جذبت ​شركات الطيران​ الشرق أوسطية المسافرين من رجال الأعمال بعيداً عن شركات الطيران في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا لسنوات.

لكنهم قد يجدوا المقاعد في مقدمة الطائرة شاغرة بعد حظر الولايات المتحدة وبريطانيا للإلكترونيات الكبيرة داخل مقصورات الطائرات على متن الرحلات المتجهة إليها من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويمكن للمنافسين الأوروبيين الاستفادة من احتياجات الركاب الذين يدفعون تكاليفاً أعلى والذين يرفضون الانفصال عن أجهزتهم الإلكترونية.

بحلول الأربعاء الماضي، كانت رحلات الخطوط الجوية القطرية من الدوحة إلى الولايات المتحدة تعمل بالفعل في ظل القيود الجديدة، التي تقول السلطات الأميركية والبريطانية إنها تستند إلى مخاوف من أن الأجهزة الأكبر حجماً من الهواتف الذكية يمكنها أن تحمل متفجرات.

ولدى شركات الطيران المشمولة في الحظر حتى صباح السبت المقبل للامتثال إلى القواعد الجديدة.

ويحذر محللو "وول ستريت" بالفعل من أن المسافرين على درجة رجال الأعمال قد يغيرون شركات الطيران التي يسافرون على متنها إذا لم يتمكنوا من إنجاز أعمالهم على أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو اللوائح الإلكترونية.

الرحلات الطويلة من الشرق الأوسط وأفريقيا إلى الولايات المتحدة تقدم للمسافرين من رجال الأعمال وقتاً لا يقدر بثمن، يستخدمونه في كثير من الأحيان للعمل دون انقطاع بسبب المكالمات الهاتفية أو الالتزامات الشخصية.

وقال محلل الطيران لدى "JPMorgan"، جيمي بيكر: "من الممكن منطقياً للمطارات الرئيسية التي لا تعرقل إنتاج المسافرين من رجال الأعمال لمسافات طويلة (مثل فرانكفورت وباريس وما إلى ذلك)" أن تفرض أسعاراً غالية للتذاكر "على حساب الشرق الأوسط."

وقال بيكر في مذكرة بحثية، الأربعاء، إنه يرجح أن تكون شركات الطيران الأوروبية أكبر المستفيدين من حظر الإلكترونيات.

وتجدر الإشارة إلى أن ألمانيا وفرنسا، موطن شركات النقل العالمية "لوفتهانزا" والخطوط الجوية الفرنسية، لم تفرض قيوداً مماثلة لتلك التي فرضتها أميركا وبريطانيا.

وأشار بيكر إلى "الممر بين الولايات المتحدة والهند" الذي يمكن لأعداد كبيرة من المسافرين من رجال الأعمال اختياره لتجنب المرور عبر مطارات الشرق الأوسط.

لكن الرئيس التنفيذي لمطارات دبي، بول غريفيث، قال إنه يعتقد أن "نسبة ضئيلة جداً" من المسافرين سيغيرون شركات الطيران التي يسافرون على متنها.

وتقدر شركة معلومات الطيران "فلايتغلوبال" أن شركات الطيران التسع المتأثرة بالحظر الأميركي لديها قرابة 18 ألف مقعد يومياً على متن الرحلات المقلعة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مباشرة إلى الولايات المتحدة.

ويُذكر أن شركات النقل في تركيا وقطر والإمارات اشترت مئات الطائرات الجديدة لفتح طرق جديدة في شتى أنحاء العالم، ما أثار قلق شركات الطيران الأميركية والأوروبية الكبيرة.

ولكن بعد سنوات من النمو، بدأت الشركات مثل طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط الجوية التركية تواجه صعوبات حتى قبل إضافة القيود الأمنية الجديدة هذا الأسبوع.