أفاد تقرير "برايس ووترهاوس كوبرز" (PwC) إن عدم المساواة هي ما يمكن أن ينتجه استخدام الروبوتات بشكل متزايد للمهام التي تتطلب مهارات أقل. وقد بات أكثر من 10 مليون عامل في المملكة المتحدة في خطر كبير يتمثل بالاستعاضة عن عملهم بالروبوتات وذلك في غضون 15 عاما فيما تزداد وتيرة أتمتة المهام الروتينية نحو عصر جديد تصنعه الآلة.

وأشار تقرير شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" الاستشارية الى أن 30 من الوظائف في ​بريطانيا​ قد تكون مهددة من اختراقات في مجال الذكاء الاصطناعي. كما أنه في بعض القطاعات، يمكن أن يحتل نصف الوظائف. وتوقع التقرير أن تؤدي الأتمتة إلى زيادة الإنتاجية وخلق فرص عمل جديدة، ولكنه ذكر أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات لمنع اتساع أوجه عدم المساواة التي يمكن أن تنتج عن استخدام الروبوتات بصورة متزايدة للمهام المتطلبة لمهارات اقل.

وقالت شركة "برايس" أن 2.25 مليون وظيفة معرضة لخطر كبير في تجارة الجملة والتجزئة - القطاع الذي يستقطب غالبية الناس في المملكة المتحدة - و 1.2 مليون وظيفة مهددة في قطاع التصنيع و 1.1 مليون منها في قطاع الخدمات الإدارية وخدمات الدعم و 950.000 في مجال النقل والتخزين.

وقال التقرير إن أكبر تأثير سيكون على العمال الذين تركوا المدرسة مع شهادة الثانوية العامة أو أقل، وأنه كان هناك رأي بتدخل الحكومة في مجال التربية والتعليم في مجال العمل على مطابقة الوظائف مع لتعليم لضمان ألا تتركز المكاسب المحتملة من الأتمتة في أيدي قليلة جدا. اضافة الى ذلك سيكون من المجدي طرح شكل من أشكال الدخل الأساسي الشامل.

وأفاد رئيس التكنولوجيا والاستثمارات في شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" جون اندروز: "ليس هناك شك في أن الذكاء الصناعي والروبوتات ستغير في التوازن بما ستبدو عليه الوظائف في المستقبل، وأن البعض أكثر عرضة من غيرها... المهم هو التأكد من أن المكاسب المحتملة من الأتمتة سيجري توزيعها على نطاق أوسع في المجتمع وضمان ألا يتخلف أحد عن الركب. ويحتاج أصحاب العمل المسؤولون إلى التشدد في زيادة المرونة والقدرة على التكيف مع محيطهم الاجتماعي، لنصبح جميعا على استعداد للتغيير."

وأضاف اندروز: "في المستقبل، سوف تكون المعرفة سلعة لذلك يجب علينا أن نحدث نقلة في تفكيرنا حول كيفية تزويد الأجيال القادمة بالمهارت اللازمة. وسيكون التفكير الإبداعي والنقدي ذا قيمة عالية مستقبلا، وكذلك الذكاء العاطفي. "

وكان قطاعي التعليم، والصحة والرعاية الاجتماعية، هما القطاعان اللذان يعتبران أقل تهديدا من قبل الروبوتات نظرا للمهارات العالية التي تطلبها المهام في المهن والوظائف داخل القطاعين.

وبما أن النساء يميلن للعمل في القطاعات التي تتطلب مستوى أعلى من التعليم والمهارات الاجتماعية، قالت شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" إنها ستكون أقل عرضة لخسارة وظائفهم من الرجال، الذين كانوا أكثر عرضة للعمل في قطاعات مثل التصنيع والنقل. وقد تبين أن 35% من وظائف الذكور معرضة لخطر شديد مقابل 26% من وظائف النساء.

وتعتبر دراسة "برايس ووترهاوس كوبرز" هي الأحدث لتقييم إمكانيات فقدان الوظائف وزيادة عدم المساواة بسبب تطور الذكاء الصناعي. وقال الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد الاميركى روبرت شيلر ان حجم التحول فى مكان العمل الذى سيجرى فى العقود القادمة يجب ان يؤدى الى طرح "ضريبة روبوتية" لدعم هذه الماكينات التى تزداد الحاجة اليها.

فيما أفاد كبير الاقتصاديين في شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" جون هوكسورث: "إن المحرك الرئيسي لتقديراتنا على مستوى الصناعة هو حقيقة أن المهام اليدوية والروتينية أكثر عرضة للأتمتة، في حين أن المهارات الاجتماعية هي عرضة أقل نسبياً. ومع ذلك، لا توجد صناعة محصنة تماما من التقدم في المستقبل في الروبوتات ومنظمة العفو الدولية... إن أتمتة المزيد من المهام اليدوية والمتكررة سوف تقضي على بعض الوظائف القائمة ولكن يمكن أيضا تمكين بعض العمال من التركيز على عمل أعلى قيمة وأكثر مكافأة وخلاقة، وإزالة الرتابة من وظائفنا اليومية."

وأضاف "من خلال تعزيز الإنتاجية - وهو ضعف رئيسي في المملكة المتحدة على مدى العقد الماضي - وبالتالي توليد الثروة، فإن التقدم في مجال الروبوتات ومنظمة العفو الدولية ينبغي أيضا خلق فرص عمل إضافية في أجزاء أقل قابلية للتشغيل من الاقتصاد مع إنفاق هذه الثروة الإضافية أو استثمارها".

وأشار هوكسورث الى أن معدل العمالة في المملكة المتحدة أقل بقليل من 75 يعد أعلى مستوى له منذ أن بدأت السجلات الحديثة في عام 1971، مما يشير إلى أن التقدم في التقنيات الرقمية وغيرها من التكنولوجيات الموفرة للعمالة قد رافقه خلق فرص العمل. وقال إنه ليس من الواضح أن المستقبل سيكون مختلفا عن الماضي فيما يتعلق بكيفية تأثير الأتمتة على معدلات العمالة الإجمالية.

وقال هوكسورث إن حقيقة أنه من الممكن تقنيا استبدال عامل بروبوت لا تعني أن القيام بالامر كان جذاباً اقتصاديا، هو يعتمد على التكلفة النسبية والإنتاجية للآلات مقارنة بالبشر. وتوقعت شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" أن يتحول هذا التوازن لصالح الروبوتات عندما تصبح أرخص لإنتاجها على مدى العقود القادمة.

"وبالإضافة إلى ذلك، فإن العقبات القانونية والتنظيمية، والجمود التنظيمي والنظم القديمة سوف تبطئ التحول نحو الذكاء الصناعي والروبوتات حتى عندما يصبح ذلك ممكنا تقنيا واقتصاديا. وهذا قد لا يكون شيئا اذا ما أعطي العمال والشركات القائمة مزيدا من الوقت للتكيف مع هذا العالم الجديد الشجاع ".