ناشط إجتماعي ومدرب ناجح في مجال ريادة الاعمال والإستشارات، حيث قدم الإستشارات للحكومات في الدول العربية كافة وجنوب أسيا، بالإضافة إلى مجال الإستشارات الإدارية والتدريب على القيادة في القطاع الخاص في لبنان والخليج، والتعليم في جامعات لبنانية وأميركية.

وللإطلاع على مسيرته المهنية كان لـ"الإقتصاد" لقاء مع الشريك المؤسس لشركة "Beyond Reform and Development" جيلبير ضومط.

ما هي أبرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية؟

بدأت حياتي المهنية منذ سن الخامسة عشر ولم أتوقف يوماً، ولم أرفض أي فرصة عمل توفرت لي في مجالات عديدة مثل الزراعة، بيع ماكينات تنظيف السجاد، وخدمة المطاعم والفنادق، وتعليم مادة العلوم الإنسانية في مدرسة خاصة، ثم انتقلت إلى العمل الإجتماعي مع منظمات محلية ودولية عدة متخصصة مثلا بالعمل مع الأحداث في السجن، وانخراط الشباب في المجتمع والمصالحة في الجبل.

الأمر ذاته في مجال التعليم، لم أتوقف حتى الأن، حصلت على شهادة البكاليوريوس في الإدارة مع تخصص في إدارة الفنادق من جامعة سيدة اللويزة، بكالوريوس في التنشيط الإجتماعي من الجامعة اليسوعية، وحصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من ال EcoleSuperieure des Affaires. ثم تابعت دراستي في مجال العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف وبعدها تمّ اختياري كزميل عالمي في جامعة يال (Yale University) الأميركية لأصبح أستاذاً محاضراً فيها أعلم مادة القيادة لطلاب الماجستير في الإدارة المتقدمة (Masters in Advanced Management)

إن شغفي الدائم للعلم والعمل يأتي باعتقادي من كوني من جيل الحرب الأهلية حيث لم يتوفر الأكل والعلم والأمل. أما الموت فكان قوتنا اليومي، فهناك في داخلي رغبة للعيش بشغف الوقت المتبقي من الحياة. محطة مهمة هي عند كتابة أطروحتي للماجستير، فكانت دراسة جدوى للشركة التي أنا شريك مؤسس فيها اليوم وهي شركة استشارات وتدريب Beyond Consulting & Training. إنها محطة أساسية في حياتي لأنني قررت خلال هذه السنة أن أعمل كريادي لحسابي الخاص بدلاً من التوظف في شركة، فقمت بتأسيس الشركة خلال الفترة ذاتها لإعداد أطروحتي، فانضم إليها شركاء جدد لتصبح شركة إقليمية تغطي لبنان ودول الخليج بعد حرب تموز 2006.

محطة أخرى أساسية، أتت بعد نضال إجتماعي ومدني تطوعي رافق حياتي المهنية، فأسهمت في تأسيس جمعية "إنجاز" المتخصصة في تعليم الشباب مهارات ريادة الأعمال، وجمعية "نحو المواطنية" من أجل نشر قيم المواطنة والديمقراطية والمحاسبة إلى أن أصبحت منسقاً عاماً على عمليات "جمعية مراقبة ديمقراطية الإنتخابات" سنة 2009 مع "الجمعية اللبنانية لديمرقراطية الانتخابات" (LADE). وتتالت الخيبات في عدم القدرة على تغيير الواقع الاجتماعي والسياسي في بلد اخترت البقاء فيه، فقررت مع مجموعة من أربعة عشر ناشطاً مدنياً التوقف عن المطالبة بالتغيير، وعملنا مع المؤسسات الحكومية لزيادة فعاليتها من خلال تأسيس شركة "Beyond Reform & Development" الإجتماعية المتخصصة في الأبحاث وابتكار السياسات العامة وتقديم الإستشارات في الإصلاح الإداري وبناء قدرات المجتمع للمشاركة في الحياة العامة بفعالية وإدراك. تتأرجح حياتي المهنية اليوم بين التعليم في "جامعة القديس يوسف" و"جامعة يال"، وإدارة الشركة الإجتماعية، وتقديم الإستشارات للحكومات في الدول العربية كافة وجنوب أسيا، بالإضافة إلى عملي في مجال الإستشارات الإدارية والتدريب على القيادة في القطاع الخاص في لبنان والخليج، بالإضافة إلى الكتابة في عدد من الصحف الأجنبية والعربية واللبنانية.

ما هي المصاعب التي واجهتك خلال هذه المسيرة؟

واجهت العديد من المصاعب في مسيرتي المهنية ومنها، على الصعيد الشخصي، كان عندي خوف دائم من فتح عملي الخاص بدلاً من الوظيفة،خاصةً أن تربيتي المنزلية أو المدرسية أو الجامعية لم تشجعني على القيامبذلك، وقد أثر على قراري بالمجازفة في إنشاء شركة خاصة.

أما على الصعيد المهني، فلم يكن لدي رأس مال في يوم من الأيام، ولم يكن سهلاً الحصول عليه، فكنت أجمع مدخراتي لأبدأ أي عمل، كما أنني لم أتجرأ على المغامرة من خلال أخذ قرض مالي خوفاً من عدم الإستقرار السياسي وعدم قدرتي على تغطيته. وباعتقادي فإن ذلك أسهم في توسع أعمالي بشكل سريع، ولكن الواقع كان يمكن أن يكون أكثر تمكناًوبشكل مضاعف لو كان في بلد أكثر أمناً واستقراراً.

أما على صعيد بيئة الأعمال، فجميع العقبات موجودة أمام الشركات الخاصة بدءاً من عدم توفر البنى التحتية الملائمة من خدمة الأنترنت والكهرباء والمياه بحيث يتم دفع الفاتورة مرتين، مروراً بالضرائبالمتنوّعةالتي يتم دفعها بالكامل دون أي مقابل فعلي تستفيد منه الشركات، وصولاً إلى العقبات الإدارية خلال التسجيل وتقديم المعاملات الإدارية.

ما هي الصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على تخطي هذه الصعوبات؟

لا أعتقد أن هناك صفات محددة . كل إنسان يستطيع تخطي الصعوبات إذا توافرت لديه الإرادة، والتواضع لطلب المساعدة، وإذا كان جاهزا للتعلم المستمر. وتذلل كل هذه الصعوبات إذا توفر الشغف المبني على إدراك الذات، وقيم صادقة، ورؤية جريئة في خدمة تغيير المجتمع بمثابرة وأمل. وإن هذا الشغف، برأيي، لا يأتي من وضع الأهداف المادية بل من خلال بلورة غاية أكبر تترك أثراً في حياة الناس والمجتمع. وإذا كان هناك صفات أفتخر بها فهو شغفي الدائم للحياة، ومثابرتي على العمل لساعات طويلة دون كلل، وحشريتي للتعلم واختبار أشياء جديدة.

هل حققت ذاتك؟

أعتقد أن تحقيق الذات ليس لحظة يمكن تحقيقها، بل هو مسار حياة أختبره كل يوم من خلال عملي على أمر يتخطى مصالحي الخاصة ليخدم الناس ويسهم في مساعدتهم. ولدي شعور في معظم أوقات حياتي أكان في عملي المهني أم في أوقات تطوعي، إن ما أعمل عليه هو من أجل عيش قيَمي وترك أثر في المجتمع الذي ولدت وترعرعت فيه.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أعمل على ثلاث مستويات متوازية: أولا زيادة كتاباتي لأننا مقصرون في هذه المنطقة من العالم في الإنتاج الفكري، وأسعى إلى وضع جهد أكبر على هذا الصعيد. ثانياً، أعمل مع شركائي على توسيع النطاق الجغرافي لعملنا من خلال العمل مع حكومات في دول جنوب أسيا وأفريقا وأوروبا. ثالثاً، أسعى مع مجموعة من الأصدقاء لترجمة كفاءاتنا، ليس فقط في شركاتنا الخاصة، ولكن من خلال استثمارها لإعادة تعريف السياسة في لبنان كعمل إيجابي هدفه ابتكار الحلول ومبني على الكفاءة والنزاهة وليس كفعل فساد وعنف وطائفية.

ما هو شعارك في الحياة ومن هو مثالك الأعلى ؟

صدقا لدي حب للناس، ونادراً ما أغضب أو أكره، ومعظم علاقاتي تتطور من خلال نظرة عميقة تثري إدراكي لذاتي وللنظام البشري الذي نعيش فيه، فكل إنسان من الذين التقيهم علّمني شيئا وهم مثلٌ أعلى في وجه من أوجه الحياة. ثلاث كلمات أساسية ممكن أن تلخص حياتي: شغف وعلم وأثر.

ما هي نصيحتك للشباب؟

هناك قول للأديب الألماني الشهير يوهان فولفغانغ فون غوته أكرره دائما وهو نصيحتي لهم: أي شيء يمكنك القيام به أو تحلم بالقيام به إبدأ به. في الجرأة هناك عبقرية، قوة وسحر فابدأ الآن.