن في المحال والمراكز التجارية، وإعطاء أرقام دقيقة وإحصاءات لمساعدة هذه المراكز على تطوير أعمالها والتسويق لمنتجاتها وخدماتها.

ولمعرفة المزيد حول برنامج "Vision in motion" وطريقة عمله، والإفادة التي يقدمها للمستخدمين .. كان لـ"الٌإقتصاد" لقاء خاص مع المؤسس الشريك للشركة المطورة للبرنامج سامي الخوري.

بداية، ما هو "Vision in motion"؟ وكيف يفيد المستخدمين؟

"Vision in motion" هو برنامج ذكي يستخدم تكنولوجيا متطورة، ويساعد الشركات التجارية والمحال والمصانع وغيرها على مراقبة وتحليل حركة الزوار أو الزبائن، والحصول على نتائج دقيقة تساعدهم على تحسين المبيعات وطريقة عرض البضائع مثلا، أو تنظيم العمل بشكل أفضل يساهم في تحسين مردود الشركة.

"Vision in motion" هو نظام يتم دمجه مع كاميرات المراقبة الموجودة في المحال التجارية والمراكز، حيث يقوم من خلال تكنولوجيا متطورة بتحليل حركة الناس وإعطاء نتائج دقيقة لتصرفاتهم، بالإضافة إلى أعدادهم.

ويستطيع البرنامج أن يعمل مع أي نظام خاص بكاميرات المراقبة مهما كان نوعه، ويساهم في تحسين أداء العمل للتجار ويساعد مندوبي الشركات والمصانع على إختيار المساحات الأفضل داخل المراكز التجارية من أجل التسويق لمنتجاتهم وبيعها.

من كان صاحب الفكرة؟ وما الذي دفعكم لتطوير هذا البرنامج؟

أنا وصديقي عامر معوض أصحاب الفكرة، أما السبب وراء تطويرها فهو مساعدة المحال على تحسين تجارتهم وتحسين اعمالهم وزيادة نسبة مبيعاتهم ... فمثلا إذا أردنا الحديث عن المراكز التجارية الكبيرة أو السوبرماركت، فهذه الأماكن مقصودة دائما من قبل موزعي البضائع، وأحيانا تطلب الشركات إستئجار بعض المساحات داخل المراكز التجارية لعرض بضائعها ودائما ما تبحث عن المكان الانسب أو الذي يقصده الزبائن بكثرة، وهنا يأتي دور "Vision in motion" الذي يعطي معلومات دقيقة عن الحركة داخل المراكز التجارية ويحدد أبرز الأماكن او المساحات التي يقصدها الناس داخل المركز.

إذا هذه التكنولوجيا تساعدهم في عملية تسعيير الأماكن أو المساحات داخل المراكز التجارية، كما تساعدهم أيضا على معرفة السبب وراء إنخفاض المبيعات لمنتج معين، وتحديد المشاكل التي تحد من تطور أعمالهم.

بعد مشاركتكم بمسابقة "Speed@BDD" لتسريع الأعمال ... كيف تصفون هذه التجربة ؟

التجربة مع "Speed" كانت مميزة جدا - خاصة بالنسبة لي - حيث لم يكن لدي أي خبرة بالنظام الإقتصادي "Ecosystem"، وطريقة شرح وتوصيل الفكرة، وطريقة التعامل في عالم ريادة الأعمال ... كل هذه الأمور إكتسبناها خلال الفترة التي قضيناها مع "Speed".

ومن خلال "Speed" تم إختيارنا للسفر إلى "Silicon Valley" في الولايات المتحدة، حيث قضينا 3 أسابيع تعرفنا فيها على طريقة العمل الإحترافية، وتعاونا مع أشخاص لديهم خبرات كبيرة في عالم التكنولوجيا.

هل أصبح برنامج "Vision in motion" متاحا للمستخدمين ؟ وهل هناك إقبال كبير على خدمتكم؟

برنامج "Vision in motion" أصبح متاحا للراغبين في شرائه وإستخدامه، وحتى اليوم لدينا أكثر من زبون في عدة مناطق .. ولكن نسعى خلال الفترة الحالية لنشر الفكرة أكثر، وإيصالها إلى الناس بشكل مبسط كي يعرفوا أهميتها في تطوير أعمالهم والتسويق لمنتجاتهم.

ما هي الصعوبات التي واجهتكم ؟

الصعوبة الأولى كانت في إيجاد مطور خبير في مجال البرمجة، حيث عانينا كثيرا للوصول إلى أشخاص لديهم الخبرة الكافية لتطوير البرنامج الذي نطمح إليه.

أما الصعوبة الثانية فهي كيفية إقناع الناس أو الزبائن بجدوى هذا البرنامج، وبالإفادة التي يقدمها لتطوير أعمالهم وزيادة مبيعاتهم .. ولكن هذه الأمور نعمل على تخطيها شيئا فشيئاً.

ما هي أهم مشاريعكم المستقبلية وهل تعتزمون التوسع في الخارج؟

خطتنا في المرحلة الأولى هو الحصول على عدد مقبول من الزبائن الكبار في السوق اللبناني، لأن ذلك سيدعمنا من الناحية المادية من أجل الإستمرار والتطور.

وبعد ذلك سنسعى للخروج من لبنان وتحديدا للسوق الخليجي، حيث يعد هذا السوق واعداً، خاصة أنهم يملكون مراكز تجارية كبيرة جدا وشركات عملاقة تمتلك رؤوس أموال ضخمة.