فازت اللائحة التوافقية برئاسة بشارة الأسمر في إنتخابات هيئة المجلس التنفيذي للإتحاد العمالي العام، وذلك بعد ستة عشر عاماً من رئاسة غسان غصن.

إنتخاب لائحة الأسمر جاء بالتزكية وبعد مشاروات طويلة كان اللافت أنها أسفرت عن عودة عدد من الإتحادات التي انسحبت قبل سنوات من الإتحاد احتجاجاً على الهيمنة الحزبية على قرار الإتحاد. فقد عاد اتحاد المصارف من خلال أكرم عربي، والإتحاد اللبناني للنقابات العمالية من خلال ممثله جورج علم. كذلك دخل اتحاد نقابات العمال البترولية من خلال أديب برادعي، ودخل رئيس إتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال شعبان بدرة بدلاً من الزبيدي.

وجرى توزيع المراكز والمهام على الشكل التالي: بشارة الأسمر الرئيس، حسن فقيه نائب الرئيس، سعد الدين حميدي صقر الأمين العام، أنطون أنطون نائب الأمين العام، علي طاهر ياسين أمين الصندوق، أديب برادعي محاسب، بطرس سعاده أميناً لشؤون العلاقات الخارجية، شعبان بدره أميناً لشؤون التدريب والتثقيف، علي الموسوي أميناً لشؤون البيئة والصحة والسلامة المهنية، شربل صالح أميناً لشؤون المرأة والشباب والرياضة، أكرم عربي أميناً للشؤون الاقتصادية والاجتماعية وجورج العلم أميناً لشؤون علاقات العمل.

وفي خلال مؤتمر عقده بعد الإنتخابات قال الأسمر:"سنكون حكومة ظلّ تواكب كل القضايا المطروحة وتقف مع المسحوقين والعمال وذوي الدخل المحدود." وأضاف:"لن نستكين وسنقاوم والمقاومة حق للحصول على المبتغى."

وللإطلاع أكثر على خطط رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر وموقفه من سلسلة الرتب والرواتب كان لـ"الإقتصاد" معه هذا اللقاء:

- يتزامن إنتخابك اليوم مع التصويت على سلسلة الرتب والرواتب التي وصفتها بالعوجاء، ما هي الثُّغر التي تراها الأبرز في السلسلة؟

إذا لاحظنا أن السلسلة تشمل فقط القطاع العام ما يعني أن المصالح المستقلة والمؤسسات العامة غير مشمولة في هذه العطاءات. هناك نص مبهم في المادة 17 ونحن باتجاه توضيح هذا النص، لأنه من المقرر أن تصدر مراسيم معينة بالمؤسسات العامة لكن من جهتنا نرى أنه يجب حسمه قبل ذلك كي لا ندخل بنقاش لا نهاية له فيما بعد.

أما المصالح المستقلة من مرفأ بيروت إلى الإهراءات والكهرباء والمياه، الريجي والبلديات فلم يتم ذكرها لذلك فنحن نتجه إلى الحوار خلال اليومين المقبلين. مع العلم أننا توصلنا إلى بعض الأمور التي سيتم الإعلان عنها قريباً.

ومن جهةٍ ثانية، فإن الأساتذة الثانويين أيضاً غير موافقين على بعض الأمور تماماً كما المتقاعدين، ما يشير إلى أنه بات لدينا العديد من الثغر. وضعنا جملة من الملاحظات ويمكننا القول إنه تم الأخذ ببعضها في الحوار وبعض الأحاديث الجانبية في المجلس النيابي.

- ما هي الخطوات التي ستتخذونها كإتحاد عمالي عام وخاصةً أنه تم إقرار زيادة الضريبة على القيمة المضافة إلى 11%؟

نحن بشكل عام ضد مبدأ زيادة الضرائب، وزير المال قال إنه مضطر لفرض هذه الضرائب لأن لديه مصاريف ناتجة عن السلسلة وعليه أن يخلقها، ونحن بدورنا سنجد طرق لترجمة رفضنا للزيادات لأننا لا نريد التصعيد بمواقفنا و"تطيير" السلسلة الحق التي نطالب بها منذ سنوات. سنلجأ للحوار قبل المواقف السلبية والمتشددة.

وكما نعلم جميعاً خلال المطالبة بالسلسة في المرحلة الأخيرة كانت الدولة تشتكي من العجز بالإضافة الى أرباب العمل والمصارف، حتى كدنا نقتنع أننا كعمال، الفئة الميسورة في هذا البلد واقترحنا أن نؤسس صندوق تعاضد لندعمهم.

نفهم أن إقتصادنا يمر بمرحلة ركود، لذلك ندعو إلى الحوار في هذه المرحلة لإنتاج إتفاق مناسب.

- بعد مرور ملف السلسلة، ما هو الملف الذي تراه ذات أولوية للمعالجة؟

ملف الزيادة للقطاع الخاص بالتأكيد، ستتم دعوة لجنة المؤشر والبحث بغلاء المعيشة وعطاءات المؤسسات الرسمية من المدارس إلى المستشفيات، التي إذا أقرت بالمسار الصحيح ستوازي الغلاء المعيشي.

نتسلّم في الإتحاد العمالي العام اليوم ملفاً كبيراً ونحاول معالجته مع الإختصاصيين وليس بطريقة عشوائية كقانون الإيجارات الذي صدر ولا يزال هناك نواب معترضون عليه. سنبحث عن آراء المتخصصين في الأمور لنجد نقطة ننطلق منها للحوار، وهذا واقع سيتم تحقيقه.

وكخطوة أولى بدأت بملف رغيف الخبز، كلفت فريقاً من المرفأ ليقدم لي تقريراً عن الإهراءات والقمح المدعوم وغير المدعوم لنبحث بعد ذلك إعادة الصياغة.

- تقول إنك في خلال ترؤسك نقابة عمال وموظفي مرفأ بيروت لم تلجأ " إلى الإضراب إلا ثلاث مرات مرغماً"، هل تعتقد أنك ستتمكن من إنهاء سلسلة طويلة من الإضرابات للإتحاد العمالي العام؟ وهل ترى أن الحوار يأتي بالنتائج المرجوة مع هذه الطبقة السياسية؟

الإضرابات إن لم تكن موجعة لن تؤتي ثمارها التي نريدها، ونعم لم ألجأ كثيراً للإضراب لكن لجأت له أحياناً في مرفأ بيروت، لماذا؟ لأن إغلاق باب المرفأ فقط، يؤدي إلى خسارة بالملايين. واليوم معنا قطاع من القطاعات المهمة في البلد وهو قطاع المصالح المستقلة ما سيجعل تأثيرنا أكبر.